نقد كتاب عدة المجاهد
الكتاب من إعداد ونشر الوحدة الثقافية المركزية وهو عبارة عن دروس فى الجهاد ومع كونه موضوعها الجهاد إلا الوحدة أبت إلا أن تخلط الأوراق وتتكلم عن الولى المزعوم وكان الدرس الأول هو فضل الجهاد وفيه عرفت الجهاد ووجوب الجهاد فقالت:
"الدرس الأول فضل الجهاد:
يقول تعالى»يا أيها الذين امنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون باللّه ورسوله وتجاهدون في سبيل اللّه بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون«.
معنى الجهاد:
الجهاد في اللغة مأخوذ إما من الجُهد )بالضم( وهو الوسع والطاقة، ومعناه أن يبذل المجاهد ما لديه من الطاقة والوسع ويصرفها في سبيل اللّه تعالى وإما من الجَهد )بالفتح( وهو التعب والمشقة، ومعناه أن يكابد المجاهد الأمور الشاقة في سبيل اللّه تعالى، فهو كل عمل مصحوب بمشقة وعناء والمعنى الشرعي للجهاد ينصرف إلى قتال الظالمين والمنحرفين عن الحق، ويهدف إلى إقامة العدل وحفظ شعائر الدين والإيمان، ومن شؤون ذلك الدفاع عن بلاد الإسلام والتصدي لكل عدوان يرد عليها.
وجوب الجهاد:
وقد نصر اللّه دينه وأيد رسوله (ص)بأن أوجب الجهاد في سبيله فقال جل ثناؤه: »كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم«وأكد علي بطل الجهاد في الإسلام مدلول هذه الاية بقوله: »الجهاد فرض على جميع المسلمين لقول اللّه تعالى: »كتب عليكم القتال«.
وقال تعالى: »يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير«
وقال تعالى: »انفروا خفاقا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل اللّه ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون وقد فسرت الآية »انفروا خفافاً وثقالاً« بتفاسير عدة هي: سواء كان الخروج سهلا أم صعبا، أو سواء توفرت الوسيلة للخروج كالخيل والإبل أم لم تتوفر الوسيلة كأن يكون راجلاً، أو سواء كنتم فقراء أم أغنياء، أو سواء كنتم شباباً أم شيوخاً ويستفاد من هذا التفصيل »خفافاً وثقالاً« أن الجهاد ضرورة على كل حال."
الخطأ فى فقرة وجوب الجهاد كونه مفروض على كل المسلمين وهو ما يتنافى مع تقسيم المسلمين لمجاهدين وقاعدين فى قوله تعالى "لا يستوى القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر والمجاهدون فى سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة"
الجهاد ليس مفروضا على النساء ولا على الولدان وإنما مفروض على بعض المسلمين وهم الراغبون فيه القادرون عليه ولا يمكن ان تكون الأمة كلها جيشا وإنما ألأمة منها المرضى ومنها الساعون على الأرزاق وهم كل من يعملون في الصناعة والزراعة والتجارة وفى هذا قال تعالى" علم أن سيكون منكم مرضى وأخرون يضربون فى الأرض يبتغون من فضل الله وأخرون يقاتلون فى سبيل الله"
ثم حدثتنا الوحدة عن منزلة الجهاد فقالت:
"منزلة الجهاد في الإسلام
أولى الإسلام الجهاد عناية خاصة، وأشارت الكثير من النصوص الشرعية إلى فضله وأهميته، وخلاصة ما يمكن أن يستفاد منها أن الجهاد هو:عماد الدين
عن أمير المؤمنين : »الجهاد عماد الدين، ومنهاج السعداء«.
قمة الإسلام
عن الصادق : »أصل الإسلام الصلاة، وفرعه الزكاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل اللّه«.
ركن الإيمان عن أمير المؤمنين : »للإيمان أربعة أركان: الصبر واليقين والعدل والجهاد«.
أشرف الأعمال وهو قوام الدين:
عن أمير المؤمنين : »إن الجهاد أشرف الأعمال بعد الإسلام، وهو قوام الدين«.
لماذا أعطي الجهاد كل هذه الأهمية؟
الإسلام دين واقعي، ينطلق من الفطرة الإنسانية في معالجة القضايا الفردية والإجتماعية، ويتعامل مع قضايا المجتمع البشري على أساس السير العقلائي الذي يوجّه تصرفاتهم ومسالكهم. وعلى هذا الأساس فقد أولى الإسلام أهمية خاصة للجهاد بسبب ما يتوفر عليه من دعامة قوية وركيزة هامة للدين، وقد أشارت بعض الروايات إلى هذه الحقيقة:
عن الإمام الباقر: »الجهاد الذي فضله اللّه على الأعمال.. لأنه ظهر به الدين، وبه يدفع عن الدين«.
وفي الحديث: »إن الجهاد أشرف الأعمال بعد الإسلام، وهو قوام الدين، والأجر فيه عظيم مع العزة والمنعة..«.
ويستفاد من هاتين الروايتين أن أفضلية الجهاد ناشئة من كونه:
1 به يدافع عن الدين.
2 به ينتصر الدين.
3 به عزة الدين ومنعته.
4 به يفوز المؤمنون بالثواب العظيم."
قطعا الجهاد أفضل العمل لأنه فضل أهله على غيرهم درجة فى الدنيا ودرجة فى الأخرة ففى درجة الاخرة قال:
"فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة"
وأما حكاية كونه ركن أو اصل وغيره هذا مما قسموا الدين غليه في الروايات فلا أساس له ولا معتمد لأن كل حكم في الإسلام هو ركن منه وهو بالآلاف وليس عدة أركان أو أصول
ثم حدثونا عن منزلة المجاهد فقالوا:
"منزلة المجاهد:
الجهاد هو كرامة من اللّه تعالى اختص بها عباده الصالحين، وميزهم بها عن غيرهم من بني البشر، وقد صرّحت الايات والروايات بفضل المجاهد ومنزلته عند اللّه، نذكر منها التالي:
المجاهد مفضّل عند اللّه:
مدح اللّه تعالى عباده المجاهدين في أكثر من موضع من كتابه العزيز جاعلاً الأفضلية لهم على غيرهم من القاعدين فقال عز وجل: »لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل اللّه بأموالهم وأنفسهم، فضل اللّه المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد اللّه الحسنى، وفضل اللّه المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما درجات منه ومغفرة ورحمة وكان اللّه غفورا رحيما«
وأشارت الاية إلى أنه لا ينبغي للمجاهدين أن يقنعوا بالوعد الحسن الذي يتضمنه قوله: »وكلا وعد اللّه الحسنى« فيتكاسلوا عن الجهاد في سبيل اللّه فإن فضل المجاهدين على القاعدين بما لا يستهان به من درجات الكمال إضافة إلى المغفرة والرحمة."
الآية المذكورة دلت على كون درجة المجاهدين أعلى من القاعدين فى الجنة وهناك آية أخرى تقصر اختيار أصحاب المناصب على المجاهدين فقط فى الدنيا وهى قوله تعالى" لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا"
ثم قالت الوحدة:
"الأقرب إلى درجة النبوة:
في الخبر: »أقرب الناس من درجة النبوة أهل العلم والجهاد«.
يباهي اللّه به ملائكته:في الخبر »إن اللّه عز وجل يباهي بالمتقلد سيفه في سبيل اللّه ملائكته«."
الرواية لا اصل لها حيث يصور الله مثل المخلوقات يباهى غيره وهو ما يخالف قوله بسورة الشورى "ليس كمثله شىء "زد على هذا أن المباهى يهدف لإغاظة من يباهيهم والملائكة هنا ليست أعداء لله أو منافسين له حتى يغيظهم وهو ما لم يحدث ولن يحدث لأنه لعب عيال
ثم حدثونا عن كون المجاهد حبيب الله فقالوا:
"حبيب اللّه:
عن النبي (ص)أنه قال: »ما من خطوة أحب إلى اللّه من خطوتين: خطوة يسد بها المؤمن صفا في سبيل اللّه، وخطوة إلى ذي رحم قاطع"
الرواية هن لا أصل لها فكل خطوة فى الخير هى أحب إلى الله
ثم قالوا:
"ثواب المجاهد:
للمجاهد عند اللّه تعالى أجر عظيم وثواب مضاعف تعرضت لذكره وبيانه الكثير من الايات الكريمة والروايات الشريفة، وفي بعضها ورد أنه لا يوجد عمل كعمل المجاهد: فعن رسول اللّه (ص)أنه قال »ما أعمال العباد كلهم عند المجاهدين في سبيل اللّه إلا كمثل خطّاف أخذ بمنقاره من ماء البحر«.
وقد تعرضت النصوص الشريفة لبعض عناوين الثواب نذكر منها:
تغفر جميع ذنوبه:
قال تعالى: ».. وفضل اللّه المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما درجات منه ومغفرة ورحمة وكان اللّه غفورا رحيما«
وقال الإمام الباقر: »ومن ذلك ما ضيع الجهاد الذي فضله اللّّه على الأعمال وفضل عامله على العمال تفضيلا في الدرجات والمغفرة والرحمة..«.
وهذا التفصيل في الدرجات يفوق كثيرا الأعمال العبادية التي يقوم بها الإنسان، فقد روي أن رجلاً أتى جبلاً ليعبد اللّه فيه، فجاء به أهله إلى الرسول (ص)فنهاه عن ذلك، وقال: »إن صبر المسلم في بعض مواطن الجهاد يوماً واحداً خير له من عبادة أربعين سنة«.
تصلي الملائكة عليه:
في الخبر: »إن اللّه تعالى يباهي بالمتقلد سيفه في سبيل اللّه ملائكته وهم يصلون عليه ما دام متقلده«.
يضاعف ثواب عمله:
وعنه (ص): »صلاة الرجل متقلدا بسيفه تفضل على صلاته غير متقلد بسبعمائة ضعف«."
ما ذكرته الوحدة من روايات باطل لا أصل كرواية المباهاة التى سبق ذكرها بألفاظ أخرى وتناولنها بالنقد ورواية أجر صلاة المجاهد تخالف فى الثواب قوله تعالى " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
فالصلاة من أى مسلم لها نمفس الثواب إنما فضل الثواب فى الجهاد
مهر المجاهدين الجنة:
يقول رسول اللّه (ص): »للجنة باب يقال له باب المجاهدين، يمضون إليه فإذا هو مفتوح وهم متقلدون بسيوفهم والجمع في الموقف والملائكة ترحب بهم«.
ويقول علي : »الجهاد باب من أبواب الجنة فتحه اللّه لخاصة أوليائه«.
ويقول الإمام الباقر في بيان فضل الجهاد: ».. وبه اشترى اللّه المؤمنين بأنفسهم وأموالهم بالجنة بيعاً مفلحاً منجحاً«."
والخطأ فى الفقرة وجود باب للمجاهدين فى الجنة حيث تتعارض هذه الخرافة مع أن المسلمين يدخلون الجنة من أى باب مصداق لقوله بسورة ص"جنات عدن لهم مفتحة الأبواب " ثم إذا كان هناك باب لكل نوع من العمل الصالح فمعنى هذا هو أن المسلم سيدخل الجنة من باب ثم سيخرج منها ليدخل من باب أخر وهكذا حتى تنتهى أبواب الأعمال وقطعا هذا يخالف مع أن من يدخل الجنة لا يخرج منها أبدا
ثم قالوا:
"موقعهم في الجنة:
قال رسول اللّه (ص): »حملة القران عرفاء أهل الجنة، والمجاهدون في سبيل اللّه قوادهم، والرسل سادة أهل الجنة«(.
في الخبر: »إن اللّه كتب القتل على قوم والموت على اخرين، وكل اتيه منيته كما كتب اللّه له، فطوبى للمجاهدين في سبيله، والمقتولين في طاعته«"
الروايات المذكورة تخالف كتاب الله فالمجاهدون هم ألأعلى درجة فى الجنة والخطاء فى الروايات هى :
الأول وجود سيادة فى الجنة يناقض كون المسلمون كلهم اخوة كما قال تعالى" أخوانا على سرر متقابلين"
وكان الدرس الثانى بعنوان الإعداد وفيه قالت الوحدة:
"الدرس الثاني:
الإعداد العقائدي:
يقول تعالى:
»يا أيها الذين امنوا اتقوا اللّّه، وابتغوا إليه الوسيلة، وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون«.
يتوجه الأمر بالجهاد في هذه الاية الكريمة إلى »الذين امنوا« وهم صنف خاص من الناس خاطبهم اللّه سبحانه في أكثر من مورد من كتابه العزيز بأجمل خطاب، ووصفهم بأشرف الصفات والأحوال، وبيّن بذلك ما لهم من الفضل العميم والأجر العظيم عنده.
وفي اية القتال عرفهم تعالى بأنهم الذين يقاتلون في سبيل اللّه »إن اللّه اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل اللّه فيقتلون ويقتلون..«
ولأنهم قاموا للّه وقاتلوا في سبيله، فقد جعل البشارة لهم في الاية السالفة الذكر: ».. فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به.. وبشر المؤمنين« والإيمان الذي اعتبره اللّه تعالى أساساً في المجاهدين في سبيله هو صفة عقائدية اختصها اللّه تعالى بفئةٍ من الأمة الإسلامية دون غيرها من الأمم، ففي القران ورد خطاب المؤمنين بلفظة »يا أيها الذين امنوا« في نحو 98 موضعاً، وأما الأمم السابقة فعبّر عنها بصفات أخرى مثل: أصحاب وقوم وبني... كقوله تعالى: »قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة..« وقوله: أصحاب مدين.. وبني إسرائيل، فالتعبير بلفظة الذين امنوا مما يختص التشرف به بهذه الأمة بل ببعضها.
وإذا كان الخطاب بالجهاد للذين امنوا وتشرفوا بهذا الخطاب فحرّيّ ٌ بنا ان نتعرَّف على صفات هؤلاء وعلاماتهم.
علامات المؤمنين:
نعرض بعض علاماتهم الأساسية التي عرضها القران الكريم فهم:
1 يؤمنون باللّه:
قال تعالى »إنما المؤمنون الذين امنوا بالله...«
2 يؤمنون برسول الله (ص):وللاية السابقة تتمة ففيها »إنما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله«.
والإيمان بالرسول يتضمن الإيمان بالقران الكريم وبرسالات الأنبياء السابقين وهذا ما أكده تعالى بقوله: »الذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك...«
والإيمان برسول الله (ص)ليس حالة قلبية فحسب، بل له ترجمة عملية وهي عدم التحرك إلا بإذنه؛ إذ هو القائد الإلهي لمسيرة الإنسانية لذا قال تعالى في مقام تعريفه للمؤمنين »إنما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله، وإذا كانوا على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه، إن الذين يستأذنونك أولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله«
3 يؤمنون بالاخرة
ففي تكملة للاية سبقت قال تعالى »الذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالاخرة هم يوقنون«
ويُمكن أن تجمع هذه الصفات بصفة تعمها تكرَّرت في القران الكريم وهي صفة الإيمان بالغيب.
قال تعالى: »الذين يؤمنون بالغيب«
دور الإيمان في بناء المجاهد:
وقد توجَّه الأمر بالجهاد للمؤمنين لما للإيمان من دور أساس في صياغة شخصية المجاهد في سبيل الله فالمؤمن بالغيب يوقن بأن الله تعالى له ملك كل شي ء وهو السبب الحقيقي للوجود كله حدوثاً وبقاء وبيده الاحياء والإماتة.
قال تعالى: »إن الله له ملك السموات والأرض يحيي ويميت وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير«
وعليه فالمؤمن المجاهد يوقن بأن:
1 النصر من عند الله
قال تعالى: »وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم«
وهذا يعني ان الكثرة العددية وقلة العدد والعتاد ليست هي الميزان للنصر والهزيمة بل تعلق المجاهدين بملك السموات والأرض هو اساس النصر في معركة الجهاد فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله.
وهذا ما حكاه القران لنا في قصة طالوت وجالوت.
وما تكرَّر في غزوة بدر حيث قال تعالى: »وقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة«
بينما في واقعة حنين لم يكن الأمر كبدر بسبب إعجاب قسم من المسلمين بكثرتهم مما سبب ضعفاً في اعتمادهم على الله تعالى قال تعالى: »ويوم حنين إذا أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً ثم ولَّيتم مدبرين«
2 ان الله يثبِّت المجاهدين المؤمنين:
قال تعالى: »إذ تستغيثون ربًّكم فاستجاب لكم، اني ممدُّكم بألف من الملائكة مردِفين، وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم، وما النصر إلا من عند الله، إن الله عزيز حكيم«
3 أن الله يُرعب ويهزم أعداءه:
قال تعالى »سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب..«
وقال تعالى: »فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكنّ َ الله رمى«
4 ان القتل في ساحة الجهاد فوز عظيم:فقد اخبرنا القران الكريم ان المقتول في سبيل الله حي يرزق فقال تعالى »ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون« بل ورد في روايات أهل العصمة ما يوجب عشق الشهادة لأنها تكفِّرِ الذنوب وتظلل الشهيد بأجنحة الملائكة وتستحضر الحور العين وتوجب الجنة.
وأخيراً:
إذا كان هذا هو دور الإيمان نعرف السرَّ في أمر الله بالجهاد للذين امنوا."الخطأ فى هذا الكلام هو نزول الملائكة الأرض لتظليل الشهداء بأجنحتها وهو يخالف أن الملائكة فى السماء تخاف من نزول الأرض لعدم اطمئنانها فيها وفى هذا قال تعالى بسورة النجم "وكم من ملك فى السموات "وقال بسورة الإسراء "قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا ".
وكان الدرس الثالث هو الإعداد الروحى حيث قالت الوحدة:
"الدرس الثالث:
الإعداد الروحي:
يقول تعالى»يا أيها الذين امنوا اتقوا اللّّه، وابتغوا إليه الوسيلة، وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون«.
يأمر المولى عز وجل في هذه الآية الكريمة قبل الأمر بالجهاد في سبيله بتحصيل التقوى فنحتاج إلى معرفة حقيقة التقوى وأهميتها، ودورها في بناء النفس، وعلاقة الجهاد بها.
منزلة التقوى:
التقوى هي روح الإسلام، وأساس الإيمان، وأحد الأهداف الكبرى لبعثة سيد الأنام (ص)، فلا عجب أن تحوز هذه الخصلة اهتماما بالغا في النصوص الشرعية.
1 هي ميزان التفاضل:
لم يعترف الإسلام بالمبدأ العرقي أو السلطة أو الجاه أو المال كمعيار وأساس للتفاضل بين البشر، بل جعل معيار التفاضل التقوى: قال تعالى »يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند اللّه أتقاكم«.وقال رسول اللّه (ص)في خطبة الوداع: »ألا لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى إن أكرمكم عند اللّه أتقاكم«.
2 هي غاية العبادة:
جعل اللّه تعالى العبادة غايةً للخلق: »ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون«
وجعل التقوى غايةً للعبادة »يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون«
3 هي شرط القبول:
قال تعالى في مقام اشتراط قبول الأعمال بالتقوى: »إنما يتقبل اللّه من المتقين« وكل عبادة أو عمل غير مؤسس على التقوى فهو هباء منثور، لقوله عز وجل: »أفمن أسس بنيانه على تقوى من اللّه ورضوان خير أمن أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم«
معنى التقوى:
التقوى بحسب اللغة والعرف هي التحفظ عن الوقوع في المكروه، وصون النفس عن المكاره.
واما بحسب الشرع فالتقوى عبارة عن ملكة نفسانية تصدّ النفس عن الوقوع في المعاصي والمحارم، وتحجزها عن تقحم الشبهات، وتحملها على الطاعات.
مراتب التقوى:
للتقوى مراتب، أدناها يبدأ من:
1 ترك الحرام:وهذه المرتبة هي التي أرادها الإمام الصادق لما سئل عن التقوى فقال: »لا يفقدك اللّه حيث أمرك، ولا يراك حيث نهاك«.وهناك مرتبة أعلى للتقوى، هي:
2 ترك غير الحرام حذراً:وقد أشار إليها رسول اللّه (ص)بقوله: »لا يبلغ العبد حقيقة التقوى حتى يدع مالا بأس حذرا مما به البأس«ومن جميل ما ورد في الاحتياط في أمور الدين ما ذكره بعض العابدين حينما سئل عن التقوى فقال: هل دخلتم أرضا فيها شوك؟ فقيل نعم، فقال: كيف تعمل وما تصنع؟ قيل: نتوقى ونتحرز، فقال: إصنعوا في طريق الدين كذلك، فتوقوا عن المعاصي، كما يتوقى، الماشي رجله من الشوك.
علامات المتقي:
ورد للمتقي علامة هي انه لو وضع عمله على طبق مكشوف ويدور به على العالمين، لم يكن فيه ما يستخفي به، ويستحيى منهة وهذا يدل على الثبات الروحي للمتقي الذي لا يزلزله تدخل الناس.
اثار التقوى:
ذكرت للتقوى اثار كثيرة وبركات جمّة تكاد تفوق حد الإحصاء، نذكر منها ما يلي:
1 المتقي في ضمان اللّه وأمانه:
قال تعالى: »ومن يتق اللّه يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب«
وعن النبي (ص): »لو أن السموات والأرض كانتا رتقا على عبد ثم اتقى اللّه لجعل اللّه له منهما فرجا ومخرجاً«.ومن وصية الإمام الصادق الى رجل من أصحابه: »فاني أوصيك بتقوى اللّه عز وجل، فان اللّه قد ضمن لمن اتقاه أن يحوله عما يكره الى ما يحب، ويرزقه من حيث لا يحتسب«وعنه : »من اعتصم باللّه بتقواه عصمه اللّه، ومن أقبل اللّه عليه وعصمه لم يبال لو سقطت السماء على الأرض، وإن نزلت نازلة على أهل الأرض فشملهم بلية كان في حرز اللّه بالتقوى من كل بلية، أليس اللّه تعالى يقول: »إن المتقين في مقام أمين««.
2 التقوى واصلاح العمل:
قال تعالى: »يا أيها الذين امنوا اتقوا اللّه وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم« وعن أمير المؤمنين : »أوصيكم بتقوى اللّه الذي ابتدأ خلقكم وإليه يكون معادكم.. فان تقوى اللّه دواء داء قلوبكم، وبصر عمى أفئدتكم، وشفاء مرض أجسادكم، وصلاح فساد صدوركم، وطهور دنس أنفسكم وجلاء غشاء أبصاركم، وأمن فزع جأشكم، وضياء سواد ظلمتكم«.
3 العز في ظل التقوى:
عن الصادق قال: »من أخرجه اللّه من ذل المعصية الى عز التقوى أغناه اللّه بلا مال، وأعزه بلا عشيرة، وانسه بلا بشر، ومن خاف اللّه عز وجل أخاف اللّه منه كل شي ء، ومن لم يخف اللّه عز وجل أخافه اللّه من كل شي ء«.
4 الحفظ من الأعداء:
قال تعالى: »وان تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً«
5 غفران الذنوب
قال تعالى: »أن اعبدوا اللّه واتقوه وأطيعون، يغفر لكم من ذنوبكم«
6 الجنة لأصحاب التقوى:
قال اللّه تعالى: »لكن الذين اتقوا ربهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نزلا من عند اللّه وما عند اللّه خير للابرار« وعن النبي قال: »أكثر ما يدخل به الجنة تقوى اللّه وحسن الخلق«.
التقوى في ساحة الجهاد:
أمر الله تعالى بالتقوى قبل الجهاد في سبيل اللّه ليدل على ان الحركة الجهادية لا يراد منها تحقيق النتائج الدنيوية كيفما حصلت، بل لا بد أن تكون ضمن الأسس الربَّانية التي أولها الإيمان وثانيها التقوى لذا خاطب اللّه المؤمنين وأمر بالتقوى ثم بعد ذلك أمرهم بالجهاد.
والتقوى لها دور أساس في ساحة الجهاد:
1 فهي الضمان الإلهي للحفظ من الأعداء ورد كيدهم يقول تعالى: »وإن تصبروا وتتقوا لا يضرّكم كيدهم شيئاً«وهذا ما يولِّد الاطمئنان لدى المجاهد في عمله الجهادي.
2 وهي التي تثبت المجاهد وإن كان وحيداً في وسط المعركة لا ينسى أن يشعر بقرب اللّه وانسه به لان »من أخرجه الله الى عزِّ التقوى... انسه بلا بشر« كما ورد عن الإمام الصادق .
3 وأخيراً هي التي من خلالها يشعر المجاهد انه يُقدِّم لله تعالى وان اللّه يتقبل عطائه فإن وصل الى الشهادة كان في مقام أمين لأنه »انما يتقبل الله من المتقين« و»إن المتقين في مقام أمين«."
كلام سليم فيما عدا التالى :
الأول اعتبار التقوى جزء من الإسلام وإنما إسلام الشخص لأنها تعنى خوفه من الله ومن ثم طاعته لكل أوامر الله ونواهيه ومن ثم فالجهاد ليس شىء والتقوى ليست شىء لأن الجهاد هو جزء من تقوى المجاهدين
الثانى كون التقوى مرتبتين ترم الحرام وترك غير الحرام حذرا وهو كلام لا أساس له لأن ترك غير الحرام هو تحريم لما أحل الله وهو ما عاتب الله فيه نبيه(ص) قائلا" لم تحرم ما أحل الله لك"
ولأن الله منع تحريم ما أحل فقال :
"قل من حرم زينة الله التى أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هى للذين أمنوا فى الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة"
فالتقوى لا تكون بترك المباحات التى أحلها وإنما نوع التقوى هما تقوى المجاهد وهو الشد تقوى وتقوى القاعد وهو الأقل تقوى
ثم أتتنا الوحدة بما لا وجود له في كلام الله وهو الإعداد الولائى والمراد به موالاة الغائب وهو رجل زعموا أنه موجود ولا أحد يعرف أين هو ولا هو حى أو ميت وإنما هى نفس أكذوبة المهدى والمخلص والفادى اخترعها الحكام الكفرة حتى يسكت الناس على ظلمهم تحت اعتقاد وهمى أنه وحده القادر على تغيير الظلم والسؤال إذا في حياته المعروفة لم يقدر على تغيير الظلم الواقع عليه هو والعائلة فهل يقدر بعد غيبته المزعومة على تغيير الظلم
المقولة يكذبها كون التغيير جماعى كما قال تعالى " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"ومن ثم لن نناقش هذا الدرس الرابع لكونه باطل لا أصل له وإنما أراد القوم جمع الدنيا عن طريق هذا المعدوم الذى لا وجود له
قالت الوحدة:
"الدرس الرابع:
الإعداد الولائي:
يقول تعالى:
»يا أيها الذين امنوا اتقوا اللّّه، وابتغوا إليه الوسيلة، وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون«.
يرسم القران الكريم في هذه الاية المعالم المطلوبة في شخصية المجاهد قبل أمره بالجهاد.
فكان المَعْلَم الأول هو الإيمان، لذا خصّ َ اللّه تعالى الخطاب بالذين امنوا وكان المعلم الثاني هو التقوى، لذا أمر اللّه بها عقيب الخطاب وقد مرَّ الكلام عن هذين المعلمين وبقي المعلم الثالث وهو ابتغاء الوسيلة، فما المراد منها:
المراد من الوسيلة:
والمراد بالوسيلة التي أمر اللّه تعالى ابتغاءها إليه هي القيادة الإلهية التي أمر اللّه بطاعتها والانقياد إليها. لذا ورد في تفسير القمي »وابتغوا إليه الوسيلة.. تقرَّبوا إليه بالامام« وهذا ما أكده أهل بيت العصمة العارفون بحقيقة القران فقال أمير المؤمنين تطبيقاً للاية السابقة: »أنا الوسيلة«وعن خاتم الأنبياء(ص): »الأئمة من ولد الحسين من أطاعهم فقد أطاع الله، ومن عصاهم فقد عصى الله عز وجل هم العروة الوثقى، وهم الوسيلة إلى اللّه عزَّ وجل«.
وعليه فالوسيلة في هذا العصر التي لا بد من ابتغائها إلى اللّه قبل العمل الجهادي ومعه هو صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف وهو بدوره وبسبب غيابه جعل بيننا وبينه وسيلة تصلنا به ليصلنا إلى اللّه ألا وهو الولي الفقيه فقال عجل الله تعالى فرجه الشريف: »... أما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا؛ فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله«.
أهمية معرفة الولي:
وقبل الكلام عن ابتغاء الوسيلة واتباع الولي عرض أهل العصمة ضرورة السعي لمعرفة الولي مؤكدين عدة أمور نعرض منها:
1 معرفة الولي معرفة الله فقد سئل الإمام السجاد: يا بن رسول اللّه بابي أنت وأمي فما معرفة الله )التي هي الغاية من خلق الإنسان( فقال : »معرفة أهل كل زمان إمامهم الذي يجب عليهم طاعته«.
2 - معرفة حق الولي شرط قبول العمل:فعن النبي (ص): »الزموا مودتنا فانه من لقي الله عز وجل وهو يودّنا دخل الجنة بشفاعتنا، والذي نفسي بيده لا ينفع عبداً عمله إلا بمعرفة حقّنا«.
3 عدم معرفة الولي جاهلية فعن النبي (ص): »من مات وهو لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية«.
اثار طاعة الولي:
لطاعة الولي اثار في الدنيا وأخرى في الاخرة.
في الدنيا: طاعة الولي سبب أساس للنصر وتحقيق الاهداف بينما عصيانه قد يؤدي إلى الهزيمة، وقد أكد أمير المؤمنين في خطابه لجيشه بعد احداث صفين سبب هزيمة المسلمين بعدم اطاعته فقال مخاطباً جيشه: »صاحبكم يطيع الله وأنتم تعصونه، وصاحب أهل الشام يعصي الله وهم يطيعونه، لوددت والله أن معاوية صارفني بكم صرف الدينار بالدرهم فاخذ مني عشرة وأعطاني رجلاً منهم«وفي الاخرة: تكون طاعة الولي سبباً لشفاعته القيادية فالقران الكريم يؤكد هذا بقوله »يوم ندعو كل اناس بامامهم فمن اوتي كتابه بيمينه فاؤلئك يقرؤن كتابهم ولا يُظلمون فتيلاً«
وكما يشفع هذا الولي شفاعة قيادة يوم الاخرة، فان قائد السوء يجرُّ اتباعه ومطيعيه ليكون قائدهم الى جهنم فالقران الكريم يحدثنا عن فرعون بقوله »يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار«
كيف نطيع الولي؟
أو فقل كيف نبتغي إلى اللّه الوسيلة الابتغاء الذي هو المقدمة الاعدادية للجهاد؟ والجواب ان كيفية الطاعة للولي لها صور منها:
1 التسليم:
فإنّ َ طاعة الولي لا بد أن تشمل القلب والباطن فضلاً عن الظاهر فلا يتردد في طاعته بل يكون المجاهد من الواثقين المقتنعين بأوامره، وهذا ما يستفاد من حديث للإمام الصادق قال فيه: »لو أن قوماً عبدوا الله وحده لا شريك له وأقاموا الصلاة واتوا الزكاة، وحجوا البيت وصاموا شهر رمضان ثم قالوا لشي ء صنعه الله أو صنعه رسوله (ص): ألا صنع خلاف الذي صنع؟ أو وجدوا من قلوبهم لكانوا بذلك مشركين، ثم تلا الاية »فلا وربك لا يؤمنون.. إلى قوله ويسلموا تسليما« ثم قال: عليكم بالتسليم«.ومن صور التسليم الكامل قول أحدهم للإمام الصادق : »إني مسلّم لأمرك تسليماً كاملاً ولو شطرت رمانة شطرين، وقلت هذا حلال أكله، وهذا حرام، لقلت صدقت يا ابن رسول اللّه«.
2 طاعة من عيّنهم الولي:فالطاعة مقتصرة على طاعة الاوامر الصادرة من شخص الولي بل تمتد إلى السلسلة الهرمية المعيَّنة من قبل الولي، وهذا أمر واضح إذ بدونه لا يستقر نظام، بل وقد تحصل الكارثة، وقد ورد عن أمير المؤمنين قوله: »افة الجند مخالفة القادة«."
قطعا الفقرات مليئة بالخبل كالفقرة الأخيرة التى تطلب طاعة من عينهم الولى فلو أنه كان موجودا لظهروه ولكنهم ضحكوا على المغفلين أن لا يقابل احد إلا هم فهل هو متكبر على الناس أم خائف لا يقدر على تغيير الظلم أم ماذا؟