اختلاف قراءة الملكين والتفسير اللغوي الذي يحسم تلك المسالة
في قوله تعالى
وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى (مُلْكِ )سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ
وَمَا أُنْزِلَ عَلَى (الْمَلَكَيْنِ) بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا
إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ
بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي
الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ
سورة البقرة 102
القراءة الاولى ، للآية الكريمة أن يكون المقصود با (الملكين)
اي من الملائكة، بفتح الميم واللام والكاف، وتسكين الياء .
وأما القراءة الثانيه وَما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلِكَيْنِ - بكسر اللام أي يصبح الحال مع ملوك الارض من البشر
والسؤال ايهما الاصح بعضهم اعتمد على تواتر اقوال البشر في تلك المساله وقال انهم الملائكه
والحقيقه انه لا يوجد تواتر اصلا ففي عهد الرسول لم يكتب اقوال البشر ومن ثم الخلفاء الراشدين لم يكتبوا ايضا اقوال البشر ثم
من بعد مئتان وخمسون سنة جاء فكر الحديث من اقوال البشر وبانقطاع عن
رسول الله ثم تلتها سقوط الدوله العباسيه واحتلال المغول ومن بعدهم
الصفويين ثم العثمانيين واخرها الحكم البريطاني والفرنسي في القرن العشرين
لحين الاستقلال اذن مسالة الاعتماد على التواتر
كحال للتفسير كالسراب لا يروي الظمان بشىء
وتبيانها لغويا ومن سياق مدلول الايه سوف تتوضح لكم المساله ان مدلول
الملكين في الاية تخص ملوك الارض فقط وبكسر اللام
ولا علاقة بالملائكة فيها فهم يفعلون ما يامرون وعلاقتهم مع الرسل
او بالبشارة او العذاب لاقوام كما جاء في الكتاب
ففي بداية الايه قال ربنا وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى (مُلْكِ) سُلَيْمَانَ
سياق الاية لغويا تتحدث عن ملك بشري وهو ملك سليمان أي
على عهد ملك سليمان مثل ما جاء بفرعون وكلامه حول الملك
{ وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ }
(سورة الزخرف 51)
والشياطين لا نراهم لانهم من الجن
{ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ }
(سورة الأَعراف
فحقيقة الشياطين هو القرين لكل انسان باغراءه لتعلم السحر وخاصة من يتخذ السحر مهنة له
حيث اخذو ا التعلم من ملوك بابل بطقوسها وتقديم القرابين
وهم الملكين بكسر اللام هاروت وماروت ومن البشر يعلمونهم السحر حيث ما انزل عليهم ليس المقصود
انهم رسل او ملائكه بل جاءت الرسل بنبذ هذا الامر من السحر وبعهد النبي ابراهيم ولكنهم خالفوا
هذا الامر فالانزال للرسول كما جاء بسياق الايه لرسولنا
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ (الرسول الخاتم)مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا (القران الكريم ) }
(سورة النساء 174)
انزلنا اليكم اي للبشر عن طريق الرسول
واتبعوا تعليم الناس السحر كحال فرعون من بعدهم وسحرته وجاءهم موسى بالبينات
وكان السحر العظيم عبارة عن تخيل
{ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى }
(سورة طه 66)
فاستكبروا في الارض اما معنى فلا تكفر أي الانصياع والطاعه العمياء لهذين الملكين
هاروت وماروت من البشر وليس بمعنى الشرك فتعاويذ
وطلسمات السحر لاتضر بشى وحقيقة الضر وما يحصل بتفريق الزوج عن زوجه هو بالنميمه
من شر النفاثات في العقد
عقدة جماع الزوج والزوجه فيحصل ما يحصل باذن الله من
التفريق أي الطلاق وهو امر حاصل الى يومنا هذا من احوال التفريق بسبب
الاقرباء الاصدقاء بخصوص تلك المساله اذن وما تقدم فمعنى الملكين أي ملوك الارض وليس الملائكه ولا
توجد حقيقه للسحر الدجالين المشعوذين هم من يمارسون هذه المهنة برؤوس المغفلين
والحمد لله رب العالمين
التفسير لغويا سنة رسولنا الخاتم اللسان العربي المبين