رضا البطاوى
عدد المساهمات : 2893 تاريخ التسجيل : 27/12/2016
| موضوع: نظرات فى كتاب دراسات في أصول اللغات العربية الأربعاء يوليو 08, 2020 6:41 am | |
| نظرات فى كتاب دراسات في أصول اللغات العربية المؤلف: أبو مجاهد عبد العزيز بن عبد الفتاح بن عبد الرحيم بن الملاَّ محمد عظيم القارئ المدني موضوع الكتاب كما قال أبو مجاهد "لقد رأيت من الضروري لاستكمال الصورة الواضحة أن تشمل دراستي موضوعين حيث ينبني أحدهما على الآخر: - أصل العرب ومنشؤهم. - اللغة العربية: نشأتها، والمراحل التي مرت بها. ولا أدعي أنني آت فيهما بآراء حاسمة ونتائج نهائية، أو أنني مستوف للبحث ومعط له حقه، إنما هي محاولة للدخول في دراسة واسعة متكاملة دقيقة تحتاج إلى جهد عظيم، وعناء شديد ووقت طويل.." استهل أبو مجاهد البحث بالكلام عن العرب فقال : " العرب: من المجمع عليه أن القرآن أنزل بلغة العرب، وأن الله عز وجل اختار هذه اللغة العظيمة لتكون الوعاء الذي يحمل كلامه المنزل على رسوله، كما اختار أمة العرب ليكونوا الرسل الذين يبلغون دعوته للأمم و {الله أعلم حيث يجعل رسالته} : فاختياره عز وجل لهذه اللغة يدل بلا ريب على أنها أفضل اللغات وأفصحها , كما أن اختياره لأمة العرب ليكونوا حملة الرسالة ويكون الرسول منهم يدل بلا ريب على أنهم كانوا أفضل الأمم، وأقربها للحق، وأكثرها صلاحية وتهيؤا لحمل رسالة الإسلام إلى العالم.." الأخطاء فى الفقرة تتمثل فى التالى : الأول نزول القرآن بلغة العرب فالله لم يذكر العرب فى الوحى فلا وجود لهم والموجود هو نزول القرآن بلسان عربى كما قال تعالى: "وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربى مبين وإنه لفى زبر الأولين" الثانى أن الله فضل اللغة العربية على غيرها وهو ما يناقض أن الله لم يفضل لغة على أخرى فجعل اختلاف الألسن آية أى برهان على قدرته فقال "ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن فى ذلك لآيات للعالمين" وقد بين المؤلف اختلاف العلماء فى تحديد من هم العرب فقال : "فمن هؤلاء العرب؟ أما تعريف العرب، وتحديد أصل بدايتهم، ونشأتهم ومساكنهم وديارهم التي يتضمنها اسمهم، فهذا مما كثر فيه الاختلاف، وندر فيه القطع واليقين وكل ما قيل فيه يحتمل مزيدا من النقد والتمحيص، ويحتاج إلى دراسة علمية دقيقة تستخدم فيها الوسائل المعاصرة التي هي أكثر فعالية في تحديد مثل هذه القضايا التاريخية.. ومن هذه الوسائل: إجراء مسح دقيق شامل لديارهم واستخراج بعض الآثار ودراستها، مع أن ما أخرجته الحفريات من آثار قديمة هي في حد ذاتها أيضا لا تعطينا معلومات قطعية في غالب الأحوال، ولذلك فإن الدارسين في هذا المجال والمهتمين بهذه الحفائر سرعان ما تتغير آراؤهم كلما أنتجت الحفائر شيئا جديدا، وقد بذل الغربيون جهدا كبيرا في هذا الشأن وحاولوا الاستفادة منه. ومما ساعد على تشعب الخلاف حول مسألة - أصل العرب - أن تاريخهم قبل الإسلام يلفه غموض شديد حيث لم يدون ولم ينقل إلينا بالقدر الكافي لإيضاح معالمه، لأن العرب في الغالب كانوا أمة أمية لا تدون ولا تقرأ، وقلما تؤرخ، فإن أرخت فبالحوادث المشهورة كقولهم: عام الفيل، وعام الغدر، وعام الماء، وزمن القتاد. إلا أن هناك نواحي في هذا التاريخ يكاد ينعقد عليها إجماع علماء الأنساب والتاريخ، وأشارت نصوص القرآن والسنة إلى بعضها، فنحن نلم من هذين المصدرين بما يكفي لإعطاء صورة واضحة، وإلقاء ضوء ساطع على موضوعنا، ولعل استنتاجاتنا إذ حصرناها في ذلك تكون أقرب إلى القطع واليقين منها إلى الحدس والتخمين.." مما سبق يتبين أن العرب تاريخهم مجهول فحتى الجزء الصغير المجمع عليه من التاريخيين والناسبين القرآن يهدم الكثير منه خاصة الأنساب وحتى ما قيل عن معبوداتهم ومعابدهم ثم تحدث أبو مجاهد عن أصل العرب فقال : "أصل العرب: اتفق علماء الأجناس وعلماء الأنساب على أنهم من - الفصيلة السامية - وكذلك المؤرخون المسلمون أرجعوا أصلهم إلى - سام بن نوح - (ص)وهو أحد الأصول الثلاثة التي تتفرع منها الأمم وهي (سام، وحام، ويافث) ، روى ابن عبد البر في كتابه عن أنساب العرب والعجم حديثا عن سمرة بن جندب عن النبي (ص)أنه قال: "سام أبو العرب وحام أبو الحبش ويافث أبو الروم" ورواه أيضا الترمذي وأحمد والحاكم عن سمرة، وذكره الحافظ العراقي في كتابه - القرب في محبة العرب - وحسنه.. ومن المعلوم أن تمايز الأجناس والأمم إنما حدث بالتدريج ابتداء بهؤلاء الأصول الذين يمثلون ذرية نوح الباقين في الأرض. ولكننا لا نستطيع أن نجزم ببداية تميز العرب كأمة مستقلة في أي تاريخ كان فضلا عن أن نحدد لهم أبا بعد - سام - تناسلوا منه: سواء كان هذا الأب هو يعرب، أو قحطان، أو عابر بن شالخ بن أرفخشذ، أو نابت بن إسماعيل، أو حتى إسماعيل (ص)نفسه.. فالخلاف محتدم في أي من هؤلاء هو الأب الأول الذي يرجع إليه العرب كما سيأتي بيانه عند الكلام على قحطان وعدنان..لكن يبدو أن المنطقة التي عرفت لدى علماء التاريخ اليوم (بالمثلث) هي منشأ الحضارات ومنطلق الأجناس، وهي موطن الحضارة الأولى، وتمتد من أراضي الرافدين بالعراق في أحد ساقي المثلث وواد النيل في الساق الأخرى وبينهما بلاد الشام في قاعدة المثلث وعلى رأسه اليمن وحضرموت (انظر الشكل رقم - -) فمن هذه المنطقة نزحت البشرية إلى سائر أرجاء المعمورة وانتشرت الحضارة وفيها أنزلت الرسالات التي ذكرها القرآن، ولكن في أي جزء من المثلث كان المنطلق في جنوبه - أي اليمن - أم في شماله أي (العراق) أو (سيناء) . . ." كما قلنا ما أجمع عليه المؤرخين وحتى غيرهم ممن جعلوا العرب ينتسبون لسام المزعوم مردود عليه من القرآن فالرواية المنسوبة للنبى(ص) لم يقلها وإنما الكفار من العهد القديم لأن القرآن أحبرنا أن بنى إسرائيل ومن ثم العرب معهم ليسوا ذرية نوح(ص) وإنما ذرية المؤمنين معه كما قال تعالى "وأتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبنى إسرائيل ألا تتخذوا من دوني وكيلا ذرية من حملنا مع نوح" ونوح (ص) لم يكن له ذرية سوى الولد الكافر الذى غرق كما قال " إن ابنى من أهلى " وبدليل أنه لما دعا للمؤمنين من أقاربه لم يذكر بنينا ولا بناتا ولا زوجة وإنما ذكر والديه فقال "رب اغفر لى ولوالدى ولمن دخل بيتى مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات" واعتبر أبو مجاهد العراق هو اصل العرب فقال : "مما يؤيد عندي الرأي القائل بأن (العراق) كان هو المنطلق أن أحدا من المفسرين لم يذكر أن الجودي الذي استوت عليه سفينة نوح هو في اليمن أو جنوب الجزيرة أو أي مكان آخر، وهذا ابن جرير وهو يستقصي أقوال السلف في تفسيره ينقل بأسانيده عن مجاهد، وسفيان، وقتادة، والضحاك وهم رواد التفسير أنه جبل بالعراق - بل بناحية الموصل منه - ويسند إلى ابن عباس أنه جبل دون تحديد موقعه، وإلى التابعي الجليل زر بن حبيش أنه ناحية بالعراق ولكن ابن كثير يذكر في تفسيره أن بعضهم يرى أنه الطور دون أن يسمي القائل البشر - سواء كان من العراق بالتحديد أو من الطور أو مما بينهما - فإننا نستطيع أن نقول: إنه حدثت عمليات نزوح كبيرة، وحركات هجرة واسعة لأبناء نوح ومنهم - الساميون - إلى سائر الأرجاء شرقا وغربا وشمالا وجنوبا ومن هذه - الهجرات - التحرك صوب الجنوب حيث أرض صحراوية تحيط بها البحار من الجهات الثلاث، وكانت هذه الهجرات بسبب الحروب والغارات أو بحثا عن الكلأ والماء والأراضي الخصبة.. ويقول بعض الباحثين إن الإشارة إلى - بدو الآراميين - في التوراة يعني قسما من الآراميين الذين كانوا يسكنون الشام تحركوا صوب الصحراء الجنوبية حيث عرفوا فيما بعد بالعرب، ويرى أن كلمة (عرب) ترجع إلى أصل - آرام - ." وهو كلام لا أصل له لعدم وجود نص من الوحى فى الأمر لأن الله لا يهتم فى الوحى بالأنساب ولا بتسميات الأمم أو اصولها لأن الغرض من الوحى هو بيان الأحكام للعمل بها وتحت عناوين القبائل العربية الحديثة والقبائل العربية القديمة تحدث أبو مجاهد فقال : "وفي زمن متقدم جدا عرفت بعض القبائل من هؤلاء التي استوطنت أنحاء من - الجزيرة العربية - كان معظمها في ثلاث مناطق منها حسبما علمنا.. (اليمامة) و (الشحر) من أرض اليمن و (الحجر) من أرض الحجاز.. ويسمي المؤرخون والنسابة المسلمون هذه القبائل بـ: طسم، وجديس والعمالقة، وعاد، وثمود..ويزيد ابن جرير الطبري وابن إسحاق: أميم، وعبيل، وعبد ضخم، وجرهم الأولى، أما طسم وجديس فسكنوا اليمامة في شرق الجزيرة العربية، وأما عاد فذكر القرآن مساكنهم وأنها (الأحقاف) وهي في جنوب الجزيرة العربية والأحقاف جمع حقف - بكسر الحاد - وهو الكثيب العظيم المستدير من الرمل، قال تعالى: {واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف} وأما ثمود فذكر القرآن منازلهم وأنها الحجر وهي في الشمال الغربي من الجزيرة العربية قال تعالى: {كذب أصحاب الحجر المرسلين} .أما العمالقة فنزل بعضهم بمكة وبعضهم بيثرب من أرض الحجاز وقد وجدت بعض آثارهم في المنطقة..ويذهب بعض علماء الأنساب أن ثمود كانت تسكن اليمن ثم انتقلت منها إلى الحجر.ويمكن القول أن جميع هذه القبائل ينحدرون من أولئك الذين تسميهم - التوراة - بدو الآراميين الذين نزحوا من الشام والعراق صوب الجزيرة العربية.. وهذا يفسر التشابه الواضح في اللغات ومفرداتها بين الكتابات التي وجدت في العراق وسوريا والتي تعود إلى العصور البابلية والآشورية والآرامية والكنعانية وبين الكتابات التي عثر عليها في منطقة اليمن أو حضر موت والتي تعود إلى العهود الحميرية والسبئية، حيث يدل ذلك على أن هناك أصلا واحدا مشتركا..هذا هو ما أمكن أن أجزم به من تاريخ العرب القديم مما يمكن أن يكون ذا علاقة بموضوعنا.." يحتوى الكلام على اخطاء منها : الأول أن مساكن عاد وهى الأحقاف كانت باليمن والأحقاف ليست سوى الرياحات المهلكة التى أنذرهم بها لأن مساكنهم كانت أعمدة كما قال تعالى " إرم ذات العماد "وهى الحصون أى المصانع التى بنوها لحمايتهم من الموت كما قال تعالى "أتبنون بكل آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون" الثانى أن ثمود سكنوا العديد من المناطق وهو ما يخالف أنهم سكنوا واديا واحدا جلبوا له حجارة الجبال المختلفة كما قال تعالى " وثمود الذين جابوا الصخر بالواد" وأما تشابه اللغات فهناك أمور غريبة فهناك قرى بكاملها فى أفغانستان لا تتحدث سوى العربية وهناك فى كثير من المناطق فى أثيوبيا ومالى والنيجر وغيرها قبائل تتكلم العربية وحدها ومن ثم لا يمكن أن نستنتج من وجود متكلمى اللغة العربية فى منطقة تتكلم لغات أخرى شىء يدلنا على الحقيقة قم تحدث أبو مجاهد عن القبائل القحطانية فقال: "وهذه فترة أخرى من تاريخ نشأة أمة العرب تلي تلك الفترة الموغلة في القدم وهي الفترة التي وجد فيها ما نسميه - بالعرب العاربة - وفيها ظهرت قبائل عربية أخرى ودول وحضارات وبدأت فيها ما يسمى - بالقبائل القحطانية -.ويتركز الضوء في هذه الفترة على الجزء الجنوبي للجزيرة العربية حيث اليمن وحضرموت وحيث استوطنت تلك القبائل..وكان لهم تاريخ وملك وحضارة ذكر القرآن شيئا منها، وكان من أشهر ممالكهم وحضاراتهم: مملكة سبأ، وربما كانت هي أشهرها وأهمها حيث كانت هي المفترق بين مرحلتين والفاصل بين عهدين كما سيتبين.. قال تعالى في وصف حضارة سبأ: {لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور} . وفي هذه الآيات ما يدل بوضوح على أن مناطق كثيرة من جزيرة العرب كانت عامرة خصبة وهي التي تمتد من اليمن حيث مسكن سبأ إلى الشام التي بها القرى المباركة وذلك في قوله: {وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين} .فإن معنى وجود قرى ظاهرة آمنة بين اليمن والشام امتداد منطقة خصبة كثرة الزروع والثمار جيدة المناخ كثيرة العمران طيلة المسافة بينهما.. إذ أن خصوبة الأرض دائما تابعة لجودة الهواء والمناخ وتوفر الأمطار وينتج منهما انتشار العمران..ثم أخبرت الآية عن حدوث التحول في هذه الحضارة، بعد انهيار سد مأرب وقضاء السيل على مظاهر حضارتهم، فتبدل حال الأرض من خصوبة إلى جدب تصوره الأنواع المذكورة في الآية: {ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل} فهذه أنواع من النباتات التي لا فائدة منها وتوجد غالبا في الأراضي القاحلة، ومعنى هذا أن المناخ تبدل أيضا وشح المطر، وينتج من هذين العاملين تضاؤل مظاهر العمران ووعورة المنطقة التي تعبر عنها الآية ببعد المسافة: {باعد بين أسفارنا} وكان هذا بداية تفرق هذه القبائل القحطانية ونزوحها من اليمن إلى سائر أنحاء الجزيرة، ولكن ما هذه القبائل؟" لا يوجد دليل على كون سبأ أو غيرها كانت عربية اللسان غير ما نعرفه من خبل وجود بعض الكتابات بحروق يقال انها عربية ولو كان الاستدلال صحيحا فالكتابات العربية فى الهند مثلا أو فى القوقاز أو فى البلقان ليست دليل على انهم كانوا يتكلمون العربية وأما كون سبأ فى اليمن والطريق كان بينها وبين الشام فوهم فكلام الله موجود لا ذكر فيه لليمن أو الشام والقرى المباركة يقصد بها أحياء مكة التى كانت ممتدة لمسافات طويلة وبينها وبين بقية القرى مسافات سفر قليلة فيها استراحات مجانية ثم تحدث أبو مجاهد عن أصول القبائل القحطانية فقال: "روى بعدة طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلا سأل النبي (ص)عن سبأ ما هو؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "رجل ولد عشر قبائل،فسكن اليمن منها ستة والشام أربعة". رواه الترمذي وأحمد وابن جرير وابن أبي حاتم ورواه ابن عبد البر في كتابه - القصد والأمم - من عدة طرق، واستقصى الحافظ ابن كثير طرق هذا الحديث في تفسيره لسورة سبأ وبين أنه حديث حسن وفي بعض ألفاظه سمى بعض هذه القبائل فقال صلى الله عليه وسلم: " تيامن الأزد والأشعريون وحمير ومذحج وأنمار الذين يقال لهم بجيلة وخثعم وتشاءم لخم وجذام وعاملة وغسان". ويفصل علماء الأنساب ذلك فيقولون إن سبأ ولد القبائل القحطانية الكبرى وهي: حمير، وكهلان، وعمرو، وأشعر، وعاملة. ومن هذه القبائل تفرعت العمائر والبطون: فمن (حمير) قضاعة ومن قضاعة جهينة وبلي وكلب وبهراء وتنوخ ونهد ومهره وجرم، ومن (كهلان) جذام ولخم وكنده وطيء ومذحج والأزد وهمدان وبنو صداء وخولان وأنمار أما الأشعريون وعمرو وعامله فلم تتفرع إلى كثير من الفروع والمشهور لدى علماء التاريخ والأنساب أن الأشعريين بقوا في اليمن... أما بقية القبائل فنزحت منها إلى الجزء الشرقي والشمالي من الجزيرة، فالأزد هاجر قسم منهم إلى عمان وقسم إلى الحجاز، وطيء نزلت عند جبلي أجأ وسلمى، وجهينة سكنت منطقة تمتد من ينبع إلى عقبة أيلة، ومن الأزد قسم نزل بيثرب وهم الأوس والخزرج ومنهم قسم نزح إلى الشام وهم غسان، ونزحت إلى الشام أيضا عاملة، أما لخم فسكنت العراق، وأما جذام فتفرقوا في الديار وكان قسم كبير منهم بالشام." الرواية المنقولة وهى غير صحيحة النسبة للنبى(ص) لكونها من علم الغيب الذى لا يعلمه النبى(ص) تقول أن الرجل أنجب عشرة ومع هذا فالنسابون وأهل التاريخ يقوون كما نقل الرجل فى الفقرة خمسة وكله كلام لا يمكن لأحد لأن يعلمه لكون من الغيب الماضى فحتى الله عندما أخبر نبيه (ص) حكى له البعض ولم يقص البعض الأخر فقال "ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك" وأهل التاريخ والنسابون جاهلون أهل كذب قمثلا قصة نوح(ص) لم تكن معلومة لأحد من الناس علما صحيحا صادقا حتى عصر النبى(ص)حتى أنولها الله فقال "تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا" ثم تحدث عن القبائل العدنانية فقال : "في الوقت الذي كانت تتحرك فيه القبائل القحطانية في هجرتها الكبرى كان منتشرا في القسم الشمالي من الجزيرة العربية ما يسمى - بالقبائل العدنانية - وهي التي تنحدر من عدنان، وعدنان من ولد إسماعيل بن إبراهيم الخليل (ص) فأبو العدنانيين بالإجماع هو إسماعيل (ص)الذي نشأ في كنف جرهم إحدى القبائل العاربة القديمة، وصاهرهم، وإبراهيم (ص) من البابليين، من العراق، وأم إسماعيل (هاجر) من مصر، فكأنما أراد الله عز وجل لحكمة عظيمة أن يغذي أصول العدنانيين بكل ذلك، ثم يشاء أن يكمل صهرهم وتهذيبهم باختلاطهم بالقحطانيين بعد الهجرة الكبرى.. ولكن من هو أبو القحطانيين؟ هل هو إسماعيل نفسه؟ هذا هو رأي بعض علماء الأنساب والمحدثين: أن عدنان وقحطان كلاهما من ولد إسماعيل، ومن هؤلاء الزبير بن بكار، وابن إسحاق، وابن حجر العسقلاني، وعلى هذا القول يتخرج قول النبي (ص)لناس من أسلم: "ارموا بني إسماعيل" والمعروف أن أسلم من قبائل الأنصار، والأنصار قحطانيون، وكذلك قول أبي هريرة للأنصار بعد أن روى قصة إبراهيم عليه الصلاة والسلام وزوجه سارة: "فتلكم أمكم يا بني ماء السماء". لكني لا أرى في قوله (ص)المذكور ولا في قول أبي هريرة ما يدل على أن القبائل القحطانية من نسل إسماعيل لاحتمال أن يكون داخل قبيلة أسلم المخاطبين في الحديث من الخلاف في أصلهم مثل ما داخل غيرها من القبائل التي اختلف في نسبتها إلى القحطانيين أو العدنانيين، هذا مع أنه روى ابن عبد البر من طريق القعقاع بن أبي حدرد أن النبي (ص)مر بناس من أسلم وخزاعة وهم يتناضلون فقال: "ارموا بني إسماعيل" فيكون في الخطاب تغليب لخزاعة وفيها خلاف هل هي عدنانية أم قحطانية، وروى أحمد والبزار والطبراني عن عائشة أنه كان عليها رقبة من ولد إسماعيل فجاء سبي من خولان فأرادت أن تعتق منهم فنهانا النبي (ص)ثم جاء سبي من مضر من بني العنبر فأمرها أن تعتق منهم، وفي لفظ أنه (ص)قال: "من كان عليه محرر من ولد إسماعيل فلا يعتق من حمير أحدا". وفي هذا دلالة واضحة أن القحطانيين لا ينحدرون من إسماعيل (ص)." الرجل ينفى هنا كون قحطان وعدنان من ولد إسماعيل(ًص) وهو لا يعترف بالروايات التى نقلها لأنه بعضها يثبت كونهما من رجل واحد وبعضهما ينفى القرابة وهو كلام لا دليل عليه من الوحى فلا وجود لعدنان ولا قحطان فى الوحى إنما هو ضرب من الخبل الذى لا يعلم حقيقته سوى الله كما أن بعض الروايات المذكورة فى العتق تدل على الشعوبية والعنصرية ولا يمكن لأن يقولها الرسول(ص)خاصة أن القرآن عندما يذكر العتق لا يحدد نسب المعتقين وإنما جعلها نصوص عامة عدا نص أو اثنين طلب فيهما عتق العبيد والإماء المسلمين فقط قبل عتق أى عبيد أو إماء على أديان أخرى ثم تحدث عن أصول القبائل العدنانية فقال: "تنحدر القبائل العدنانية من نزار بن معد بن عدنان ولذلك يقال: كل عدناني فهو نزاري ومن نزار تفرعت القبائل العدنانية وهيمضر) ومنها قيس عيلان التي تتفرع إلى بطون هي: بنو غطفان،و*****، وسليم، وعدوان، (ربيعة) ومنها أسد ووائل، ومن أسد: عنزه، وجديلة، وعميره، ومن وائل: بكر وائل، وتغلب، (خندف) : ومن أشهر عمائرها هذيل (كنانة) : ومن عمائرها بنو مدلج، وقريش، (قريش) وهي أشهر القبائل العدنانية وترجع كما ذكرت إلى كنانة: روى مسلم في صحيحه والترمذي وأحمد من حديث واثلة بن الأسقع أنه سمع رسول الله (ص)يقول: "إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشا من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم". قال ابن عبد البر: فقريش عمارة رسول الله (ص)، وكنانة قبيلته وعبد مناف بطنه." بالقطع هذا الكلام لا دليل عليه والرواية التى استشهد بها رواية تخالف القرآن فالله لا يصطفى كفارا فبنو هاشم مثلا طبقا للتاريخ كان الكثير منهم كفرة مشركين كعبد المطلب وعبد العزى المعروف باسم أبى لهب وأبو طالب والعديد قتل منهم ككفار فى الغزوات الأولى وإنما يصطفى الله رسلا كما قال تعالى "الله يصطفى من الملائكة رسلا ومن الناس" ثم تحدث أبو مجاهد عن لغة العرب فقال: "اللغة هي القدرة على تسمية الأشياء، وقد أخبر عز وجل أنها مما فضل به آدم (ص)فقال عز وجل: "وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون} فهذه الآيات تشير إلى أن اللغة تعلمها آدم من ربه عز وجل فيحتمل أن يكون ذلك تم بطريق الوحي فتكون اللغة حينئذ توفيقية ولكنني لا أرى في الآية ما يدل بوضوح على ذلك، إذ أن لفظة (علم) ليست صريحة في الوحي ويمكن أن يكون ذلك قد تم بطريق آخر، وهو أنه عز وجل خلق في آدم القدرة على تسمية الأشياء ومعرفتها والإشارة إلى أشخاصها بأسمائها وألهمه ذلك إلهاما لا عن طريق الوحي المباشر، ولا شك أن {الأسماء} في الآية يراد بها أسماء الأشياء حيث أردفها بقوله: {كلها} فلا معنى لحصرها في أشياء مخصوصة، إذ لا مزية حينئذ لآدم يستحق بها التفضيل على الملائكة أن يعلمه الله أسماء عدد مخصوص من الأشياء فالملائكة كذلك جبلهم الله على تسبحه وذكره ففعلوا، لكن المزية التي تستحق هذا الذكر والثناء هي تلك القدرة على تسمية الأشياء والتعرف عليها بتلك الأسماء فلما طلب من الملائكة أن تسمى لكل ما تراه من الموجودات اسما لم تكن قادرة على ذلك فعلمت أن الله اختص هذا المخلوق الجديد الكريم دونها بما جعله أهلا للخلافة في الأرض، وهذا التفسير مروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "علمه اسم كل شيء حتى القصعة والقصيعة". هذه اللغة التي تعلمها آدم ونطق بها هي اللغة (الأم) ، ولا جدوى من أن نقول إنها كانت العربية أو العبرانية أو السوريانية لأن هذه اللغات وغيرها عبارة عن فروع امتدت وتكونت على مر العصور وتعاقب الأجيال من ذرية آدم، فكلها تعود إلى تلك اللغة الأم ولا تعود هي إلى واحدة منها ولذلك فإن الجهد الذي صرفه بعض العلماء لإثبات أن أول من تكلم بالعربية آدم، أو نوح، أو سام، أو جبريل كما يروى عن كعب الأحبار، هو جهد عقيم مبني على التخمين، أو على أخبار الإسرائيلية التي لم تثبت، فلا يثبت بها حكم ولا خبر.." الخبل هنا هو أن الرجل يقول أنه لا يجد فى قوله "علم آدم الأسماء كلها دليل على توفيقية اللغة وهو قوله" فتكون اللغة حينئذ توفيقية ولكنني لا أرى في الآية ما يدل بوضوح على ذلك، إذ أن لفظة (علم) ليست صريحة في الوحي ويمكن أن يكون ذلك قد تم بطريق آخر" والرجل هنا تناسى قوله تعالى " خلق الإنسان علمه البيان" فهل يريد أصرح من هذا" وتحدث أبو مجاهد ضاربا بكلام الله عرض الحائط فقال : "وقد سبق أن بينا في أول البحث أن الناس تناسلوا من أولاد نوح الثلاثة، الذين ترجع إليهم أصول الأمم بنص الحديث عن رسول الله (ص)وأحدهم (سام ونوح) ، إليه تنسب (اللغة السامية) التي نطق بها ثم انتقلت إلى نسله من بعده..ومع تكاثر (السامين) وتفرقهم في أنحاء مختلفة متباعدة من الأرض بدأت هذه اللغة تختلف لهجاتها وتتحول إلى عدد من اللغات، وهكذا كانت نشأة اللغات السامية.. وغيرها: وعلماء اللغات يقسمون اللغات ثلاث فصائل: - الفصيلة الحامية السامية. - الفصيلة الهندية الأوربية. - الفصيلة الطورانية. أما (الحامية السامية) - وهي الفصيلة التي تعنينا في هذا البحث - فتحتوي على مجموعتين من اللغات: أ- اللغات السامية: وهي الآشورية، والبابلية، والآرامية، والكنعانية - ويراد بها العبرية - والفنيقية - ثم العربية، والحبشية. ب - اللغات الحامية: وهي المصرية، والبربرية، واللغات الكوشيتية. والذي يظهر - والله أعلم بالحقيقة - أن اللغات السامية في بداية نشأتها كانت متقاربة جدا كما أسلفنا، حتى إنه ليمكن القول إنها كانت عبارة عن لهجات للغة واحدة. والدارس لهذه اللغات يستطيع أن يلحظ التشابه الشديد بينها، إذ أن أصحاب تلك اللغات كانوا عبارة عن أبناء أمة واحدة تفرقوا في منطقة المثلث (العراق، والشام، ووادي النيل، واليمن وحضرموت) واستوطنوا أنحاء بين هذه المنطقة على مدى حقب التاريخ وأنشأوا ممالك وحضارات واختلط كل قسم منهم بمن جاوره فتأثر به واستفاد منه، وهذا من أهم العوامل لاختلاف اللهجات واللغات وأحيانا لتلاشيها وضعفها، ولذلك فإن كثيرا من الباحثين يعتبر (العربية، والسوريانية، والآشورية، والآرامية، والكنعانية) لهجات للغة واحدة، ثم تمايزت بشكل كبير جعلها تتحول على مدى الأزمنة إلى لغات، والذي حمل هؤلاء على هذا الرأي وجود مفردات متشابهة بمقدار كبير في هذه اللغات. البقية https://arab-rationalists.yoo7.com/t1087-topic#1303 | |
|