رضا البطاوى
عدد المساهمات : 2874 تاريخ التسجيل : 27/12/2016
| موضوع: غرائب الأحلام فى القرآن الأحد يوليو 07, 2024 4:20 am | |
| غرائب الأحلام فى القرآن الأحلام عبارة عن أحداث مستقبلية تحدث فى أثناء النوم والغرائب هى : الأول : أحداث الرؤيا وهى قد تأتى واضحة كما هى كما فى حلم فتح مكة حيث رأى الرسول (ص) والذين آمنوا معه فى مناماتهم حيث شاهدوا التالى : أنهم يدخلون المسجد الحرام وهم محلقو الرءوس ومقصروها فجاء الحلم كما شاهدوه وفى هذا قال تعالى : "لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا" وقد يأتى الحلم فى صورة مخالفة تماما لما سيحدث فى الواقع ومن ثم يحتاج الحلم إلى من يفسره أمثلة : المثال الأول : حلم ملك مصر بسبع بقرات سمات يأكلهن سبع بقران نحاف وسبع سنبلات خضراء تأكلهن سبع جافات وفى هذا قال تعالى : "وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَاأَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ" ولكن الواقع أن : البقرات السمان والسنبلات الخضراء كانت سبع سنوات خصب البقرات النحاف والسنبلات الجافات كانت سبع سنوات جفاف وفى هذا قال تعالى مفسرا الحلم على لسان يوسف (ص): ق"َالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ (47) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ (48) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ" المثال الثانى : حلم يوسف(ص) عن رؤية الشمس والقمر والكواكب الأحد عشر تسجد له وفى هذا قال تعالى: "إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ" تفسير الحلم وأحداث وقوعه كان مخالفا عدا السجود فالشمس كانت أم يوسف(ص) والقمر كان والد يوسف (ص) والأحد عشر كوكبا كانوا اخوته الأحد عشر الشىء المشترك كان السجود وهو اقرار الثلاثة عشر بأن يوسف(ص) أفضل منهم ولذا ولاه عليهم وفى هذا قال تعالى : فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ (99) وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَاأَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ" الثانى : المدة التى تحقق بعدها الحلم ففى حلم دخول المسجد الحرام لم تزد عن بضع سنوات وأما حلم الملك فقد استغرق وقوعه أكثر من 15 سنة سبع سنوات خصب بعدها سبع سنوات جفاف شبه تام وبعدها جاءت سنوات الخصب متوالية وأما حلم يوسف (ص) فقد استغرق أكثر من عشرين سنة وهو فترة تقريبية فقد تربى فى بيت عزيز مصر سنوات ودخل السجن سنوات ثم تولى الوزارة سنوات حتى آتاه اخوته طالبين الطعام وحدثت الأحداث التى قصها الله علينا حتى مجىء الأبوين والاخوة مصر وسكنهم فيها الثالث : أن يكون الحلم وهو الرؤيا ما ورد فيها من بعض الأمور معكوسة فمثلا رأى الرسول (ص) والمجاهدين فى بدر عدد الكفار فى الحلم صغير وفى هذا قال تعالى : "إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ" بينما فى الواقع كان عدد الكفار كثير وعدد المؤمنين قليل ولكن الله جعل المسلمين يرونهم من جانب معين حتى يرونهم قليل وجعل الكفار يرون العدد الصغير للمسلمين أصغر من عددهم الفعلى حتى لا يحاربوا بقوة ظنا منهم أنهم سيغلبونهم متى هجموا عليهم فقال تعالى : "وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ" ومثلا رأى إبراهيم (ص) أنه يذبح ابنه إسماعيل(ص) ذبحا ولكن الواقع كان هو : ذبح الذبح العظيم وهو الجمل وفى هذا قال تعالى : " فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) لَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ" ومن ثم قد يجد الإنسان نفسه قتيلا فى الأحلام ومع هذا يكون حيا ولا يقتل الرابع : يحلم الفرد لغيره والمراد : أن يكون الحلم لجماعة كبيرة وليس خاص بالفرد مثل حلم الملك فهو : حلم للشعب كله وللبلد كلها ومع هذا حلمه شخص واحد ومن ثم قد يحلم شخص حلم واحد بحلم لناس أخرين ليسوا معه فى المكان وتضرب أمثال فى التراث العالمى عن ذلك مثل : حلم صحفى أمريكى بغرق جزيرة اسمها برالاب فى اندونسيا وتحقق الحلم حيث غرقت تلك الجزيرة عن طريق انفجار بركانى وهى جزيرة كراكاتوا واسم برالاب هو الاسم الإندونسيى للجزيرة بينما كراكاتوا كان اسما أطلقه المحتل الهولندى عليه وسر ارتباط الصحفى بالحلم هو ان رئيس التحرير نشر الحلم على أنه حدث حقيقى ولما أخبره الصحفى بكونه حلم كتبه ليدخله فى رواياته اعتذروا للجمهور ولكن بعد فترة أتت سفن أمريكية للبلاد من منطقة الانفجار واخبروا الناس عن غرق الجزيرة والحلم الثانى هو : رواية تيتانيك فيبدو أن كاتبها حلم بأحداثها وفيما بعد كتب الرواية ولكن الغريب هو : أن حادثة تيتانيك وقعت بعدها بعشر سنوات وتشابهت بعض الأسماء فى الحلم وهو الرواية المكتوبة والواقع كما تشابه السبب وهو : الاصطدام بجبل جليدى | |
|