رضا البطاوى
عدد المساهمات : 2867 تاريخ التسجيل : 27/12/2016
| موضوع: نظرات فى بحث الهجر الأربعاء أغسطس 14, 2024 4:25 am | |
| نظرات فى بحث الهجر الباحث هو سعيد عبد العظيم وقد اتخذ من جملة واهجروهن فى المضاجع تكأة للحديث أنواع مختلفة من الهجر فى واقعنا وقد استهل المقال بأنواع الهجر مبينا إنها إما هجر بدنى كما فى عقاب المرأة الناشز وإما هجر باللسان والقلب وإما هجر شامل فقال : "فالهجر عبارة عن مفارقة الإنسان غيره وقد يكون ذلك بالبدن كما في قوله تعالى: (واهًجٍرٍوهٍنَّ فٌي المّضّاجٌعٌ) [النساء: 34] وقد يكون باللسان أو بالقلب كما في قوله تعالى: (إنَّ قّوًمٌي اتَّخّذٍوا هّذّا القٍرًآنّ مّهًجٍورْا <30>) [الفرقان: 30] أما قوله عز وجل: (واهًجٍرًهٍمً هّجًرْا جّمٌيلاْ <10>) [المزمل: 10] فهو محتمل للهجر بالبدن والقلب واللسان وقوله سبحانه: (والرٍَجًزّ فّاهًجٍرً (5)) [المدثر: 5] حثّ على المفارقة بالوجوه كلها. |" وتحدث عن وجود هجر وجوبى كما فى حالة الناشز التى لم ينفع معها الوعظ فقال : "ويختلف حكم الهجر باختلاف المهجور فإن تعلق الهجر بالمرأة كان ذلك جائزًا بل مشروعًا في بعض الأحيان وذلك عند النشوز أو مخافته مصداقًا لقوله تعالى: (واللاَّتٌي تّخّافٍونّ نٍشٍوزّهٍنَّ فّعٌظٍوهٍنَّ واهًجٍرٍوهٍنَّ فٌي المّضّاجٌعٌ) [النساء: 34]." وتحدث عن هجر الخصام المعروف بين اثنين مبينا أن أكثره ثلاثة أيام معتمدا على الأحاديث فقال : "وإن تعلّق الهجر بالمسلم فإنه يُعد كبيرة شريطة أن يكون فوق ثلاث وليس بغرض شرعي لما في ذلك من التقاطع والإيذاء والفساد وقد وردت أحاديث كثيرة في هذا المعنى ومنها ما رواه أبو أيوب الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان فيُعرض هذا ويُعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام» [رواه البخاري ومسلم]. وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يحلُّ لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث فمن هجر فوق ثلاث فمات دخل النار» [رواه أبو داود وصححه الألباني]. وعن عائشة وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يكون لمسلم أن يهجر مسلمًا فوق ثلاثة فإذا لقيه سلّم عليه ثلاث مرات كل ذلك لا يرد عليه فقد باء بإثمه» [رواه أبو داود وحسنه الألباني]. وعن أبي خراش السُّلمي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه» [رواه أبو داود وصححه الألباني]. وقال عبد الله بن مسعود: «ما اهتجر رجلان في الإسلام إلاَّ خرج أحدهما منه» وعن أبي الحسن المدائني قال: جرى بين الحسن بن عليّ وأخيه الحسين كلام حتى تهاجرا فلما أتى على الحسن ثلاثة أيام من هجر أخيه فأقبل إلى الحسين وهو جالس فأكب على رأسه فقبّله فلما جلس الحسن قال له الحسين: إن الذي منعني من ابتدائك والقيام إليك أنك أحق بالفضل مني فكرهتُ أن أُنازعك ما أنت أحق به». وعن مجاهد قال: «الأقلف موقوف عمله حتى يُخْتَتَنْ والصارم (الهاجر) الظالم موقوف عمله حتى يفيء». فالهجر صفة قبيحة تسخط الله عز وجل على المتهاجرين وهو سبب في تأخير المغفرة من الله عز وجل ويُعد من حبائل الشيطان التي يغوي بها أتباعه حتى يسوقهم إلى الجحيم وتكفي الثلاثة أيام لإذهاب شحناء النفوس والأهواء التي تعتمل فيها فإذا زاد الهجر بين الإخوان فوق ثلاث كان حرامًا لما يترتب عليه من تفكك اجتماعي." وتحدث عن الاستثناء من الهجر ثلاثا ضاربا المثل بالمخلفين الثلاثة الذين تم خصامهم أكثر من ذاك فقال : " ويُستثنى من تحريم هذا الهجر مسائل حاصلها: أنه متى عاد الهجر إلى صلاح دين الهاجر والمهجور جاز وإلاَّ فلا. وقد قاطع النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام الثلاثة الذين خُلّفوا خمسين ما بين يوم وليلة حتى نزلت توبتهم من فوق سبع سموات بعد أن ضاقت عليهم الأرض على رحابتها وضاقت عليهم أنفسهم قال تعالى: (وعّلّى الثَّلاثّةٌ الذٌينّ خٍلٌَفٍوا حّتَّى إذّا ضّاقّتً عّلّيًهٌمٍ الأّرًضٍ بٌمّا رّحٍبّتً وضّاقّتً عّلّيًهٌمً أّنفٍسٍهٍمً وظّنٍَوا أّن لاَّ مّلًجّأّّ مٌنّ اللَّهٌ إلاَّ إلّيًهٌ ثٍمَّ تّابّ عّلّيًهٌمً لٌيّتٍوبٍوا إنَّ اللَّهّ هٍوّ التَّوَّابٍ الرَّحٌيمٍ <118>) [التوبة: 118]. وفي حديث ابن عباس يقول عمر: «فتغضبت يومًا على امرأتي فإذا هي تراجعني فأنكرتُ أن تُراجعني فقالت: ما تنكر أن أُراجعك؟ فوالله إنَّ أزواج النَّبيّ صلى الله عليه وسلم ليراجعنه وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل فانطلقتُ فدخلتُ على حفصة فقلتُ: أتُراجعين رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: نعم. فقلتُ: أتهجره إحداكنّ اليوم إلى الليل؟ قالت: نعم. فقلتُ: قد خاب من فعل ذلك منكن وخسر أفتأمن إحداكن أن يغضب الله عليها لغضب رسوله صلى الله عليه وسلم فإذا هي قد هلكت؟ .. » وكان أقسم صلى الله عليه وسلم أن لا يدخل عليهن شهرًا من شدّة وجدته عليهن حتى عاتبه الله عز وجل» [رواه البخاري ومسلم]. وعن عائشة و قالت: «قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني لأعلم إذا كنت عنِّي راضية وإذا كنت عليَّ غَضبى» قالت: فقلت: من أين تعرف ذلك؟ فقال: «أما إذا كنت عني راضية فإنك تقولين: لا ورب محمد وإذا كنت غضبى قلت: لا ورب إبراهيم» قالت: قُلْتُ: أجَل والله يا رسول الله ما أهجر إلاَّ اسمك» [رواه البخاري ومسلم]. وعن أبي هريرة عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «لا تهجر امرأة فراش زوجها إلاَّ لعنتها ملائكة الله عز وجل» [رواه أحمد ورواه البخاري ومسلم بلفظ قريب منه ولفظه: «إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت (رفضت) فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تُصبح» وفي رواية «حتى ترجع»]. ولا يصح للزوجة أن تتعلل بتفريط الزوج إذْ تفريطه في الحق لا يستدعي تقصيرها وعليها أن تسأل الله الذي هو لها." والتعليق هنا أن الرجل الناشز هو كالمرأة الناشزة يحل هجره فالرجل المدمن على الخمر أو كثير الشتم يجب هجره من زوجته لأن النشوز فى كل الأحوال هو عصيان لله ويستوى فى ذلك المرأة والرجل فالكل يجب الاعراض عنه وهو خصامه حتى تحسن توبته وتحدث عن هجر الأقارب فقال : "ويُعتبر هجر ذوي الأرحام من جملة الكبائر حتى وإن لم تبلغ المدة ثلاثة أيام لأن الهجر هنا أُضيف إلىه قطيعة الرحم والرحم مُعلّقة بالعرش تقول: «من وصلني وصلته ومن قطعني قطعته» وقد أمر سبحانه بوصلها فقال: (واتَّقٍوا اللَّهّ الَّذٌي تّسّاءّلٍونّ بٌهٌ والأّرًحّامّ) [النساء: وليس الواصل كالمكافئ والرحم توصل بالهدية والزيارة والسلام والمراسلة بل الرحم الكافرة توصل من المال ونحوه كما قال الإمام الخطابي وغيره فإن لم يستطع الإنسان صورة من صور الصلة عمل بالأخرى أو بما يقدر عليه منها إذْ لا يُكلف الله نفسًا إلاَّ وسعها. ولما هَمّ البعض بقطع ذوي الرحم استبطاءًا لإيمانهم نزل النهي عن ذلك (لّيًسّ عّلّيًكّ هٍدّاهٍمً ولّكٌنَّ اللَّهّ يّهًدٌي مّن يّشّاءٍ ومّا تٍنفٌقٍوا مٌنً خّيًرُ فّلأّنفٍسٌكٍمً ومّا تٍنفٌقٍونّ إلاَّ ابًتٌغّاءّ وجًهٌ اللَّهٌ ومّا تٍنفٌقٍوا مٌنً خّيًرُ يٍوّفَّ إلّيًكٍمً وأّنتٍمً لا تٍظًلّمٍونّ<272>) [البقرة: 272] وقد أمر سبحانه بصلة الوالدين ومصاحبتهما بالمعروف حتى وإن ظلما وكانا مشركين قال تعالى: (وإن جّاهّدّاكّ عّلّى أّن تٍشًرٌكّ بٌي مّا لّيًسّ لّكّ بٌهٌ عٌلًم فّلا تٍطٌعًهٍمّا وصّاحٌبًهٍمّا فٌي الدٍَنًيّا مّعًرٍوفْا) [لقمان: 15]. وقد عدَّ الإمام الذهبي هجر الأقارب مطلقًا من الكبائر. أما هجر أهل البدع والأهواء فإنه مطلوب على مر الأوقات ما لم تظهر منهم التوبة والرجوع إلى الحق فمن وَقَّرَ صاحبَ بدعة فقد أعان على هدم الدين ولما دخل رجل يتكلم في القدر (أي ينكره) على ابن سيرين سدّ ابن سيرين أُذُنيه وقال للرجل: إما أن تخرج وإمَّا أن أخرج. قال ابن مفلح: «يُسَنُّ هجر من جهر بالمعاصي الفعلية والقولية والاعتقادية». وقال ابن تميم: «هجران أهل البدع كافرهم وفاسقهم والمتظاهرين بالمعاصي وترك السلام عليهم فرض كفاية ومكروه لسائر الناس ولا يُسلم أحدٌ على فاسق مُعلن ولا مبتدع مُعلن داعية ولا يهجر مسلمًا مستورًا غيرهما من السلام فوق ثلاثة أيام». والهجر هنا قد شُرع كعلاج ولم يُشرع للبتر ولا للإهلاك وبالتالي فلا تزيد في الكيفية أو في الكمية فتُهْلِك صاحِبك وشرع الله مصلحة كله وحيثما كانت المصلحة فثمَّ شرع الله. ولابد من مراعاة واقع الغربة وتفشي الجهالة والقيام بواجب الدعوة والرفق بالخلق وإزالة الشبهات ليهلك من هلك عن بيّنة و يحيى من حيّى عن بينة. وكان من مذهب عمر وأبي الدرداء وإبراهيم النخعي أنك لا تهجر أخاك عند المعصية فهو قد يعصي مرة ويستقيم أخرى ولعلّ هذا يتناسب مع ظروفنا إذْ لا وطأة لنا على النفوس ولغلبة الجهل وقلّة العلم بآثار الرسالة. والمهجور قد يزداد شرًا وفسادًا فصلته حينئذ مع دعوته أولى من هجره والتباعد عنه. وقد ورد في الحديث: «لا تهجروا ولا تدابروا ولا تحسسوا (أي تجسسوا) ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانًا» [رواه مسلم] والتدابر: هو الإعراض عن المسلم بأن يلقى أخاه فيُعرض عنه بوجهه والتشاحن: هو تغير القلوب المؤدي إلى التهاجر والتدابر وبالجملة فلابد من هجر الذنوب والمعاصي وكل ما يؤدي لذلك والحذر كل الحذر من هجر القرآن وغيره من الطاعات والقربات لقوله تعالى: (وقّالّ الرَّسٍولٍ يّا رّبٌَ إنَّ قّوًمٌي اتَّخّذٍوا هّذّا القٍرًآنّ مّهًجٍورْا<30>) [الفرقان: 30]" وبعد حديثه عن حرمة هجر الأقارب خاصة الوالدين عاد مرة أخرى للحديث عن هجر المرأة وكونه يكون فى البيت فقال : "والمرأة لا تُهجر إلاَّ في البيت لحديث معاوية القشيري صلى الله عليه وسلم قال: قلت: يا رسول الله ما حق زوجة أحدنا عليه؟ قال: «أن تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت ولا تضرب الوجه ولا تُقبح ولا تهجر إلاَّ في البيت» [رواه أبو داود وقال الألباني: حسن صحيح]. ومعنى قوله تعالى: (واهًجٍرٍوهٍنَّ فٌي المّضّاجٌعٌ) [النساء: 34] ألاَّ يضاجعها ويوليها ظهره ولا يجامعها أو يغلظ عليها في القول وهذا الهجر غايته عند العلماء شهر كما ذكره القرطبي. وينبغي على الرجل قبل الهجر أن يقوم على وعظ أهله وتذكيرهم وإزالة شبهاتهم برفق ولين وأن يجتهد في الدعاء لهم (رّبَّنّا هّبً لّنّا مٌنً أّزًوّاجٌنّا وذٍرٌَيَّاتٌنّا قٍرَّةّ أّعًيٍنُ واجًعّلًنّا لٌلًمٍتَّقٌينّ إمّامْا <74>)[الفرقان: 74]" قطعا هجر المرأة يكون فى فراش الزوجية فقط لقوله " فى المضاجع"فهو لا يتعدى حجرة الزوجية وأما بقية البيت فليس فيه هجر حفاظا على العلاقة مع الأولاد وأما جاء فى القرآن من الهجر ومعظمه لم يذكره سعيد فهو: هجر القرآن قال تعالى بسورة الفرقان"وقال الرسول يا رب إن قومى اتخذوا هذا القرآن مهجورا "يبين الله لنا أن النبى (ص)دعاه فقال يا رب أى يا إلهى إن قومى اتخذوا هذا القرآن مهجورا والمراد إن ناسى جعلوا هذا الكتاب متروك الطاعة وهذا يعنى مخالفتهم للقرآن مخالفة تامة قال تعالى بسورةالمؤمنون"بل قلوبهم فى غمرة من هذا ولهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب فإذا هم يجأرون لا تجأروا اليوم إنكم منا لا تنصرون قد كانت آياتى تتلى عليكم فكنتم على أعقابكم تنكصون مستكبرين به سامرا تهجرون " يبين الله لنبيه (ص)أن الكفار قلوبهم فى غمرة عن هذا والمراد أن الكفار نفوسهم فى غفلة عن طاعة القرآن مصداق لقوله بسورة الأنبياء "وهم فى غفلة معرضون "ولذا لهم أعمال دون ذلك هم لها عاملون والمراد لذا لهم أفعال من غير القرآن هم لها فاعلون وهى أفعال الكفر حتى إذا أخذنا أى أنزلنا على مترفيهم وهم كفارهم العذاب وهو العقاب إذا هم يجأرون أى ينادون الله ليكشف العذاب فيقال لهم لا تجأروا اليوم أى لا تنادوا الآن لكشف العذاب إنكم منا لا تنصرون أى من عذابنا لا تنقذون وهذا يعنى أنه لا يستجيب لدعاء القوم لأنه أصدر حكمه بعدم نجاتهم من العذاب ويقال لهم أيضا قد كانت آياتى تتلى عليكم والمراد قد كانت أحكامى تبلغ لكم فكنتم على أعقابكم تنكصون والمراد فكنتم إلى أديانكم الضالة ترجعون لطاعتها مستكبرين أى مستعظمين على طاعة حكمى سامرا تهجرون أى حكما تكفرون به وهذا يعنى أن الوحى كان يبلغ للكفار فيرجعون إلى أعقابهم وهى أديانهم فى العمل ويرفضون طاعة حكم الله وقد جعلوا السامر وهو الوحى مهجورا أى متروكا لا يعمل به هجر الرجز قال تعالى بسورةالمدثر"بسم الله الرحمن الرحيم يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر ولا تمنن تستكثر ولربك فاصبر " يخاطب الله المدثر وهو المزمل أى النبى (ص)الملفوف فى الغطاء فيبين له أن اسم الله الرحمن الرحيم أى أن حكم الرب النافع المفيد هو :قم فأنذر أى اصحو فأخبر أى فحدث الناس بالوحى وهو نعمة الله مصداق لقوله بسورة الضحى "وأما بنعمة ربك فحدث" ،وربك فكبر والمراد وحكم إلهك فأطع وفسر هذا بقوله وثيابك فطهر أى ونفسك فزكى والمراد وذاتك فأصلح وفسر هذا بقوله والرجز فاهجر والمراد والكفر فخالف حكمه ولا تمنن تستكثر أى لا تفخر تستكبر والمراد ألا يكفر بحكم الله مستكبرا على طاعته وفسر هذا بأنه لربك فاصبر أى لحكم إلهك أطع مصداق لقوله بسورة القلم "فاصبر لحكم ربك هجر الكفار قال تعالى بسورة المزمل"إن لك فى النهار سبحا طويلا واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا "ال يبين الله لنبيه (ص)أنه له فى النهار سبحا طويلا والمراد أنه له فى النهار طاعة مستمرة للوحى حيث يتعامل مع الناس حسب حكم الله ويفسر هذا بقوله اذكر اسم ربك أى اتبع حكم إلهك وفسر هذا بقوله وتبتل إليه تبتيلا أى اتبع حكم الله اتباعا رب المشرق والمغرب والمراد خالق المنير والمظلم لا إله إلا هو والمراد لا رب سواه فاتخذه وكيلا أى فاعبده إلها والمراد فاجعله ربا لك وفسر هذا بقوله اصبر على ما يقولون أى أطع حكم الله رغم ما يزعم الكفار واهجرهم هجرا جميلا أى واعتزلهم اعتزالا مستمرا والمراد واترك طاعة حكمهم تركا دائما . هجر آزر لابراهيم(ص) قال تعالى بسورة مريم. "أراغب أنت عن آلهتى يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنك واهجرنى مليا "ا يبين الله لنا أن آزر رد على ابنه إبراهيم (ص)فقال أراغب أنت عن آلهتى يا إبراهيم والمراد هل أنت تارك أنت أربابى يا إبراهيم أى أممتنع أنت عن عبادة أربابى يا إبراهيم؟والغرض من السؤال هو التأكد من كفر إبراهيم (ص)بدين الأب ممثلا فى آلهته وقال لئن لم تنته لأرجمنك والمراد لئن لم ترجع لدينك القديم لأقتلنك وهذا يعنى أن الأب يخبر ابنه أنه سوف يذبحه إن لم يترك دينه الجديد ويعود لدين الأباء القديم وقال واهجرنى مليا أى واعتزلنى دائما وهذا يعنى أن الأب يريد منه الإبتعاد عنه ابتعادا تاما حتى بعد عودته لدين الأباء وهذا يؤكد تعصب الأب لدينه تعصبا شديدا . هجر النساء قال تعالى بسورة النساء "الرجال قوامون على النساء بما فضل بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتى تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن فى المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا"اليبين الله للمؤمنين والمؤمنات أن الرجال وهم الأزواج قوامون على النساء والمراد مسلطون على الزوجات وبألفاظ القرآن فى سورة البقرة"وللرجال عليهن درجة"فدرجة الرجال هى رئاسة الأسرة والأسباب هى : -تفضيل الله بعضهم على بعض أى تمييز الله الرجال على النساء فى الخلقة البدنية والنفسية. -ما أنفق الرجال من أموالهم على النساء والمراد ما صرف الأزواج على الزوجات من مال. ويبين الله لهم أن الزوجات الصالحات وهن المحسنات قانتات أى مطيعات لحكم الله حافظات للغيب بما حفظ الله والمراد صائنات لأنفسهن فى حالة بعد الأزواج عنهن للعمل أو للسفر أو لأى أمر أخر بالذى أمر الله وهو عدم الزنى وهذا يعنى أن الزوجة الصالحة مطيعة للزوج فى حضوره حامية لعرضه فى غيابه. ويبين الله للرجال أن اللاتى يخافون نشوزهن والمراد أن اللاتى تعرفون منهن العصيان لأمر الله بطاعتكم فى الخير عليهم أن يتبعوا معهن التالى: -وعظهن أى تذكيرهن بالحق ووجوب الطاعة فإن أطعن فقد انتهت المشكلة. -وإذا لم يطعن الوعظ فالواجب هو هجرهن فى المضاجع والمراد البعد عن الرقاد معهن فى الفرش فإن أطعن فقد انتهت المشكلة. -وإذا لم ينفع هذا البعد عن المضاجع فالواجب على الرجال ضربهن أى جلدهن جلدا موجعا لا يجرح ولا يدمى فإن أطعن أى اتبعن حكم الرجل العادل فعلى الرجال ألا يبغوا عليهن سبيلا والمراد ألا ينزلوا بهن عقابا أخر ،ويبين لهم أنه على أى كبير أى عظيم أى صاحب الكبرياء فى السموات والأرض كما قال بسورة الجاثية"وله الكبرياء فى السموات والأرض" | |
|