قراءة فى كتاب أسرة بلا مشاكل
المؤلف مازن بن عبد الكريم الفريح ويدور الكتاب حول تنبيهات كتبها المؤلف لكل من الزوج والزوجة لضمان قلة المشاكل فقال فى مقدمته:
"أما بعد
وحرصا منا على سلامة الأسرة المسلمة من المشكلات التي تعصف بها رأينا أن ننبه الزوج إلى بعض الأخطاء المهمة التي لها الأثر الكبير في هدم الأسرة وزرع الحقد والبغضاء بين أفرادها؛ لكي نصل باجتناب الوقوع في مثل هذه الأخطاء ونحوها إلى "أسرة بلا مشكلات" إلا ما كان عارضا ومما هو من طبيعة البشر والتي لم يسلم منها حتى بيت النبوة كالغيرة بين النساء ونحوها "
وفى أول مبحث تحدث عن حسن احتيار الزوج لزوجته والزوجة لزوجها قبل الزواج فقال :
"المبحث الأول الوقاية خير من العلاج
هناك أمور مهمة لا بد من مراعاتها قبل الزواج لوقاية الأسرة المسلمة من المشكلات التي ربما أوهنت جدارها ومن هذه الأمور
1- حسن الاختيار
على الرجل أن يتأكد من صلاح المرأة التي ستكون في المستقبل القريب زوجته وأم أطفاله وموضع سره وليعلم المسلم أن تفريطه في التحقق من صفات مخطوبته سيعرضه إلى مشكلات عظيمة ومصائب جسيمة
إن من أهم الصفات التي ينبغي للمسلم الحرص عليها فيمن سيختارها لتكون شريكة له في بيته وحياته صفة التقوى والصلاح وفي هذا يقول المصطفى (ص)" تنكح المرأة لأربع لدينها ولمالها ولحسبها ولجمالها فاظفر بذات الدين تربت يداك" وما يقال عن المرأة يقال أيضا عن الرجل فلا بد من التأكد من صلاحه وتقواه والله عز وجل يقول (وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم)
ويقول (ص) "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير"
كما ينبغي سؤال أهل التقوى والصلاح واستشارتهم في أمر الزواج كما فعلت فاطمة بنت قيس رضي الله عنها حيث قالت أتيت النبي (ص)فقلت إن أبا الجهم ومعاوية خطباني؟ فقال رسول الله (ص)"أما معاوية فصعلوك لامال له وأما أبو الجهم فلا يضع العصا على عاتقه" فرسول الله (ص)نظر إلى أحوال كلا الرجلين بين أن الأول فقير والثاني "ضراب للنساء" كما جاء في رواية لمسلم"
وهذا الكلام لا محل له فى الإسلام لأن المفترض فى أى مسلم أو مسلمة أن يكونوا طيبين وإلا فهم كفرة أى خبثاء كما قال تعالى :
"الطيبون للطيبات والطيبات للطيبين "
ولكى تحسن الاختيار فإنك لابد أن ترتكب المحرمات عند السلف فلا يمكن معرفة طيبة أحد من خبثه إلا بالمعاملة وكيف تتعامل مع من لا تتكلم معها ولو جالستها تجالسها فى وجود رجال بيتها
المسألة كما تقول العامة كالبطيخة لا تعرف حلاوتها من عدم استساغتها إلا بعد كسرها وذوقها وهو ما نسميه التعامل بين الزوجين ؟
هل يكفى أن تعرف أن أبويها طيبين أو خبيثين ؟
بالقطع لا فقد كان أبوى امرأة فرعون كافرين وكانت صالحة؟ وكان والدا زوجى إبراهيم(ص) كافرين وكانت صالحة
وابن نوح(ص) مان كافرا رغم أن أبوه نبى صالح(ص)
فالصلاحية والفساد ليس لهما مقياس فى النساء والرجال
إن ما يسمى حسن الاختيار هو عملية لا أساس لها والبحث عن القبول بين الطرفين وليس عن حسن الاختيار
وتحدث الرجل عن وجوب نظر الخطيب لخطيبته فقال :
"2- النظر
كم من الأسر تفككت روابطها وهي في أشهرها الأولى لعدم الوئام القلبي بين الزوج والزوجة ودليل القلب وقائده وبريده النظر ولذلك قال رسول الله (ص)للمغيرة وقد خطب امرأة " انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما" قال المغيرة " فنظرت إليها ثم تزوجتها فما وقعت عندي امرأة بمنزلتها" فانظر إلى من تريد خطبتها ثم اسأل قلبك بعد ذلك هل أحببتها أو يمكن أن تحبها؟ واحذر (أو احذري) أن تخادع نفسك أو تستحيي أن تصارح أهلك"
المشكلة هنا هو أنه تحدث عن نظر الخطيب لخطيبته ولم يتحدث عن العكس وهى نظر الخطيبة لخطيبها والمسألة إنما هى تبادل نظر وليس من جهة واحدة
وتحدث عن شروط الزواج فقال :
3-الشروط قيود فلا توافق إلا على ما تستطيع القيام به
كثير من المشكلات التي تحدث بعد الزواج هي لإخلال الزوج ببعض الشروط التي وافق عليها عند العقد ولم يستطع الوفاء بها بعد الزواج ..وأحق الشروط وفاء ما استحللتم به الفروج فاحذر أن تلزم نفسك بشروط لا تستطيع الوفاء بها"
ولا يوجد فى الإسلام ما يسمى أى شرط فإنما الزواج قائم على أحكام الإسلام فإن شرع أحد الزوجين شرطا غيرهم فقد كفر هو ومن رضا بشرطه فمثلا لا يجوز للمرأة أن تشترط على زوجها ألا يتزوج غيرها عليها لأنه هذا تحريم لما أحل الله ولا يجوز للزوج أن يشترط على زوجته مثلا ألا تزور أهلها إلا سنة مثلا مرة لأن هذا الشرط لإخلال بالإحسان للوالدين وصلة الرحم ولا يجوز لامرأة أن تشترط أكثر من المهر الذى قدره الله وهو قنطار للحرة أو نصف قنطار للأمةكما قال" ,عن آتيتم إحداهن قنطارا" ولا يجوز أم يقل الرجل مهر المرأة عن المهر المحدد من الله
وفى المبحث الثانى حدثنا عن الإفراط والتفريط داخل الأسر فقال :
"المبحث الثاني أزواج على طرفي نقيض
الذي يدقق النظر في الواقع الذي تعيشه بعض الأسر اليوم في مجتمعنا يجد أن هناك فئة من الأزواج على طرفي نقيض بين إفراط وتفريط في تعاملهم مع زوجاتهم
الطرف الأول أهانوا الزوجة وتعدوا على حقوقها وارتكبوا بحقها أخطاء منكرة لا تقرهم عليها الشريعة التي أعطت للمرأة كرامتها وأعلنت منزلتها وحسبك أن رسول الله (ص)يحث على حسن التعامل معها في أكبر تجمع للمسلمين وذلك في حجة الوداع حيث يقول "استوصوا بالنساء خيرا" ؛ بل الأمر بالعشرة الحسنة والمعاملة بالمعروف للمرأة أكبر من أن يؤكد عليها برسالة فقط فنزل القرآن آمرا بها ومخلدا لها إلى قيام الساعة قال الحق عز وجل (وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا)
أما الطرف الثاني فقد أطلقوا لها الزمام وتركوا الحبل على الغارب فغرقت المرأة في بحر الشهوات
لقد نتج عن هذا الطرف وذاك نتائج وخيمة أحدثت شرخا في الأسرة المسلمة ومن هذه النتائج على سبيل المثال
حالات الطلاق وما يترتب عليه من إضاعة للأولاد غالبا وتفكيك للأسرة بكاملها
كثرة المشكلات الزوجية التي لا تجعل من الأسرة محضنا تربويا سليما له الأثر الكبير على تربية الأجيال المسلمة
إن أخطاء بعض الرجال بحق المرأة استغلت استغلالا ماكرا من قبل أهل الأهواء من علمانيين وغيرهم ..وقصارى القول فإن خطأ الرجل بحق زوجته ـ إفراطا أو تفريطا ـ ذنب سيسأل عنه أمام الله لقوله (ص)"كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته والرجل راع على أهل بيته"
وعند النسائي "إن الله تعالى سائل كل راع عما استرعاه أحفظ ذلك أم ضيع حتى يسأل الرجل عن أهل بيته""
وأمر المسئولية هناك فهم خاطىء له فمسئولية الرجل على زوجته ليست مسئولية كاملة على كل تصرفاتها فمثلا تصرفها فى مالها ليس من ضمن مسئوليته لأن الملك ملكها وليس ملكه ومثلا معاملتها لأقاربها قد لا يكون له سلطة عليها فهناك البعض إذا وجد حماه أو حماته يعطيان مالا لأحد من أولادهما طلب من زوجته أن تطلب منهما مثل ذلك
وفى المبحث الثالث تحدث عن أخطاء بعض الأزواج فقال :
"المبحث الثالث
أخطاء يقع فيها بعض الأزواج
أولا عدم تعليم الزوجة تعاليم دينها وأحكام شريعتها فهناك من النساء من لا يعرفن كيف يصلين الصلاة الصحيحة ومنهن من لا تعرف أحكام الحيض والنفاس ومنهن من لا تعرف كيف تتعامل مع زوجها معاملة شرعية أو كيف تربي أبناءها تربية إسلامية بل قد يقع البعض منهن في الشرك والعياذ بالله وهن لا يشعرن كالنذر لغير الله والسحر والكهانة
ولكن وبالمقابل تجد كل همها أن تتعلم كيف تعمل الطبخة الفلانية وكيف تجهز الأكلة الفلانية لأن زوجها يسألها عن ذلك
ولكن كيف تتوضأ للصلاة؟
وكيف تؤديها؟
هذا أمر لا يهتم به الزوج ولا يسأل عنه وهذا لا شك تضييع لمبدأ التعاون على البر والتقوى كما قال تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى) وإخلال بالمسؤولية التي قال عنها (ص)"كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته والرجل راع على أهله" وحسبك أن تعلم أهمية العلم الشرعي للمرأة المسلمة ؛ أن رسول الله (ص)زوج امرأة لرجل وجعل صداقها شيئا من كتاب الله كما أنه (ص)خصص يوما للنساء يعظهن فيه
أيها الزوج الكريم إن طرق وسائل تعليم المرأة أمور دينها كثيرة نذكر لك بعضها
1- تهديها كتبا عن الإسلام وأحكامه وتناقشها فيها
2- تهديها شريطا وتطلب منها أن تلخص لك ما ذكره المحاضر في محاضرته
3- تحضرها إلى الدروس والندوات والمحاضرات التي يلقيها المشايخ وطلبة العلم في المساجد
4- تتدارس معها كتابا من الكتب مثل رياض الصالحين أو كتاب التوحيد
5- تخبرها كل جمعة عن موضوع الخطبة وتناقشها فيه
6- تربطها بصحبة صالحة وتساعدها على حضور مجالس الذكر معهن
7- تحرص على حضورها ـ إن أمكن ـ إلى المراكز النسائية التي تقوم على إدارتها الصالحات من النساء
8- تكون في بيتك مكتبة فيها مجموعة من الكتب الإسلامية وتحثها على الاطلاع والقراءة
9- تخصص هدية شهرية لها إن هي حفظت من كتاب الله بعض السور أو الآيات
10- تحثها على استماع إذاعة القرآن الكريم"
ورقم4ورقم3 ليس من العلم فى شىء فحضور المرأة مجالس الرجال ولو كانوا علماء محرم بسبب النظر وكذلك تدارس كتب غير كتاب الله فأى كتاب يوازن به كتاب الله ؟
وتحدث عن قيام البعض بتتبع ذنوب أو عيوب الزوجة فقال :
"ثانيا تلمس الزلات وتتبع العثرات
وقد نهى الرسول (ص)عن ذلك فيما يرويه جابر قال "نهى رسول الله (ص)أن يطرق الرجل أهله ليلا" وذلك مخافة أن يتخونهم أو يتلمس عثراتهم ومن تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته فضحه ولو في عقر داره أو جوف بيته ؛ بل على الزوج أن يتحمل ويتغاضى عن تقصير زوجته في بعض حقوقه وتباطئها في تنفيذ بعض أوامره وأن لا يكثر من المحاسبة لقوله (ص)"استوصوا بالنساء خيرا فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإذا ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء خيرا"
والحديث فيه فوائد عديدة منها
إن تقويم الإعوجاج يكون برفق حتى لا يكسر ولا يترك فيستمر على عوجه خاصة إذا تعدى الإعوجاج من نقص هو في طبيعة المرأة إلى معصية بمباشرة منكر أو ترك واجب"
وتحدث عمن يضربون زوجاتهم على الفور دون وعظهن أو هجرهن فى المضاجع كما أمر الله وعمن يضربون فيجرحون او يكسرون أو على الوجه وعمن يطردونهم من البيوت فقال :
"ثالثا الظلم بإيقاع العقوبات التي لا تتناسب مع الخطأ الذي وقعت فيه المرأة ومن صور ذلك
استخدام الضرب كأول خطوة للعلاج والله عز وجل يقول (واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا) فإذن الموعظة ثم الهجر ثم الضرب غير المبرح لقوله (ص)"استوصوا بالنساء خيرا فإنما هن عوان عندكم ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك إلا أن يأتين بفاحشة مبينة فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع واضربوهن ضربا غير مبرح"
ومن الظلم في مبدأ العقوبات إخراج الزوجة من بيتها بدون مسوغ شرعي يقتضي ذلك والله عز وجل يقول (لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه)
ومن الظلم في مبدأ العقوبات الضرب على الوجه والسب والتقبيح جاء رجل إلى الرسول (ص)فقال ما حق المرأة على زوجها؟ فقال "أن يطعمها إذا طعم ويكسوها إذا اكتسى ولا يضرب الوجه ولا يقبح ولا يهجر إلا في البيت""
وتحدث عن بخل الرجل فقال:
"رابعا التقتير في النفقة
إن نفقة الزوج على زوجته واجبة بالكتاب والسنة والإجماع قال الله تعالى (وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف) والمعروف المتعارف عليه في عرف الشرع من غير إفراط ولا تفريط وإنما استحقت الزوجة هذه النفقة لتمكينها له من الاستمتاع بها وطاعتها له والقرار في بيته وتدبير منزله وحضانة أطفاله وتربية أولاده فإذا ابتليت المرأة بزوج شحيح بخيل يمنعها حقها في النفقة بغير مسوغ شرعي فلها أن تأخذ من ماله ما يكفيها بالمعروف وإن لم يعلم الزوج قالت هند بنت عتبة يا رسول الله إن أبا سفيان رجل شحيح وليس يعطيني ما يكفيني وولدي إلا ما أخذت منه وهو لا يعلم؟فقال "خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف"
أيها الزوج الكريم
إن النفقة على زوجتك وأولادك صدقة لقوله (ص)"إذا أنفق الرجل على أهله نفقة يحتسبها فهي له صدقة"
ويقول أيضا (ص)"أفضل دينار دينار ينفقه الرجل على عياله""
وحدثنا عن التعامل بقسوة مع الزوجة فقال :
"خامسا الغلظة والرعونة وعدم التلطف مع الأهل
وقد قال (ص)"أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخياركم خياركم لنسائهم" وروى الترمذي بسند فيه انقطاع "أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وألطفهم بأهله" ومن التلطف إدخال السرور عليهم باللهو المباح يقول المصطفى (ص)"كل شيء ليس من ذكر الله لهو أو سهو إلا أن يكون أربع خصال ومنها ملاعبة الرجل أهله" وقد قال (ص)لعائشة "تعالي حتى أسابقك" قالت "فسابقني فسبقته" ومن الملاطفة أن تطعمها بيدك يقول (ص)"إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى اللقمة ترفعها إلى في امرأتك"
ومن التلطف مع الزوجة نداؤها بأسماء التدليل وأحيانا بالترخيم لزيادة المحبة والمودة فقد كان (ص)ينادي عائشة فيقول "يا حميراء أتحبين أن تنظري إليهم" وأحيان كان يناديها فيقول "يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام""
وتحدث عن عدم مساعدة الزوج لزوجته فى أعمال المنزل فقال :
"سادسا استنكاف الرجل عن مساعدة زوجته في بعض شؤون البيت بل بعض الجهال يعده من خوارم الرجولة وهذا هو سيد الرجال (ص)تحدث عنه عائشة وقد سئلت عن النبي (ص)ما كان يصنع في بيته؟ قالت كان يكون في مهنة أهله "تعني في خدمة أهله" فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة كيف لا يكون كذلك وهو الذي يقول (ص)"أنا خيركم لأهلي""
وتحدث عن عدم نشر أخبار الزوجية فقال :
"سابعا نشر أسرار زوجته وعيوبها فقد قال (ص)"إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى المرأة وتفضي إليه ثم ينشر سرها"
ونصح الرجال بعد الإسراع فى طلاق الزوجات إلا بعد المراحل التى شرعها الله الوعظ والهجر فى المضاجع والضرب ثم تحكيم الحكمين وهى خطوات تستغرق شهورا طويلة وليس طلاق فى ساعة فقال :
"ثامنا تسرع وتساهل بعض الأزواج في طلاق زوجاتهم
أيها الزوج الكريم إن الصلة بينك وبين زوجتك من أقدس الصلات ..ولذلك كان حل رابطة الزواج وإنهاء العلاقة الزوجية أمرا بغيضا في الإسلام لما يترتب عليه من تفكيك للأسرة وتشتيت لأفرادها وقد قال الرسول (ص)"أبغض الحلال إلى الله عز وجل الطلاق" فلا ينبغي للمسلم أن يقدم عليه دون مسوغ مقبول
أيها الزوج الكريم إن الطلاق لم يشرع في الإسلام ليكون سيفا مصلتا على رقبة المرأة ..
أيها الزوج الحبيب إن الإسلام لا يغفل عن الواقع فقد ينشب الخلاف بين الزوجين مما يؤدي إلى الطلاق ولكن لا يجوز أن يكون الطلاق الخطوة الأولى في حسم خلافك مع زوجتك؛ بل لا بد من أن تلجأ إلى الكثير من الوسائل قبل الطلاق لعلاج هذا الخلاف فلا تعجل ولا تتسرع بالطلاق فتندم بعد فوات الأوان"
وحدثنا عن تعدد الزوجات مبينا وجوب عدم الاقدام عليه إلا بشرطه الذى وضعه الله وهو العدل شبه التام فقال :
"تاسعا الإقدام على تعدد الزوجات دون مراعاة ضوابطه الشرعية
لا ريب أن الزواج من الثانية والثالثة والرابعة أمر شرعه الله ؛ ولكن الملاحظ أن البعض ممن يرغب تطبيق هذه "السنة" أو ممن طبقها فعلا لا يبالي بتقصيره في واجباته وإخلاله بكثير من مسؤولياته تجاه زوجته الأولى وأبنائه والله عز وجل يقول (فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة) وهذا التقصير والتفريط ليس من العدل الذي أمر الله به
أيها الزوج الكريم إن التعدد حق ولكن إذا لم تحسن استخدامه وتلتزم بشروطه ومسؤولياته فإنه يهدم البيوت ويشرد الأطفال ويزيد في المشكلات الأسرية والاجتماعية فقدر التبعة وتدبر الأمور قبل الشروع فيه ورحم الله امرءا عرف قدر نفسه"
وتحدث عن الغيرة وضعفها عند بعض الأزواج فقال :
"عاشرا ضعف الغيرة وله صور كثيرة أن يسمح للرجال الأجانب بمصافحة زوجته أو مخالطتها ..فيترك زوجته تختلط مع أخيه (أي أخ الزوج) أو أبناء عمومته والرسول (ص)يقول "إياكم والدخول على النساء" فقال رجل من الأنصار أرأيت الحمو؟ - أي أقارب الزوج من غير المحارم- قال "الحمو الموت"
ومن صور ضعف الغيرة - تركها مع السائق تجوب الأسواق والطرقات بالسيارة "
وبالقطع الغيرة المطلوبة هى الغيرة عند أى خطأ أى عصيان لله وما ذكره الرجل من تحريم مصافحة الزوجة للرجال يتناقض مع قوله تعالى فى أسباب نقض الوضوء:
" أو لا مستم النساء"
فالمصافحة مباحة
وتحدث الرجل موصيا المرأة فى المبحث الرابع بعشر وصايا فقال :
"المبحث الرابع
يا أيتها المؤمنة
عشر وصايا أضعها بين يديك ترضين بها ربك وتسعدين بها زوجك وتحفظين بها عرشك
الوصية الأولى تقوى الله والبعد عن المعاصي
إذا أردت أن تعشش التعاسة في بيتك وتفرخ فاعصي الله
إن المعاصي تهلك الدول وتزلزل الممالك فلا تزلزلي بيتك بمعصية الله ولا تكوني كفلانة عصت الله فقالت نادمة باكية بعد أن طلقها زوجها جمعتنا الطاعة وفرقتنا المعصية ..ولذلك كانت إحدى الصالحات إذا وجدت من زوجها غلظة ونفرة قالت أستغفر الله ذلك بما كسبت يداي ويعفو عن كثير
فالحذر الحذر أختي المسلمة من المعاصي "
وهذه الوصية هى وصية جامعة لكل الوصايا والمفروض أن الوصايا ألأخرى هى أجزاء منها وهى :
"مجالس الغيبة والنميمة والرياء والسمعة
انتقاص الآخرين والسخرية منهم( يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن)
الخروج إلى الأسواق بغير ضرورة وبدون محرم "أحب البلاد إلى الله مساجدها وأبغض البلاد إلى الله أسواقها"
تربية الأطفال تربية غربية أو ترك تربيتهم للخادمات والمربيات الكافرات
تقليد الكافرات "فمن تشبه بقوم فهو منهم"
مشاهدة الأفلام الخليعة واستماع الأغاني
قراءة المجلات الماجنة
دخول السائق والخادمة إلى المنزل بلا ضرورة
إهمال الزوج ومعصيته
مصاحبة الفاجرات والفاسقات "المرء على دين خليله"
التبرج والسفور"
وأوصى الفريج الزوجة بضرورة التعرف على أخلاق وشخصية ومطالب الزوج وهو ما لم يطلبه فى وصاياه للزوج فقال :
"الأمر الثاني التعرف على الزوج
أن تتعرف المرأة على زوجها تعرف ماذا يحب فتحاول أن تلبيه وتعرف ماذا يكره فتحاول أن تجتنبه مالم يكن في التلبية أو الاجتناب لأمر ما معصية لله فعندئذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق واسمعي لهذه المرأة الحكيمة التي حاولت أن تتعرف على زوجها
قال الزوج لصاحبه من عشرين عاما لم أر ما يغضبني من أهلي
فقال صاحبه متعجبا وكيف ذلك
قال الزوج من أول ليلة دخلت على امرأتي قمت إليها فمددت يدي نحوها فقالت على رسلك يا أبا أمية كما أنت ثم قالت الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله إني امرأة غريبة لا علم لي بأخلاقك فبين لي ما تحب فآتيه وما تكره فأتركه ثم قالت أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولك
قال الزوج لصاحبه فأحوجتني والله إلى الخطبة في ذلك الموضع فقلت الحمد لله وأصلي على النبي(ص)
وبعد فإنك قلت كلاما إن ثبت عليه يكن ذلك حظك وإن تدعيه يكن حجة عليك أحب كذا وكذا وأكره كذا وكذا وما رأيت من حسنة فانشريها وما رأيت من سيئة فاستريها فقالت كيف محبتك لزيارة أهلي؟ قال ما أحب أن يملني أصهاري ] يعني لا يريدها تكثر من الزيارة[
فقالت فمن تحب من جيرانك أن يدخل دارك فآذن له؟ ومن تكره فأكره؟ قلت بنو فلان قوم صالحون وبنو فلان قوم سوء
قال الزوج لصاحبه فبت معها بأنعم ليلة وعشت معها حولا لا أرى إلا ما أحب فلما كان رأس الحول جئت من عملي وإذا بأم الزوجة في بيتي فقالت (أم الزوجة) لي كيف رأيت زوجتك
قلت خير زوجة قالت يا أبا أمية والله ما حاز الرجال في بيوتهم شرا من المرأة المدللة فأدب ما شئت أن تؤدب وهذب ما شئت أن تهذب قال الزوج فمكثت معي عشرين عاما لم أعتب عليها في شيء إلا مرة وكنت لها ظالما""
وبالقطع هذه الحكاية كاذبة فلا توجد امرأة لا تحدث مشاكل لمدة عشرين عاما وكلام القرآن عن زوجات النبى(ص) يكذب تلك الحكاية
وكانت الوصية الثالثة طاعة الزوج فقال :
"ثالثا الطاعة المبصرة للزوج وحسن المعاشرة
إن حق الزوج على زوجته عظيم قال رسول الله (ص)"لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها" وأول هذه الحقوق الطاعة في غير معصية الله وحسن عشرته وعدم معصيته قال (ص)"اثنان لا تجاوز صلاتهما رؤوسهما عبد آبق من مواليه حتى يرجع وامرأة عصت زوجها حتى ترجع" ولذلك قالت عائشة أم المؤمنين تعظ النساء "يا معشر النساء لو تعلمن بحق أزواجكن عليكن لجعلت المرأة منكن تمسح الغبار عن قدمي زوجها بخد وجهها"
أنت من خير النساء
بطاعتك لزوجك وحسن معاشرته تكونين بإذن الله من خير النساء قيل يا رسول الله أي النساء خير؟ قال "التي تسره إذا نظر وتطيعه إذا أمر ولا تخالفه في نفسها ولا مالها بما يكره" واعلمي أنك من أهل الجنة بإذن الله إن اتقيت الله وأطعت زوجك لقوله (ص)"المرأة إذا صلت خمسها وصامت شهرها وأحصنت فرجها وأطاعت زوجها فلتدخل من أي أبواب الجنة شاءت""
وحكاية طاعة الزوج التى يتحدث عنها القوم هى كطاعة الأبوين فلا طاعة للزوج فى شر وإنما طاعته هى فى المعروف فالطاعة هى لله وحده ومن ضمنها طاعة الكل فى الخير وعصيانهم فى الشر
وكانت الوصية الرابعة القناعة فقال :
"رابعا القناعة
نريد من المرأة المسلمة أن ترضى بما يقسم لها قل أو كثر فلا تطلب من زوجها مالا يستطيع عليه أو مالا تمس الحاجة إليه وقد ورد في الأثر "أعظم النساء بركة" من هي يا ترى" أهي التي تلبس أغلى الثياب ولو اقترض زوجها ثمنها من بعض الأصحاب؟ كلا والله "أعظم النساء بركة أيسرهن مؤنة"
وتأملي أختي المسلمة أدب نساء السلف كانت إحداهن إذا هم زوجها بالخروج من البيت أوصته وصية ما هذه الوصية تقول له "إياك وكسب الحرام فإنا نصبر على الجوع ولا نصبر على النار" "
والقناعة فى الغالب عند شيوخ الشسلفية وشيوخ السلطان هى قناعة محرمة فالقناعة أن ترضى بما قسم الله وهو ما شرع الله وليس بما قسم السلطان او الزوج من مال فالسلاطين والملوك يوزعون المال على أهوائهم فيقللونها لفئات كثيرة ويكثرونها لفئات عاصين لقوله تعالى " وقدر فيها أقواتها فى أربعة أيام سواء للسائلين"
وهناك أزواج يخصصون الكثير من المال لما يحبون من الحلال أو الحرام كالمدخنين والمخمورين وجلاس القهاوى ويقللون نفقة البيت
وتحدث عن حسن تدبير البيت فقال :
"خامسا حسن تدبير شؤون البيت
ومن حسن التدبير تربية الأولاد وعدم تركهم للخادمات ونظافة البيت وحسن ترتيبه وإعداد الطعام في الوقت المناسب ومن حسن التدبير أن تضع المرأة مال زوجها في أحسن موضع فلا تسرف في الزينة والكماليات وتخل بالضروريات
وتأملي حفظك الله في قصة هذه المرأة امرأة الحطاب
قالت إن زوجي إذا خرج يحتطب (يجمع الحطب من الجبل) أحس العناء الذي لقيه في سبيل رزقنا وأحس بحرارة عطشه في الجبل تكاد تحرق حلقي فأعد له الماء البارد حتى إذا ما قدم وجده وقد نسقت و رتبت متاعي وأعددت له طعامه ثم وقفت أنتظره في أحسن ثيابي فإذا ما ولج الباب استقبلته كما تستقبل العروس عروسها الذي عشقته مسلمة نفسها إليه فإذا أراد الراحة أعنته عليها وإن أرداني كنت بين ذراعيه كالطفلة الصغيرة يتلهى بها أبوها"
وبالقطع لابد من المرأة أن تقوم بواجباتها وتحسن إدارة بيتها حسب قدرة زوجها المالية
وتحدث عن معاملة أقارب الأزواج فقال :
"سادسا حسن معاشرة أهل الزوج وأقاربه
وأخص بذلك أمه التي هي أقرب الناس إليه فيجب أن تتوددي إليها وتتلطفي معها وتظهري الاحترام لها وتتحملي أخطاءها وتنفذي في غير معصية الله ـ أوامرها ما استطعت إلى ذلك سبيلا كم من البيوت دخلها الشقاق والخلاف بسبب سوء تصرف الزوجة تجاه أم زوجها وعدم رعايتها لحقها تذكري يا أمة الله أن التي سهرت وربت هذا الرجل الذي هو زوجك الآن هي هذه الأم فاحفظي لها جهدها وقدري عملها حفظك الله ورعاك (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان) "
المفترض فى أى مسلم أو مسلمة أن يعامل الناس كلهم معاملة واحدة وهى الإحسان لهم ولكن شيوخ السلطة والفتة يجعلون أم الزوج ليست من ضمن مسئولية الزوجة مع أن كل شىء عند المسلم هو ضمن مسئوليته طبقا لقوله تعالى :
" وتعاونوا على البر والتقوى"
وكذلك أم الزوج ,اباها فكلنا يجب أن نحين معاملة الكل
وتحدث عن مشاركة الزوج أحاسيسه ومشاعره وهمومه فقال :
"سابعا مشاركة الزوج في أحاسيسه ومشاعره ومقاسمته همومه وأحزانه
إذا أردت أن تعيشي في قلب زوجك فعيشي همومه وأحزانه ولعلي أذكرك بامرأة ظلت تعيش في قلب زوجها حتى بعد موتها لم تنسه السنون حبها ولم يمح تطاول الدهر أثرها في قلبه ظل يذكرها ويذكر مشاركتها له في محنته وشدته في ابتلائه وكربته ظل يحبها حبا غارت منه زوجته الثانية التي تزوجها بعدها فقالت ذات يوم "ما غرت على امرأة للنبي (ص)ما غرت على خديجة هلكت قبل أن يتزوجني لما كنت أسمعه يذكرها" وفي رواية "ما غرت على أحد من نساء النبي (ص)ما غرت على خديجة وما رأيتها ولكن كان النبي (ص)يكثر ذكرها" وذات مرة قالت عائشة للنبي (ص)بعد أن ذكر خديجة "كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة؟ فيقول لها إنها كانت وكانت" وجاءت رواية أحمد في مسنده لكي تفسر كانت وكانت فقال "آمنت بي حين كفر الناس وصدقتني إذ كذبني الناس وواستني بمالها إذ حرمني الناس ورزقني الله منها الولد"
إنها خديجة التي لا ينسى أحد تثبيتها للنبي صلى الله عليه وسلم وتشجيعها إياه ووضعها كل ما تملك تحت تصرفه من أجل تبليغ دين الله للعالمين"
والمفترض فى أى مسلم او مسلمة هو مشاركة الكل طبقا لأمر الله " وتعاونوا على البر والتقوى "
ومن ثم فتلك المشاركة متبادلة بين الأزواج والزوجات
وتحدث عن شكر المرأة لزوجها فقال :
"ثامنا شكر الزوج على جميل صنيعه
وعدم نسيان فضله من لم يشكر الناس لم يشكر الله فلا تكوني من اللاتي لو أحسن إليها زوجها الدهر كله ثم رأت منه شيئا قالت ما رأيت منك خيرا قط ولقد قال (ص)"يا معشر النساء تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار فقلن يا رسول الله ولم ذلك؟ قال تكثرن اللعن وتكفرن العشير" وكفران العشير جحود فضل الزوج وعدم القيام بحقه
أيتها الزوجة الكريمة شكر الزوج يكون ببسمة على محياك تقع في قلبه فتهون عليه بعض ما يلقاه في عمله أو بكلمة حانية ساحرة تفيد حبك في قلبه غضا طريا أو بكلمة بإعذاره عن خطئه في حقك وأين هذا الخطأ في بحر فضله وإحسانه إليك
همسة ثبت عن النبي (ص)أنه قال "لا ينظر الله إلى امرأة لا تشكر زوجها وهي لا تستغني عنه""
والمفترض هو أن يكون الشكر متبادل بين الزوجين وليس الأمر قاصرا على شكر الزوجة لزوجها
وتحدث عن كتمان اسرار الزوجية فقال :
"تاسعا كتمان أسرار الزوج وستر عيوبه
الزوجة موطن سر الزوج وألصق الناس به وأعرفهم بخصائصه ولئن كان إفشاء السر من الصفات الذميمة من أي شخص كان فهو من الزوجة أعظم وأقبح بكثير
إن مجالس بعض النساء لا تخلو من كشف وفضح لعيوب الزوج أو بعض أسراره؛ وهذا خطره جسيم وإثمه عظيم؛ ولذلك عندما أفشت إحدى زوجات النبي (ص)سرا من أسراره جاء العقاب صارما فقد آلى الرسول (ص)على نفسه ألا يقربها شهرا كاملا
وأنزل الحق عز وجل بهذا الحدث قرآنا فقال عز وجل (وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض)
وإبراهيم (ص)عندما زار ابنه إسماعيل طرق عليه الباب فلم يجده فسأل امرأته عنه فقالت "خرج يبتغي لنا ثم سألها عن عيشهم وهيئتهم فقالت نحن بشر نحن بضيق وشدة فشكت إليه فقال إبراهيم (ص) فإذا جاء زوجك فاقرئي (ص)وقولي له يغير عتبة بابه فعندما جاء إسماعيل وأخبرته زوجته بالذي حصل فقال إسماعيل ذاك أبي وقد أمرني أن أفارقك إلحقي بأهلك فطلقها" فإبراهيم (ص)رأى أن المرأة التي تكشف سر زوجها وتشتكي زوجها بهذه الصورة المتشائمة لا تليق أن تكون زوجة لنبي فأمره بطلاقها فحافظي أختي المسلمة على أسرار زوجك واستري عيوبه ولا تظهريها إلا لمصلحة شرعية "
وحكاية زوجة إسماعيل (ص) لا أصل لها ومن المحال أن يأمر نبى ابنه بطلاق زوجته لأنها تشتكى الفقر فهذا ليس سببا من أسباب الطلاق فى أى شرع شرعه الله فالطلاق إنما يكون لعصيان المرأة الله واصرارها على ذلك فى أمر ما أو عدة أمور
وتحدث عن الحذر من أخطاء قد تؤدى لأضرار فيما بعد فقال :
"وأخيرا الفطنة والكياسة والحذر من الأخطاء فمن الأخطاء:
وصف الزوجة لزوجها محاسن بعض النساء اللاتي تعرفهن وقد نهى الرسول (ص)عن ذلك فقال " لا تباشر المرأة المرأة فتصفها لزوجها كأنه ينظر إليها"هل تعرفين لماذا؟
ومن الأخطاء ما تفعله كثير من الزوجات عند رجوع أزواجهن من العمل فما أن يجلس الزوج مستقرا حتى تذكره بما يحتاجه البيت من مطالب وما يجب عليهم تسييره من الأمور ومصاريف الأولاد والزوج لا يرفض الحديث في مثل هذه الأمور ولكن يجب أن تتحين الزوجة الوقت المناسب لذلك
ومن الأخطاء ارتداء أحسن الثياب والتحلي بأحسن الحلي عند الخروج من البيت وأما عند الزوج فلا جمال ولا زينة إلى غيره من الأخطاء التي تنغص على الزوج متعته بزوجته والزوجة الفطنة هي التي تجتنب ذلك كله "
وتحدث أخيرا عن وجوب صبر الأزواج على الزوجات لأنهن يقمن بأعمال متعبة فقال :
"وقفة معك أيها الزوج
إن لك أن تعلم أن للمرأة هموما وأحزانا تفوق همومك وأحزانك وأنها كائن حي رقيق تحتاج إلى من يطببها ويساعدها ويعطيها من وقته فإذا كنت أنت ـ أيها الزوج الحنون ـ بعيدا عنها وعن مساعدتها ومداواتها فإلى من تسعى؟ فهي لا ترتضي سواك صديقا ولا ترتضى سواك طبيبا
واعلم أن جلوسها في البيت لا يعني شعورها بالراحة والهدوء فإن لديها أبناء تتعامل معهم وتربيهم لتنشئهم نشأة صالحة وكل هذا يحتاج منها إلى جهد نفسي وقلبي وجسدي أكبر من الجهد الذي تقوم به أنت في مكتبك أو مصنعك ولو تبادلت معها الوظيفة لما استطعت عليها ساعة من نهار كيف لا؟ ورسول الله (ص)يعدل وظيفتها بالجهاد في سبيل الله هو ذروة سنام الإسلام" ثم نذكرك كلما وقعت عيناك على تقصير من زوجتك تذكر قول النبي (ص)حيث يقول لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر أو قال غيره" واختم بهذه القصة ليتضح لك المقصود "فقد روي أن رجلا جاء إلى عمر ابن الخطاب – – يشكو سوء خلق زوجته فوقف على بابه ينتظر خروجه فسمع امرأة عمر تستطيل عليه بلسانها وتخاصمه وعمر ساكت لا يرد عليها فانصرف الرجل راجعا وقال إن كان هذا حال عمر مع شدته وصلابته وهو أمير المؤمنين فكيف حالي؟ وخرج عمر فرآه موليا عن بابه فناداه وقال ما حاجتك أيها الرجل؟ فقال يا أمير المؤمنين جئت أشكو إليك سوء خلق امرأتي واستطالتها علي فسمعت زوجتك كذلك فرجعت وقلت إذا كان هذا حال أمير المؤمين مع زوجته فكيف حالي؟ فقال عمر يا أخي إني أحتملها لحقوق لها علي إنها لطباخة لطعامي خبازة لخبزي غسالة لثيابي مرضعة لولدي ويسكن قلبي بها عن الحرام فأنا أحتملها لذلك
فقال الرجل يا أمير المؤمنين وكذلك زوجتي قال عمر فاحتملها يا أخي فإنما هي مدة يسيرة"
فانظر إلى محاسن زوجتك كلما رأيت منها تقصيرا أو تفريطا"