الجلباب من القرآن

ذكر الله الجلباب وأثبته في الكتاب بقوله تعالى ( ... يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ... ) فالجلباب أصبح مشروع بهذا النص ، ومن أنكر الجلباب وهو يعلم بهذه الآية أو ذكر بها فقد أنكر جزءا من الكتاب ، فالجلباب فرض بهذا النص على جميع المؤمنات ولا جدال في هذا ، ويبدو أن الجلباب كان موجود عند القوم قبل الإسلام ، وهو ما يتجلى في قوله ( يدنين عليهن من جلابيبهن ) أي أن الجلباب كان موجود من قبل ونزلت الآية لتحسينه بأن يدنين عليهن هذه الجلابيب ، وماذا يعني يدنين عليهن هذه الجلابيب ، فكلمة ( عليهن ) تدل على الإحاطة بهن ، أي تغطية كاملة للجسم ، وكلمة ( يدنين ) تعني إرسال الجلباب إلى أسفل الرجلين ، إذن فالجلباب المشروع يجب أن يغطي الجسم كله إلى أسفل الرجلين ، والذي يفهم من هذه الكلمتين ( يدنين ) ( عليهن ) أن الجلباب هو ستار يعمل على إخفاء الزينة وليس لباس زينة ، ويترتب على هذا أن يكون هذا الستار خاليا من الزينة ، وإذا ظهرت عليه مظاهر الزينة فليس جلبابا أو ليس جلبابا مشروع ، ويصبح هو في حد ذاته في حاجة إلى جلباب ، إذن فالجلباب يجب أن لا تظهر عليه مظاهر الزينة ، ويجب أن يعمل على إخفاء زينة المرأة فلا يكون شفافا ، ولا ضيقا فيظهر شكل المرأة ، وباختصار يجب أن يكون ستارا يلعب دور الستار لا أكثر ، يخفي الزينة إلى الأسفل ، ويتبين لنا من خلال آية الجلباب والآيات الأخرى أن الله يرشد دائما إلى تغطية كل ما يمكن أن يظهر من زينة المرأة إلا المتطلبات الضرورية ، حتى القدمين يجب تغطيتهما ما أمكن ، وحتى الحذاء الذي تلبسه المرأة ليس أي حذاء كان ، بل يجب أن يكون حذاء عاديا لا يلفت الانتباه لأرجل المرأة ، كالقرقعة في المشي مثلا أو ما شابه ، وهذا بنص تشريعي من الله لقوله تعالى ( ... ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن ... ) فقضية زينة المرأة هي المحور الأساس في كل هذه الأوامر ، فالزينة يجب تتبعها وإخفاؤها قدر الإمكان ، وهذا ما نلاحظه من الإرشادات التي أنزلها الله ، فكلها تصب في هذا الهدف [ إخفاء الزينة ]

الكاتب : بنور صالح