سامر أيوب
عدد المساهمات : 32
تاريخ التسجيل : 15/08/2022
 |  موضوع: أمرنا الله بصلاتين في اليوم الخميس أغسطس 25, 2022 12:22 am | |
| الصلاة اليومية المفروضة صلاتين أو بالأحرى صلاة واحدة تكرر في فترتين من اليوم. قال تعالى أقم الصلاة ، فهي صلاة معرفة واحدة تقام مرتين في اليوم بتوقيت مبين.1-أقم الصلاة لدلوك الشمس ( بداية الغروب) إلى غسق الليل ، وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ، ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا )هاته الآية واضحة تماما. فالأمر هنا بالصلاة في فترتين إثنتين محددتين من اليوم بحيث بين لنا الله تعالى أوقات البداية والنهاية لتلك الفترتين. 1- صلاة العشاء. فترة تبدأ لدلوك الشمس(دخول الشمس في المغيب ) و تمتد مسترسلة لتنتهي عند حضور غسق الليل أي شدة ظلمته و عند ذلك ينتهي النهار. ففي هاته الفترة وجبت الصلاة . فلا أرى صلاتين فيها إذ ليس هناك ما يدل على تقسيمها إلى فترتين . لا سيما أن الله تعالى يسمح للمؤمن أن يتناول الطعام عند غروب الشمس (إثر الدلوك والغروب التام) في قوله تعالى ( " ثم أتموا الصيام إلى الليل") مع العلم أن الليل يبدأ ما إن تغرب الشمس قبل أن ينتهي النهار. فالنهار ينتهي عند إنعدام الضوء أي عند غسق الليل. لهذا سميت تلك الفترة بطرف للنهار ألا وهو الطرف الأخير للنهار. وهذا القول مطابق لما قاله الله تعالى ( أقم الصلاة طرفي النهار) يمتد هذا الطرف الأخير للنهار من دلوك الشمس إلى غسق الليل مرورا بالغروب. وهذا القول مطابق أيضا لما قاله الله تعالى ( يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل ) فذلك الايلاج يحدث تزامنا بين الليل و النهار في فترتين سماها الله بطرفي النهار.وهذا القول مطابقا أيضا للآية التالية ( وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون). فعملية السلخ تدل على وجود إلتصاق النهار بالليل كالجلد فوق اللحم فالنهار إثر غروب الشمس موجود فوق الليل ملتصق به. و عملية السلخ هذه تدوم مدة الطرف الأخير للنهار فيفصل الله تعالى النهار عن الليل تماما عند الغسق. يا له من تعبير بليغ و سبحان الله مالك الملك ذو الجلال و الإكرام.فبعد الإفطار إثر غروب الشمس يجب أن نعود إلى الصلاة التي بدأناها لدلوك الشمس ، لنتمها إلى غسق الليل. فهي صلاة واحدة رغم أنها تنقطع وقتيا عند الإفطار لتسترسل من بعده.2- صلاة الفجر(أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل و قرآن الفجر)هنا حرف العطف واو يعطف قرآن الفجر على "أقم الصلاة" يعني ذلك الأمر بالصلاة و بقراءة القرآن عند الفجر.وتوقيت الفجر معروف فهو يبدأ عندما يتبين لنا الخيط الأبيض من الخيط الأسود (الآية 2\ 187) إلى طلوع الشمس. فإن طلعت الشمس فقد ذهب الفجر و هو آخر علامات الليل. وتلك الفترة هي الطرف الأول للنهار . فالنهار يبدأ قبل انتهاء الليل عندما يبدأ النور ليضيئنا قبل طلوع الشمس. كذلك الله يولج الليل في النهار بتلك الفترة. الخلاصة يبينها الله لنا في ذكر ه لصلاتي العشاء والفجر حرفيا في الآية (النور 58) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ۚ مِّن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ۚ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ ۚ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ ۚ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حكيم.ففي هاته الآية نجد صلاة العشاء و صلاة الفجر مذكورتان حرفيا بتوقيتهما. ولم يذكر الله صلاة ألضهر ولا العصر في كل القرآن. كذلك نجد في هاته الآية الأخيرة أن الله يقول " حين تضعون ثيابكم من الضهيرة و لم يقل بأن العورة تكون بعد صلاة الضهر و قبل طلاة العصر على علم أن الضهييرة تكون قبل العصر. و هذا دليل أنه لا وجود لصلاتي الضهر والعصر كفريضة. لأن الله ربي لا يضل ولا ينسى.وأما الآية 114 هودوَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ للذاكرة هاته الآية مطابقة للآية التي تذكر دلوك الشمس. إذ بداية الليل توجد عند غروب الشمس و نهايته تكون قبل طلوع الشمس. وتلك الفترات من الليل هي متزامنة مع بداية النهار و نهايته كما قلته أعلاه وهي بالتالي قريبة لنا (معنى زلفة أي قريبة و جمعها زلف برفع الزاي و فتح اللام.) فالفترات الزمنية الليليةالقريبة لنا هي بالطبع توجد ملتصقة بطرفي النهار أي عند الفجر والعشاء. فعكس "زلف من الليل" تكون "آناء الليل" إذ- أَنَى الشيءُ أَنِيًّا: تأَخَّر وأَبْطأَ فآناء الليل هي الساعات المتأخرة من الليل التي تكون وسط الليل. عكس الأوقات القريبة إلينا تكون في أول الليل أو في آخره قريبة من صحوتنا عند الفجر. و بالتالي طرفي الليل هما أيضا طرفي النهار. (يولج الليل في النهار و يولج النهار في الليل)
- أما عن قوله تعالى ( فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ) تهجد به أي بالقرآن أي بقراءة القرآن. فالأمر هنا هو التهجد بالقرآن يعني البقاء مستيقظا لقراءة القرآ ن. فالتهجد بالقرآن و إقام الصلاة هما أمران مختلفان. فالصلاة دعاء و ابتهالات بخلاف قراءة القرآن و تلاوته و التمعن فيه. و هذا مطابق لما قال تعالى ( فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ۚ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وآتوا الزكاة ) فالقرآن أمر والصلاة أمر والزكاة أمر آخر.
هذا ما فهمته والله أعلم | |
|
الرئيسية 
أحدث الصور 
