حذار من الشيطان أن يصدكم عن الآيات
ــ ماذا بين الله وبين العباد
علينا أن نعرف ماذا بيننا وبين الله ، فالشيء الوحيد الذي هو بين الله وبين العباد هو التشريع فقط ، أي تعاليم الله ، هذا ما يجب أن نعرفه جيدا ، وأول علاقة بين الله وعباده البشر كانت في آدم وزوجه ، هذه أول علاقة كانت بين الله وبين العباد ، فلم يكن بينهم وبين الله أي شيء غير التشريع ، هذا لتعرف أن القصد من الله هو أن يصل التشريع إلى عباده ، لقد أعطى الله تعاليم إلى آدم وزوجه ، أي أعطاهم تشريعا للعمل به ، ومن بين هذه التعاليم أخذ الحذر من الشيطان وأن لا يأكلا من الشجرة ، ولكن الشيطان أوقعهما في الذنب بعدم اتباع ذلك التشريع فأخرجهما من الجنة ، فسبب خروجنا من الجنة هو عدم اتباع التشريع الذي أمرنا الله به ، ونتذكر جيدا بأنه لم تكن وساطة بيننا وبين الله عندما كنا في الجنة إلا التشريع ، ولما نزلنا إلى الأرض ذكرنا الله من جديد بأنه سيفعل معنا نفس الشيء الذي فعله معنا عندما كنا في الجنة ، أي سيأتينا بتشريع أيضا والذي يتبع ذلك التشريع هو الذي يعيده الله إلى الجنة في النهاية ، ومما قاله تعالي في هذا الشأن ( ... قلنا اهبطوا منها جميعا ، فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ... ) أنظر جيدا إلى قوله ( فإما يأتينكم مني هدى ) ( فمن تبع هداي ) هناك هدى يأتي من عند الله ويجب اتباع هذا الهدى ، وما هو هذا الهدى ، إنه التشريع الذي نتكلم عنه ، وما هو هذا التشريع ، هو عبارة عن آيات تأتينا من عند الله وليس شيئا آخر ، وكيف نتلقى هذه الآيات من عند الله ، إن الله جعل منا رسلا وهؤلاء الرسل هم الذين يأتوننا بهذه الآيات إلينا فيتلونها علينا ، وهذه هي مهمتهم ، تبليغ هذه الآيات إلينا ، يقول سبحانه ( ... يا بني آدم إما يأتينكم رسلا منكم يقصون عليكم آياتي ، فمن اتقى وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ... ) إذن هناك آيات فيها تشريع الله يجب أن تصل إلينا ، وهذا هو الهدف ، فالرسل لا يأتون بتشريع من عندهم ولا يضيفون تشريعا على تشريع الله ، فالتشريع واحد هو ذلك الذي يأتي من عند الله ، ويتمثل في آيات الله وليس شيئا آخر ، يجب أن ننتبه جيدا لهذه النقطة ، وهذا مهم جدا في هدايتنا ، إن لم نعرف هذا فإننا سنضل ، الآيات وما أدراك ما الآيات هذا ما يجب أن نضعه نصب أعيننا .
تعالوا الآن نتأمل كيف وقعنا في الضلال عندما كنا في الجنة ، فالله أعطانا آيات ، وفيها حذرنا من الشيطان ونهانا عن الأكل من الشجرة ، وهذا هو التشريع الذي أعطانا الله إياه في الجنة ، وماذا فعل الشيطان ، لقد أتانا بتشريع آخر لنتبعه ، وما هو هذا التشريع ، أخبرنا بأن الشجرة التي نهينا عنها هي شجرة الخلد ، فإذا أكلنا منها نصبح خالدين في الجنة ، تأمل معي هذا الحديث الأخير الذي جاء به الشيطان [ إن الشجرة المنهي عنها هي شجرة الخلد وإذا أكلنا منها أصبحنا خالدين في الجنة ] أنظر لهذا الحديث الذي جاء به الشيطان وهذه المعلومة الكاذبة التي أتانا بها ، لنطرح السؤال على أنفسنا فنقول ، هل هذا الحديث وهذه المعلومة توجد في الآيات التي أتانا الله إياها ، الجواب كلا ، ولكن ماذا فعلنا نحن ، هل اتبعنا الآيات التي أتانا الله إياها أم خرجنا عنها واتبعنا كلاما آخر ما أنزل الله به من سلطان ، لقد خرجنا عن الآيات واتبعنا حديثا آخر ما أنزل الله به من سلطان فأخرجنا الله من الجنة ، والجميع يتساءل ويقول كيف وقع آدم في خطأ واضح مثل هذا ، يكاد لا يصدق ، يا أخي إن كنت تتعجب من آدم فتعجب من نفسك ، فإن هذا ما يحدث لنا هنا في الدنيا ، واسأل نفسك هل أنت تتبع الآيات التي جاءتك من عند الله أم تتبع كلاما آخر ما أنزل الله به من سلطان ، فإن هذه العملية ظلت تتكرر عشرات المرات وليس مرة واحدة ، فإن الشيطان ظل يضلنا عن الآيات التي تأتينا من عند الله ، وهذا ما وقع لجميع الأمم ، فقد أخرجهم عن الآيات التي تأتيهم من عند الله ، وبنفس الطريقة ، فإنه يأتيهم دائما بأشياء يصرفهم بها عن الآيات ، فتراهم يتشبثون بها بكل ما أوتوا من قوة ، وكل الأمم أتاها الله الآيات ، ونحن أمة من هذه الأمم وقد أتانا الله الآيات لنتبع التشريع الذي جاء فيها ، ولكن مع الأسف الشديد حدث لنا مثل ما حدث لآدم ، ومثل ما حدث للأمم السابقة ، فها أنت ترى هذه الأمة تتبع أحاديث وتشريعا آخر صنعه الشيطان ما أنزل الله به من سلطان ، لنضرب مثلا عن الصلاة ، فهي التي تنهى عن الفحشاء والمنكر كما أخبرنا الله ، فهذه الصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر غيرها الشيطان ، وكما تعلم فالله أنزلها ثلاث صلوات وتصلى بمقادير ، ولكن الشيطان صنع قصة وجعل فيها خمس صلوات وغير المقادير إلى ركعات وغير أوقات الصلاة كلها حتى أصبح المسلمون لا يصلون ولا صلاة واحدة ، كل هذا من فعل الشيطان ، ضف إلى ذلك أنه نسخ الصلاة التي أنزلها الله أي أبطل آيات الله راجع موضوع [ اعتراف المسلمين ] والعجيب في الأمر أنه فعل كل هذا بقصة مشعوذة أبطل بها حكم الله ، فالآيات التي أنزلها الله أبطل حكمها والقصة المشعوذة أصبحت هي النافدة وهذا بإمضاء العلماء وهم يعلمون أن هذا العمل باطل عند الله ، لا حجة لهم غدا يوم القيامة ، إذن يا إخواني المسلمين إن أردتم العودة إلى الجنة موطننا الأصل شدوا على الآيات ، شدوا على الآيات ، عضوا عليها ، أقبضوا عليها بقوة ، استمسكوا وتمسكوا بها ، إياكم والشيطان ، فإنه قد أضل آباءنا ألم يقل لنا ( ولقد أضل منكم جبلا كثيرا أفلم تكونوا تعقلون ) حقيقة يا ربنا فإننا لا نعقل ، نفس الخطة يستعملها الشيطان ، نفس الأسلوب ، نفس الضلال ، والشيطان هو نفسه الشيطان ، ومع ذلك نقع في نفس الضلال ، شيء بسيط أمامنا ، آيات فقط علينا التمسك بها لم نستطع الالتزام بها ، عجيب أمرنا حقا ، يا معشر المسلمين نحن الآن نعيش أجلنا الذي هو مدة قصيرة نمتحن فيها ، فهيا بنا نتبع ما أنزل إلينا ، وما أنزل الله إلينا إلا الآيات ، من منكم ينكر هذا ، تكلموا يا علماء ، من منكم ينكر أن الله لم ينزل علينا إلا الآيات ، ومن منكم ينكر أن الله يأمرنا أن نتبع ما أنزل علينا ، حذار أيها المسلمون من علمائكم ، إنهم سبب ضلالكم وهلاككم ، وغدا يتبرؤون منكم أمام الله ، حذار من الشيطان ، حذار أن يصدكم عن الآيات التي أنزلت إليكم ، وحذار أن يصدكم هؤلاء العلماء عنها ، حذار ثم حذار ، خذوا العبرة مما حدث لنا في الجنة .
ــ حذار من المعلومات
يا إخواني المسلمين علينا أن نحذر من المعلومات التي لم تأت من عند الله ، فقد رأيتم أن الشيطان أضل أبانا آدم بإعطائه معلومات لم تأت من عند الله ، وهو دائما يقوم بنفس الفعل يوحي للناس معلومات لا تجدها في آيات الله ، انتبهوا لهذا يا من أنتم على قيد الحياة ، انتبهوا جدا للمعلومات ، وحذار من المعلومات التي لا تأتي من عند الله ، انظروا في الآيات التي جاءتكم من عند الله ، وتمسكوا بها لا تخرجوا عنها ، انظروا إلى الصلاة مثلا ، على أي شيء ترتكز صلاتكم ، إنها ترتكز على معلومات لم تأت من عند الله ، ترتكز على قصة مشعوذة صنعها لكم الشيطان فاتبعتموه وتركتم الآيات التي أنزلها لكم في حق الصلاة ، فأصبحتم الآن من جنود الشيطان ، أفيقوا من تخديركم وارجعوا إلى الآيات لعلكم تنجون من قبضته .
ــ الشيطان يأمر الناس أن يقولوا على الله ما لا يعلمون
هذا ما أخبرنا الله به إذ يقول عنه ( ... إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ... ) وهذا ما حدث لجميع الأمم ، قالت على الله ما لا تعلم ، فقد أوقعها الشيطان في هذا ، ونفس الشيء حدث لهذه الأمة ، فإنها تقول على الله ما لا تعلم ، بل هذه الأمة صنعت من افترائها على الله المجلدات والمجلدات ، ونسبتها لله ظلما وزورا ، فغيرت بها شرع الله الذي أنزله عليها ، يا من تسمع لهذا المقال ، فإياك أن تقول على الله ما لا تعلم ، فهل هذه الكتب التي تصنعونها أنزلها الله ، والجواب رغما عنك أن تقول كلا ، إذن فقل كلا مرة أخرى ، ولماذا تنسبها لله ، أرأيت كيف أنت تقول على الله ما لا تعلم ، إذن فلا تقل ما ليس لك به علم ، توقف عند الآيات التي آتاك الله إياها ، فذلك ما تعلم به ، وأما هذه الكتب التي تصنعونها فلم تأتك من عند الله ، وهي من صنع أيديكم ، فإنكم قد وقعتم في ما وقعت فيه الأمم السابقة ، وقد نبهنا الله عليها بقوله ( ... فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا ، فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون ... ) فحذار من الشيطان وتمسكوا بالآيات ولا تقولوا على الله إلا ما جاءت به الآيات .
ــ ما أسموه بالسنة يفسر القرآن هو حيلة من الشيطان
يا أخي المسلم أفق من غيبوبتك ، فإنك في أسر الشيطان ، وحذار من الحيلة التي تقول بتفسير الآيات بما هو ليس منها ، وخذ العبرة من أبينا آدم ، فالله أعطاه الآيات وفيها ينهاه عن الأكل من الشجرة ، ولم يقل له لماذا ، لكن الشيطان أظهر له أنه يفسر له ما لم يقل به الله ، فجاءه بمعلومات لا توجد في الآيات ، وهو ما قاله له من الشجرة المنهي عنها إنها شجرة الخلد ومن أكل منها أصبح من الخالدين ، وهذا تفسير بمعلومات لم يأت بها الله ، وهو من فعل الشيطان ، وهذا ما يروج الله أتباع الشيطان من أن ما يصنعونه من كتب هو تفسير للآيات
ليضلوا بها الناس ، فهذه الشياطين تأتي بمعلومات مضللة لا تجدها في الآيات ثم تقول للناس هذا تفسير للآيات ، فالشياطين تفعل بهم هذا خصوصا بعد وفاة الأنبياء ، لك أن تخيل نبي الله سليمان وما أدراك ما سليمان وقد مكنه الله من هذه الشياطين حتى أنه كان يعاقبها كيف يشاء ، ومع كل هذا لما مات سليمان فإن الشياطين كانت تقول عليه الكذب وكان يعمل بهذا الكذب على أساس أنه من عند سليمان ، وسليمان منه بريء ، وهذا ما أخبرنا الله به في قوله سبحانه ( ... واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان ، وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت ... ) فالشياطين تأتي بالمعلومات الكاذبة وتلقيها إلى الناس فيتداولونها بينهم وتسجل وتكتب ، وتدخل للناس على أساس أنها تفسير لما لم يقل به الله ، فهي تكذب على الأنبياء بعد وفاتهم كما فعلت مع نبي الله سليمان ، ولكي تكشف عنها ما عليك إلا أن ترجع إلى الآيات فإنك لا تجد فيها ما تصنعه الشياطين ، إذن فحذار من التفسير بمعلومات لم تأت من عند الله ، وهذا من خطوات الشيطان ، فحذار وتمسك بالآيات ، وإياك أن تخرج عنها فتقع في أسر الشيطان ، وإذا وقعت بين يديه فإنك تصبح جنديا من جنوده وبالتالي فإنك تضحك من هذا المقال ، فاستهزئ واضحك وتعجب حتى يأتيك اليقين .
الكاتب : بنور صالح