bennour Admin
عدد المساهمات : 102 تاريخ التسجيل : 27/12/2016 العمر : 66
| موضوع: كل قد علم صلاته وتسبيحه الأربعاء ديسمبر 28, 2016 3:54 pm | |
| كل قد علم صلاته وتسبيحه
يقول سبحانه وتعالى ( ... ألم تر أن الله يسبح له من في السماوات والأرض والطير صافات ، كل قد علم صلاته وتسبيحه ... ) فماذا يعني قوله ( كل قد علم صلاته وتسبيحه )
ــ ( ألم تر أن الله يسبح له من في السماوات والأرض والطير صافات ) هذه الآية تتكلم عن تسبيح المخلوقات الموجودة في السماوات والأرض ، ومن بين هذه المخلوقات ذكر الله لنا مخلوقات غير عاقلة وهي الطير ، فبين لنا أن الكل يسبح حتى هذه الطيور ، وبما أن هناك مخلوقات متنوعة بما فيها العاقلة والغير العاقلة وكلها تسبح لله أضاف الله لنا قوله ( كل قد علم صلاته وتسبيحه ) وهذه الجزئية تبين بأن كل هذه المخلوقات تصلي وتسبح والكيفية يعلمها الله ، وبما أن الصلاة تكون دائما مصحوبة بالتسبيح فهذا يعني أن هذا التسبيح المذكور في الآية هو التسبيح في الصلاة أو هو الصلاة نفسها ، أي أن قوله ( كل قد علم صلاته وتسبيحه ) يعني كل من هذه المخلوقات قد علم الله صلاته وتسبيحه فيها ، ولا يعني أبدا أن كل من أراد أن يصلي فليصلي بالكيفية التي يراها والله يعلم كيفيته ، فنحن الإنس علينا أن نصلي بالكيفية التي أنزلها الله في الكتاب ، أي قراءة القرآن وليس شيئا آخر ، وعلينا أن نسجد بعد هذه القراءة مرورا بالركوع على الأرض وليس الانحناء ، وعلينا أن نسبح في السجود ولا نتفوه بكلام غير التسبيح فلا نقوم بالدعاء مثلا ، وكل هذا مضبوط بوقت ومعين من عند الله ، وهذه الكيفية معلومة في الكتاب ولا مجال لتغييرها ، ولو لم تكن الكيفية معلومة من عند الله ما نزل التقصير في الحرب وما انقسم المصلين قسمين ، قسم يصلي والآخر يحرس ، وكيف يجتمع الناس على إمام وكل منهم له كيفيته ، فالتقصير في الصلاة في الحرب جاء نتيجة السجود الموحد الذي يجب على الكل عندما يسجد الإمام في الصلاة ، وهذه اللحظة بالذات هي نقطة تربص للعدو وثغرة عند المصلين ، لذا نزل قوله سبحانه ( ... فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ... ) إذن فالكيفية معلومة ومحددة ويجب الوقوف عند ما أنزل الله علينا ، فلا نبتكر صلاة ولا كيفية من عندنا ، فقد بين الله لنا كل شيء وفصله لنا تفصيلا ، فإذا لم نكن نرى ذلك فالمشكلة تكمن فينا ، فانعدام الرؤية لا يعني عدم الوجود ، فعلينا أن نحسن علاقتنا مع الله ، فلا نتكبر على أخذ الحق من دوننا وإن كان قزما فينا ، وفضل الله يؤتيه من يشاء ، ولا نفتري على الله كذبا فيضلنا ولا يهدينا ، ولا نتقول عليه بما لم نعلم ، والعلم ما أنزل الله علينا . | |
|