رضا البطاوى
عدد المساهمات : 2878 تاريخ التسجيل : 27/12/2016
| موضوع: نقد كتاب الأرائج المسكية في تفضيل البضعة الزكية2 الثلاثاء أكتوبر 29, 2019 7:10 am | |
| واستدل الرجل بالتالى: "ومنها: قوله تبارك وتعالى في آية المودّة: (قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودّة في القربى) وقد روى الجمهور أنّه لمّا نزلت هذه الآية قالوا: يا رسول الله، من قرابتك هؤلاء الّذين وجبت علينا مودّتهم؟ قال (ص): عليٌّ وفاطمة وابناهما ومنها: قوله عزّ من قائل في آيات الأبرار: (إنّ الأبرار يشربون من كأسٍ كان مزاجها كافوراً* عيناً يشرب بها عباد الله يفجّرونها تفجيراً) إلى آخر السورة، وقد أجمعنا على نزولها في عليٍ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، ورواه الواحدي في «البسيط» والثعلبي في تفسيره وأبو المؤيَّد موفّق بن أحمد في كتاب «الفضائل» وغير واحد من الحفظة وأهل الضبط عن ابن عبّاس رضي الله عنه، وفيها من الدلالة على فضل هؤلاء عليهم السلام ما لا يخفى، وقد أبان سيّدنا الإمام شرف الدين العاملي رضي الله عنه طرفاً من ذلك في «الكلمة الغرّاء» فمن شاء فليرجع إليها وليقف على كلمة الفصل فيها، والله الموفّق وأمّا السُنّة الثابتة في تفضيلها فهي كثيرة لا تحصى، ووفيرة لا تستقصى، فلنورد منها هنا طرفاً ممّا ظفرنا به، والله المستعان أخرج الشيخان في صحيحيهما عن عائشة، أنّ النبيّ (ص) قال: يا فاطمة، ألا ترضين أن تكوني سيّدة نساء المؤمنين ـ أو: سيّدة نساء هذه الأمّة ـ؟! وأخرج الحاكم في «المستدرك»وصحّحه، عنها، أنّ النبيّ (ص) قال ـ وهو في مرضه الذي توفّي فيه ـ: يا فاطمة، ألا ترضين أن تكوني سيّدة نساء العالمين، وسيّدة نساء هذه الأمّة، وسيّدة نساء المؤمنين؟! وأخرج الترمذي في (سننه) عن حذيفة، أنّه (ص) قال: إنّ هذا مَلَك لم ينزل الأرض قطّ قبل هذه الليلة، استأذن ربّه أن يسلّم علَيَّ ويبشّرني بأنّ فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة، وأنّ الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة وعن عمران بن حصين، أنّ النبيّ (ص) قال لفاطمة عليها السلام: يا بُنيّة،أما ترضين أنّكِ سيّدة نساء العالمين؟! قالت: يا أبتِ فأين مريم ابنة عمران؟ قال: تلك سيّدة نساء عالَمها، وأنتِ سيّدة نساء عالَمك، أما والله زوَّجتكِ سيّداً في الدنيا والآخرة وعن جابر بن سمرة، أنّ النبيّ (ص) قال: أما إنّها ـ يعني فاطمة ـ سيّدة النساء يوم القيامة وأخرج الحاكم في «المستدرك» عن عائشة، قالت لفاطمة بنت رسول الله (ص): ألا أُبشِّرك أنّي سمعت رسول الله (ص) يقول: سيّدات نساء أهل الجنّة أربع: مريم بنت عمران، وفاطمة بنت رسول الله (ص)، وخديجة بنت خويلد، وآسية وأخرج الحاكم والطبراني والخطيب أنّه (ص) قال لفاطمة عليها السلام: أما ترضين أنّي زوّجتك أوّل المسلمين إسلاماً، وأعلمهم علماً، فإنّكِ سيّدة نساء أُمّتي كما سادت مريم قومها الحديث وأخرج أحمد في مسنده والحاكم في «المستدرك» وصحّحه، عن ابن عبّاس رضي الله عنه، قال: خطّ رسول الله (ص) أربعة خطوط، ثمّ قال: أتدرون ما هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: إنّ أفضل نساء أهل الجنّة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمّد، ومريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم الحديث وأخرج أحمد والترمذي والحاكم عن أنس، أنّ النبيّ (ص) قال: حسبك من نساء العالمين مريم ابنة عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمّد، وآسية بنت مزاحم وعن أبي موسى الأشعري، قال: قال رسول الله (ص): كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلاّ مريم، وآسية امرأة فرعون، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمّد (ص) وعن أنس، قال: قال رسول الله (ص): إنّ الله اصطفى على نساء العالمين أربعة: آسية بنت مزاحم، ومريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمّد (ص) وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله (ص): خير نساء العالمين أربع: مريم بنت عمران، وابنة مزاحم امرأة فرعون، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمّد (ص) وروى الحارث بن أبي أُسامة في مسنده، عن عروة بن الزبير، مرسلاً: خديجة خير نساء عالَمها، ومريم خير نساء عالَمها، وفاطمة خير نساء عالَمها وأخرج البخاري عن المسور بن مخرمة، أنّ رسول الله (ص) قال: فاطمة بضعة منّي، فمن أغضبها أغضبني قال المناوي: استدلّ به السهيلي على أنّ من سبّها كفر، لأنه يغضبه (ص)، وأنّها أفضل من الشيخين وأخرج الحاكم عن أبي سعيد الخدري، أنّ النبيّ (ص) قال: فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة إلاّ مريم بنت عمران قال في «فيض القدير» : فعُلِم أنّها أفضل من عائشة لكونها بضعة منه (ص)، وخالف فيه بعضهم قال السبكي: الذي نختاره وندين الله به أنّ فاطمة أفضل ثمّ خديجة ثمّ عائشة، ولم يَخْفَ عنّا الخلاف في ذلك، ولكن إذا جاء نهر الله بطل نهر معقل قال المناوي: قال الشيخ شهاب الدين بن حجر الهيتمي: ولوضوح ما قاله السبكي تبعه عليه المحقّقون، وممّن تبعه عليه الحافظ أبو الفضل بن حجر، فقال في موضع: هي مقدَّمة علي غيرها مِن نساء عصرها، ومَن بعدهنّ مطلقاً وأخرج ابن جرير الطبري عن فاطمة عليها السلام، قالت: قال لي رسول الله (ص): أنتِ سيّدة نساء أهل الجنّة إلاّ مريم البتول" أكثر الرجل من النقول على سيادة النساء والرجال فى الجنة وهى نقول لم يقلها النبى(ص) لكونها تخالف القرآن فالجنة ليس فيها سادة وعبيد لأن معنى وجود السيادة والعبودية بين البشر فى الجنة هو وجود الظلم وهو اتهام مباشر لله تعالى عن ذلك بالظلم القول بتلك السيادة والعبودية يخالف كونه الكل عبيد أى عباد كما قال تعالى " فادخلى فى عبادى وادخلى جنتى" ويخالف أن كل الخلق عبيد رسلا وغير رسل كما قال تعالى ""إن كل من فى السموات والأرض إلا أتى الرحمن عبدا لقد أحصاهم وعدهم عدا وكلهم آتيه يوم القيامة فردا" كما يخالف كون المؤمنين والمؤمنات اخوة كما قال تعالى "اخوانا على سرر متقابلين" فالاخوة تنافى العبودية زد على هذا أن الجنة ليس فيه كهول وشباب حسب الروايات التى تقول أن الكل يهود فى سن واحدة هى الثالثة والثلاثين كما فى الرواية التالية: عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يدخل أهلُ الجنةِ الجنةَ جردًا، مُردًا، بيضاء، جعادًا، مكحلين، أبناء ثلاثٍ وثلاثين، على خلق آدم, طوله ستون ذراعًا في عرض سبع أذرعٍ))؛ رواه أحمدُ والترمذيُّ من حديث معاذٍ كما ينافى أمر السيادة والعبودية كون النساء فى الحنة أتراب أى زميلات متساويات كما قال تعالى "إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا عربا أترابا" ويصر الشيرازى على أفضلية فاطمة حتى على أمها رغم وجود روايات تقول بأفضلية خديجة وروايات تقول بأفضلية فاطمة فيقول: "تنبيه: إعلم أنّ (إلاّ) في الحديثين ليست للاستثناء، بل هي عاطفة بمنزلة (الواو) في التشريك في اللفظ والمعنى، كما في قوله تعالى: (لئلاّ يكون للناس عليكم حجّةٌ إلاّ الّذين ظلموا منهم) وقوله تعالى: (لا يخاف لديّ المرسلون * إلاّ من ظلم ثمّ بدّل حسناً بعد سوء) أي: ولا الّذين ظلموا، ولا مَن ظلم، وهو مذهب الأخفش والفرّاء وأبي عبيدة، كما حكاه ابن هشام في (المغني) وهذه الأحاديث صريحة في تفضيل الصدّيقة الطاهرة على عائشة في الدنيا والآخرة، مع أنّك ترى أنّه لم يجرِ لاَُمّ المؤمنين ذِكرٌ في شيء من هذه الأحاديث، فضلاً عن تفضيلها بل الحقّ الذي ندين الله به أنّ البضعة الشريفة أفضل النساء على الإطلاق، حتّى أُمّها رضي الله عنها، وعليه انعقد إجماع أهل الحقّ قاطبةً وقد ذكر الحافظ العسقلاني في «فتح الباري»أنّ حديث ابن عبّاس رضي الله عنه: قال رسول الله (ص): «أفضل نساء أهل الجنّة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمّد ومريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون» يقتضي أفضليّة خديجة على غيرها وكذا ما أخرجه البخاري عن عليٍ قال: سمعت النبيّ (ص) يقول: «خير نسائها مريم ابنة عمران، وخير نسائها خديجة»وقال الشهاب القسطلاني في «إرشاد الساري» : روى النسائي من حديث داود بن أبي الفرات، عن عليّ بن أحمد السكّري، عن عكرمة، عن ابن عبّاس رضي الله عنهما، عن النبيّ (ص)، قال: أفضل نساء أهل الجنّة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمّد (ص) قال: وداود بن أبي الفرات وعليّ بن أحمد ثقتان، فالحديث صحيح، وهو صريح في أنّ فاطمة وأُمّها أفضل نساء أهل الجنّة قلت: وقد مرّ في الأحاديث ما يدلّ على تفضيل فاطمة على أُمّها، وكذا ما رواه البخاري في صحيحه : «فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة»، فانحصرت الأفضلية المطلقة على النساء بفاطمة الزهراء عليها آلاف التحيّة والثناء وأمّا ما روي عن ابن عبّاس مرفوعاً: سيّدة نساء العالمين ـ وفي رواية: سيّدة نساء أهل الجنّة ـ مريم ثمّ فاطمة ثمّ خديجة ثمّ آسية، فقد قال الحافظ ابن حجر في (الفتح) : إنّ هذا الحديث ليس بثابت، وأصله عند أبي داود والحاكم بغير صيغة ترتيب وكذا ما روي عنه مرفوعاً: سيّدة نساء أهل الجنّة بعد مريم بنت عمران؛ فاطمة بنت محمّد وخديجة وآسية امرأة فرعون فإنّ الأدلّة الأخرى التي هي أكثر عدداً وأصحّ سنداً وأصرح دلالةً من هذا الحديث ونحوه توجب الإعراض عمّا يُستشعر منه تفضيل العذراء على الزهراء عليهما السلام كما أفاده في «الكلمة الغرّاء» هذا، وقد صرّح جمع من الأئمّة الأعلام ومشايخ الإسلام بتفضيل بضعة النبيّ (ص) على عائشة ومَن سواها" وكما قلنا لا حل لتناقض كل الروايات سوى رفضها جميعا لتناقض أولا مع بعضها ولتناقضها مع القرآن ومن قال بصحة بعضها دون بعض مخطىء فلا يوجد سند فيها خالى من أى متكلم فيه وبصر الشيرازى على أن يدخلنا فى متاهة أخرى وهى أفضلية فاطمة على الخلفاء الأربعة فيقول: "فلا بأس أن نسرد هنا طرفاً ممّا وقفنا عليه من كلامهم في ذلك، لينجلي لك الحقّ وضوحاً، ويزداد أهل الباطل فضوحاً قال الإمام مالك بن أنس الأصبحي ـ إمام دار الهجرة ـ: لا أُفضّل أحداً على بضعة رسول الله (ص) وقال العلقمي: فاطمة وأخوها إبراهيم أفضل من جميع الصحب، لِما فيهما من البضعة الشريفةوذكر علم الدين العراقي: أنّ فاطمة وأخاها إبراهيم أفضل من الخلفاء الأربعة بالاتّفاق وقال ابن قيّم الجوزيّة: إنْ أُريد بالتفضيل كثرة الثواب عند الله فذلك أمر لا يطّلع عليه إلاّ هو، فإنّ عمل القلوب أفضل من عمل الجوارح، وإنْ أُريد كثرة العلم فعائشة لا محالة، وإنْ أُريد شرف الأصل ففاطمة لا محالة، وهي فضيلة لا يشاركها فها غير أخواتها، وإنْ أُريد شرف السيادة فقد ثبت النصّ لفاطمة وحدها وقال ابن حجر: قد ورد من طريق صحيح ما يقتضي أفضليّة خديجة وفاطمة على غيرهما قلت: وقد تقدّم آنفاً كلام له في تقديم فاطمة على غيرها من نساء عصرها ومَن بعدهنّ، فراجع ثمّة إن شئت وقال السيوطي ـ في جواب من سأله عن عائشة وفاطمة أيّهما أفضل؟ ـ: فيه ثلاثة مذاهب، أصحّها أنّ فاطمة أفضل وقال ابن داود: فاطمة بضعة النبيّ (ص) فلا نعدل بها أحداً وقد مرّ عليك قول الاِمام تقي الدين السبكي: الذي نختاره وندين الله به أنّ فاطمة أفضل ثمّ خديجة ثمّ عائشة، ولم يَخْفَ عنّا الخلاف في ذلك، ولكن إذا جاء نهر الله بطل نهر معقل وقال المناوي في «إتحاف السائل»: أمّا نساء هذه الأمّة فلا ريب في تفضيلها عليهنّ مطلقاً، بل صرّح غير واحد أنّها وأخوها إبراهيم أفضل من جميع الصحابة حتّى الخلفاء الأربعة" وبالقطع كل هذا جنون المراد منه شغل المسلمين عن الأعمال الصالحة فكل هؤلاء موتى وميتات ولن يفيدنا فى شىء لأن نفضل واحد على أخر والمسألة التى أدخلنا الشيرازى فيها نص قرآنى قاطع يقضى أن كل الرجال المسلمين أفضل من كل النساء المسلمات وهو قوله تعالى "الرجال قوامون على النساء بما فضل بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم" ويكرر الشيرازى كلامه حوله أفضلية فاطمة بما سماه البضعية فيقول : "وقال الشيخ العلاّمة أبو الثناء شهاب الدين الآلوسي البغدادي: الذي أميل إليه أنّ فاطمة البتول أفضل النساء المتقدّمات والمتأخّرات، من حيث إنّها بضعة رسول الله (ص)، بل ومن حيثيّات أُخر أيضاً، إذ البضعية من روح الوجود وسيّد كلّ موجود، لا أراها تُقابَل بشيء * (وأين الثريّا من يد المتناول) * قال: ومن هنا يُعلم تفضيلها على عائشة؛ ثمّ قال ـ بعد كلام له في المسألة ـ: وبعد هذا كلّه، الذي يدور في خَلَدي أنّ أفضل النساء فاطمة ثمّ أُمّها ثمّ عائشة، بل لو قال قائل: إنّ سائر بنات النبيّ (ص) أفضل من عائشة لا أرى عليه بأساً، وعندي بين مريم وفاطمة توقّف، نظراً للأفضلية المطلقة، وأمّا بالنظر إلى الحيثية فقد علمتَ ما أميل إليه قلت: ينبغي التوقّف في ذلك، فقد حكى المناوي في «فيض القدير» عن السيوطي أنّه قال في حديث «فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة»: فيه دلالة على فضلها على مريم سيّما إنْ قلنا بالأصحّ من أنّها غير نبيّة وقد تُقَرَّر أفضليّة الزهراء على العذراء عليهما السلام بأنّ قوله (ص) لفاطمة إنّها سيّدة نساء أهل الجنّة، أي من هذه الأمّة المحمّديّة، وقد ثبتت أفضلية هذه الأمّة على غيرها، فتكون فاطمة ـ على هذا ـ أفضل من مريم وآسية، والله تعالى أعلم وقال الآلوسي أيضاً في موضع من «روح المعاني» : لا أقول بأنّ عائشة أفضل من بضعته (ص) الكريمة فاطمة الزهراء ، والوجه لا يخفى وقال في موضع آخر منه : إنّ فاطمة من حيث البضعية لا يعدلها أحد وممّن صرّح بأفضليّتها على نساء الدنيا حتّى مريم تقي الدين المقريزي وبدر الدين الزركشي والشيخ العلاّمة أحمد بن زيني بن دحلان مفتي الشافعية بالحرمين الشريفين، وهو اختيار الحافظ السيوطي في كتابيه: «شرح النقاية» و «شرح جمع الجوامع» ـ كما في السيرة الدحلانية ـ هذا كلّه مضافاً إلى ما حُكي من انعقاد الإجماع على أفضلية فاطمة ـ كما حكاه الحافظ ابن حجر في (الفتح) ـ وأمّا عائشة بنت أبي بكر، فلم يرد نصٌّ بتفضيلها على بضعة الرسول فاطمة الزهراء البتول كما أشار إلى ذلك عليّ بن عثمان الأوشي الحنفي في «بدء الأمالي» حيث قال: وللصدّيقة الرجحان فاعلم *** على الزهراء في بعض الخلال قال القاري في «ضوء المعالي»: اعلم أنّ المصنّف أراد أنّه لم يرد نصٌّ بتفضيل عائشة على فاطمة، وإنّما ورد رجحانها عليها من جهة كثرة الرواية والدراية " والبضعية ليست سبب للتفضيل للتالى : 1-وجود ثلاث بنات أخريات بضعيات والقول بتفضيل إحداهما على الأخرى هو ضرب من الخبل فالأب واحد والأم واحدة والكل مسلمات وإن قلنا أن الصغر سبب الأفضلية فالكبر مماثل للصغر وإن قلنا الإنجاب فالكبرى كالصغرى أنجبت وإحدى الأخريين انجلت وإن قلنا زواج الأقارب فعثمان ابن ابنة عمة النبى (ص) كعلى ابن عمه ومن ثم فلا يوجد سبب للتفضيل 2- أن البضعية لم تمنع من دخول ابن نوح(ص) النار 3- أن حكاية تفضيل بعض الناس على بعض يعارض قوله تعالى "فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى"فالنبى(ص) لن يزكى أحد حتى ولو كان ابنته لأن تلك الأفضلية معلومة لله وحده ومن ثم فكل أحاديث الفضائل والمناقب لم يقل منها النبى(ص) حديثا واحدا وما زال الشيرازى مصرا على رأيه فيكرر النقول ويقول ما يظن أنه أدلة فيقول: "قلت: هذا مع كونه اجتهاداً في مقابل النصّ الصحيح الصريح، فإنّه سيأتي الجواب عنه إن شاء الله تعالى نعم، ذهب أبو حنيفة ـ صاحب المذهب ـ إلى القول بتفضيل عائشة حيث قال: عائشة أفضل نساء المؤمنين لكن مرّ عن الأكمل أنّه نقل عن أبي حنيفة أنّ أفضليّتها بعد خديجة، وقد قرّرنا لك آنفاً أنّ فاطمة الزهراء أفضل نساء العالمين على الاِطلاق، حتّى أُمّها خديجة وقال محمّد بن سليمان الحلبي في «نخبة اللآلي لشرح بدء الأمالي»: إنّ عائشة أفضل نساء العالمين مطلقاً، وأحبّ النساء إلى النبيّ (ص)، وأعلمهنّ بالسُنّة واعلم أنّ عمدة ما عندهم في ذلك وجوه زائفة وحجج داحضة، ذكرها الشهاب الآلوسي الحنفي وأجاب عنها، وهي ثلاثة: أوّلها: قوله (ص): «خذوا ثلثي دينكم عن الحميراء» وفي لفظ: «خذوا شطر دينكم عن الحميراء»والجواب: أنّ حديث «خذوا شطر دينكم» قال فيه الحافظ ابن حجر العسقلاني في تخريج ابن الحاجب: لا أعرف له إسناداً، ولا رأيته في شيء من كتب الحديث إلاّ في «النهاية» لابن الأثير، ذكره في مادّة ح م ر، ولم يذكر من خرّجه وقال السخاوي: ورأيته أيضاً في كتاب «الفردوس» لكن بغير لفظه، وذكره من حديث أنس بغير إسناد أيضاً، ولفظه «خذوا ثلث دينكم من بيت الحميراء» وبيّض له صاحب «مسند الفردوس» فلم يخرّج له إسناداً، وذكر الحافظ عماد الدين بن كثير أنّه سأل الحافظَين المزّي والذهبي عنه فلم يعرفاه وقال السيوطي: لم أقف عليه وأمّا الحديث الآخر، فعلى تقدير ثبوته فإنّ قصارى ما فيه إثبات أنّها عالمة إلى حيث يؤخذ منها ثلثا الدِين، وهذا لا يدلّ على نفي العلم المماثل لعلمها عن بضعته ، ولعلمه (ص) أنّها لا تبقى بعده زمناً معتدّاً به يمكن أخذ الدِين منها فيه، لم يقل فيها ذلك، ولو علم لربّما قال: خذو كلّ دينكم عن الزهراء، وعدم هذا القول في حقّ من دلّ العقل والنقل على علمه لا يدلّ على مفضوليّته، وإلاّ لكانت عائشة أفضل من أبيها، لأنه لم يُرْوَ عنه إلاّ قليل لقلّة لبثه وكثرة غائلته بعد رسول الله (ص)على أنّ قوله (ص): «إنّي تركت فيكم الثقلين، كتاب الله تعالى وعترتي، لا يفترقان حتّى يَرِدا علَيَّ الحوض» يقوم مقام ذلك الخبر وزيادة ـ كما لا يخفى ـ كيف لا؟! وفاطمة سيّدة تلك العترة كلام الآلوسي وقد ظهر لك بهذا وجه النظر فيما تقدّم من كلام ابن القيّم، حيث قال: إنْ أُريد بالتفضيل كثرة العلم فعائشة لا محالة؛ مضافاً إلى تعقّب الحافظ ابن حجر له ـ كما سلف ـ فتنبّه ثانيها: قوله (ص) ـ في ما أخرجه الشيخان وأحمد، عن أنس وأبي موسى، عن النبيّ (ص)، أنّه قال ـ: فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام تقريب الاستدلال: أنّ الثريد أفضل طعام العرب، وأنّه مركّب من الخبز واللحم، فهو جامع بين الغذاء واللذّة وسهولة التناول وغير ذلك، فضرب (ص) لعائشة المثل به ليُعلم أنّها أُعطيت حسن الخلق والخلق والحديث وحلاوة المنطق وجودة القريحة ورزانة الرأي ورصانة العقل، إلى غير ذلك وفيه: أوّلاً: أنّ هذا الحديث ظاهر الوضع، بيّن الاختلاق والحزازة، إذ لا يحسن نسبة هذا التشبيه الواهي إلى من أُوتي جوامع الكلم وكان أفصح من نطق بالضاد (ص)وكيف لا يجزم بكذبه وبطلانه من عرف طريقة النبيّ (ص) في لطف كلامه وحسن بيانه وبديع تشبيهاته؟! وأين هو من قوله (ص): «فاطمة سيّدة نساء العالمين»؟! ـ كما قال العلاّمة ابن المظفّر في «دلائل الصدق»وثانياً: أنّه على تقدير تسليمه لا يستلزم ثبوت الأفضلية المطلقة ـ كما صرّح به شيخ الإسلام الحافظ ابن حجر في موضعين من «شرح البخاري وثالثاً: أنّ أفضليّتها ـ على تقدير تسليمها ـ مقيّدة بنساء النبيّ (ص) حتّى لا يدخل فيها مثل فاطمة ، جمعاً بين هذا الحديث وحديث: «أفضل نساء أهل الجنّة خديجة وفاطمة» ـ كما أشار إليه ابن حبّان ـ وقد قضينا الوَطَر فيما سلف من الكلام على ذلك وقال المناوي في شرح هذا الحديث في «فيض القدير» : (على النساء) أي على نساء رسول الله (ص) الّذين في زمانها، ومن أطلق نساءَه ورد عليه خديجة، وهي أفضل من عائشة على الصواب، لتصريح المصطفى (ص) بأنّه لم يُرزق خيراً من خديجة، ولخبر ابن أبي شيبة: «فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة بعد مريم وآسية وخديجة» فإذا فضلت فاطمةَ فعائشة أَوْلى، ومن قَيّد بنساء زمنها ورد عليه فاطمة، وفي شأنها قال أبوها ما سمعت قال: وقد قال جمع من السلف والخلف لا نعدل ببضعة المصطفى (ص) أحداً، قال البعض: وبه يُعلم أنّ بقيّة أولاده كفاطمة ثمّ رأيت أنّ ابن أبي الحديد المعتزلي قد ذكر في «شرح نهج البلاغة»: أنّ أصحابه يحملون لفظة (النساء) في هذا الخبر على زوجاته (ص)، لاَنّ فاطمة عندهم أفضل منها ـ يعني عائشة ـ لقوله (ص): «إنّها سيّدة نساء العالمين» ورابعاً: أنّ هذا الحديث معارَض بما يدلّ على أفضلية غير عائشة عليها، فقد أخرج ابن جرير، عن عمّار بن سعد، أنّه قال: قال لي رسول الله (ص): «فضلت خديجة على نساء أُمّتي كما فضلت مريم على نساء العالمين» بل هذا الحديث أظهر في الأفضلية وأكمل في المدح عند من انجاب عن عين بصيرته عين التعصّب والتعسّف ـ كما قال الآلوسي ـ وقال أيضاً: أشكل ما في هذا الباب حديث الثريد، ولعلّ كثرة الأخبار الناطقة بخلافه تهوّن تأويله، وتأويل واحد لِكثير أهون من تأويل كثيرٍ لواحد ثالثها: أنّ عائشة يوم القيامة في الجنّة مع زوجها (ص) وفاطمة يومئذٍ مع زوجها أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ، وفرق عظيم بين مقام النبيّ (ص) ومقام ابن عمّه ، وهو قول أبي محمّد ابن حزم، وفساده ظاهر ـ كما قال ابن حجر ـ وقال الشيخ تقي الدين السبكي: هو قول ساقط مردود وأنت تعلم أنّ هذا الدليل يستدعي أن تكون سائر زوجات النبيّ (ص) أفضل من الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام، لاَنّ مقامهم ـ بلا ريب ـ ليس كمقام صاحب المقام المحمود (ص)، فلو كانت الشركة في المنزل مستدعية للأفضلية لزم ذلك قطعاً، ولا قائل به ـ كما أفاده الشهاب الآلوسي على أنّ ذلك معارَض بما أخرجه الاِمام أحمد عن عبد الرحمن الأزرق، عن عليٍ عليه السلام، قال: دخل علَيَّ رسول الله (ص) وأنا نائم على المنامة، فاستسقى الحسن أو الحسين، قال: فقام النبيّ (ص) إلى شاة لنا بكيء فحلبها فدرّت، فجاءه الحسن فنحّاه النبيّ (ص)، فقالت فاطمة: يا رسول الله، كأنّ أخاه أحبّهما إليك، قال: لا، ولكنّه استسقى قبله، ثمّ قال: إنّي وإيّاكِ وهذين وهذا الراقد في مكان واحد يوم القيامة هذا، وإنّ من تصفّح أحوال عائشة وتتبّع سيرتها أذعن بأنّها لا ينبغي أن تكون طرف تفضيل، فضلاً عن الخوض في تفاضلها مع الحوراء الإنسيّة، التي جوهرتها من شجرة قدسيّة وهل يكون الفضل جزافاً؟! وقد خالفت أمر الله في كتابه بقرارها في بيتها، وخرجت على إمام زمانها الذي جعل (ص) حربه حربه ،وجاهرت بعداوته وقد قال فيه النبيّ (ص): عادى الله من عادى عليّاً واستمرّت على بغضه، وقد جعل الرسول (ص) بغضه أمارة النفاق، حيث قال: «لا يحبّ عليّاً منافق، ولا يبغضه مؤمن» وكيف تكون أفضل النساء؟! وقد ضرب الله سبحانه مثلها ومثل صاحبتها في كتابه المجيد بقوله تعالى: (ضرب الله مثلاً للّذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئاً وقيل ادخلا النار مع الداخلين) " مما سبق نجد الشيرازى يصدق كما يهوى ويكذب ما يكره فالرجل يصدق حديث ترك اثنين مع أنه فيه علامة وضع ظاهرة وهى الحوض الواحد فالأحواض فى الجنة ولكل مسلم عينان أى حوضين وليس للنبى(ص)وحده وفى هذا قال تعالى" ولمن خاف مقام ربه جنتان فبأى آلاء ربكما تكذبان ذواتا أفنان فبأى آلاء ربكما تكذبان فيهما عينان تجريان" وحديث الترك فيه روايات عديدة الكثير منها ليس فيه العترة وليس فيه الحوض كما أن الروايات الوارد فيها ذكر الحوض عديدة ومتناقضة | |
|