bennour Admin
عدد المساهمات : 102 تاريخ التسجيل : 27/12/2016 العمر : 66
| موضوع: الصلاة الوسطى الأربعاء ديسمبر 28, 2016 3:45 pm | |
| الصلاة الوسطى التي أنزل الله
لكي تتعرف على الصلاة الوسطى نبدأ من قوله تعالى ( وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفى من الليل ) يعني أن الصلاة الأولى تكون في أول النهار والصلاة الثانية تكون في آخره والصلاة الثالثة في أول الليل . فالصلاة الأولى التي تكون في بداية النهار أي في وقت الفجر تسمى بهذا الوقت أي صلاة الفجر ، والصلاة الثالثة التي تكون في أول الليل أي وقت العشاء تسمى بهذا الوقت أي صلاة العشاء ، تبقى الصلاة الثانية التي تصلى في آخر النهار والتي يكون جزء منها قبل غروب الشمس والجزء الآخر بعد غروب الشمس ، وهذا الوقت ليس له إسم معين لتأخذ منه الصلاة إسما لها ، فالصلاة الثانية عينت حسب ترتيبها في الوسط بين الأولى والثالثة فتسمى بالصلاة الوسطى ، فقد تكلم الله عن هذه الصلوات الثلاث وذكرها إما باسم وقتها التي تصلى فيه أو بترتيبها ، وإليك مثالا عن الصلاتين الفجر والعشاء التي ذكرهما الله في قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات ، من قبل صلاة الفجر ، وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ، ومن بعد صلاة العشاء ، ثلاث عورات لكم ) ففي هذه الآية ذكر الله الصلاتين وعينهما بوقتهما ، فذكر صلاة الفجر التي تقع في الفجر ، وذكر صلاة العشاء التي تقع وقت العشاء وذلك قوله ( ... من قبل صلاةالفجر ... ) وقوله ( ... من بعد صلاة العشاء ... ) بقي ذكر الصلاة الثالثة والتي ذكرها في قوله تعالى ( ... حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ... ) أي حافظوا على الصلاة كلها وخصوصا الصلاة الوسطى ، إذن فالصلاة الوسطى هي صلاة بين صلاتين ، والآية واضحة كل الوضوح ، فصلاة الفجر معلومة بوقتها وهي التي تقع في بداية النهار ، وصلاة العشاء معلومة بوقتها وهي آخر الصلوات الثلاث في اليوم ، وبقيت الصلاة التي تقع بينهما وهي ضمن الصلوات التي أمرنا الله بالحفاظ عليها والتي جاء ذكرها في الآية بالصلاة الوسطى بحكم وجودها بين صلاة الفجر والعشاء ، فالصلاة الوسطى هي حقيقة وسطى ، ولا يوجد أي شبهة في هذا لمن كان يتبع ما أنزل الله من تشريع ، ويضل ويحتار من أشرك بالله ما لم ينزل به سلطانا . لماذا حذرنا الله من الصلاة الوسطى ؟ إن كل من يصلى الصلاة التي أنزلها الله سيعرف ويتأكد من حقيقة هذا التحذير لأنه سيعيشه فعلا ، وسيقع فيه حتما إلا أن يشاء الله ، وسيعترف كل متبع للتنزيل أن الصلاة الوسطى هي أصعب الصلوات حفاظا عليها ، وذك لأن الصلاة الوسطى تقع في آخر النهار قبل غروب الشمس بحوالي ربع ساعة عندما يمتد الظل كله امتدادا وبذلك يكون ساجدا ، وفي هذا الوقت يكون الإنسان لا يزال مربوطا بأمور دنياه ، وعليه أن يوقف كل أشغاله في هذا الوقت ، وهذا ليس بالسهل ، ولو تماطل بعض الشيء لوجد الشمس قد غربت ، ولارتكب إثما كبيرا لأن الصلاة ضاع منها جزء من الوقت والصلاة أصبحت صلاة تقصير ، وبالتالي لم يقم الصلاة ولم يحافظ عليها ، وقد وقع هذا مرة لأحد الأنبياء وجعل الله من واقعته ذكرى كبيرة وموعظة للمؤمنين ليعرفوا ما معنى الصلاة الوسطى ، وما حجم الخطورة في السهو عنها ، فلنتابع ما وقع لنبي الله سليمان ، لقد أنزل الله فيه يقول : ( ووهبنا لداوود سليمان نعم العبد إنه أواب ، إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد ، فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتوارت بالحجاب ، ردوها علي ، فطفق مسحا بالسوق والأعناق ) نأخذ قوله ( إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد ) : أي جاؤوه بخيل ممتازة وذلك وقت العشي وهو الذي تكون فيه الصلاة الوسطى ( فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب ) وهذا يعني أنهم جاؤوه بالخيل قريبا جدا من وقت الصلاة لدرجة أنه ما لبث أن انشغل بها وقتا قصيرا إما لإدخالها إلى مرابطها أو تفحصها أو شيء من هذا القبيل فإذا بالشمس قد غربت وكما سبق وأن أوضحت أن الصلاة الوسطى تبدأ قبل غروب الشمس بحوالي ربع ساعة ، فعندما ترقب سليمان الشمس للصلاة وجدها قد غربت أي ( توارت بالحجاب ) إنها الصلاة الوسطى وأن جزءا منها قد ضاع ، فماذا كان رد فعل سليمان ؟ نبي الله ، كان رده أن انتقم من تلك الخيل شر انتقام وذلك قوله ( ردوها علي ، فطفق مسحا بالسوق والأعناق ) فرد الفعل يستدعي الإنتقام ، لأنه يعرف ما معنى ضياع ولو خمس دقائق من الصلاة ، فإن الصلاة تتحول إلى صلاة تقصير التي لا يأذن الله بها إلا في ما رخص في الحرب . فهذه الصلاة الوسطى وهذه الآيات تنطبق كلها مع بعضها البعض ، لكن الذين صنعوا صلوات ما أنزل الله بها من ساطان ثم جاءوا ليفسروا التنزيل على ما صنعوه وعلى واقع وجدوه فلم يطاوعهم التنزيل لما صنعوه فأصبحوا ضالين مختلفين ، فقالوا إن سليمان كان له ذكر خاص به في ذلك الوقت ففاته ذلك الذكر ، وهل يعقل أن ينتقم بهذا الإنتقام من أجل ذكر فاته يوما ولم يفرضه الله عليه ، وقالوا فاتته صلاة العصر ، وصلاة العصر التي صنعوها تبعد عن غروب الشمس بما يقارب الثلاث ساعات وهل يعقل أن يغفل نبي عن صلاة لمدة ثلاث ساعات ، ولم يقل أحد بالصلاة الوسطى التي أنزلها الله .
الكاتب : بنور صالح | |
|