محمود صلاح الدين قواس
عدد المساهمات : 11 تاريخ التسجيل : 09/05/2017
| موضوع: نظرية المفهوم في تفسير الدوافع والمشاعر والسلوك وما نحن فيه مختلفون الأحد مايو 14, 2017 9:20 am | |
| نظرية المفهوم في تفسير الدوافع والمشاعر والسلوك وما نحن فيه مختلفون اقدم لكم نظريتي هذه التي تحاول تفسير الدوافع والمشاعر والسلوك وسبب الاختلاف بين الفرق الدينة وموقفنا من بعض يولد الانسان وهو لا يعلم شيء فدماغه عند الولادة صفحة بيضاء ومن خلال عملية التربية والتنشئة الاجتماعية والتفكير والتعلم والخبرات الحياتية اليومية تتولد لديه مفاهيم عن كل شيء في الوجود تقريبا في دماغه وهذه والمفاهيم عبارة عن مجموعة افكار حول شيء معين وتتميز هذه المفاهيم على انها تختلف في شدة ثباتها في الدماغ فبعضها شديد الثبات وبعضها متوسط الثبات وبعضها ضعيف الثبات وذلك تبعا الخبرات التي مر بها الشخص والعلم الذي تلقاه ...الخ ويتحدد سلوك الانسان تبعا لمفاهيمه فرجل الدين لديه مثلا مفاهيم تتعلق بطاعة الله وعبادته وتقديس رسول او امام معين وفق ما تلقاه من ابائه الاولين فهو يسلك سلوك مطابق لمفاهيمه فيصلي ويصوم ...الخ وطالب العلم لديه مفاهيم تتعلق بأهمية الدراسة وضرورة الثقافة...الخ وذلك قد يكون لتأمين العمل الجيد في المستقبل او لتطوير العلم واغنائه....الخ وهذه المفاهيم تجعله يدرس ... والفرق بين انسان واخر ما هو الا فرق في المفاهيم... فالفرق بين الطالب الذي يدرس والذي لا يدرس هو فرق في المفاهيم بينهما والفرق بين الموظف المخلص في عمله والموظف المتسيب هو فرق في مفاهيم كل منهما وكذلك الفرق بين المفسد والصالح هو فرق في مفاهيم كل منهما وكذلك الفرق بين المتعصب والمتحرر والمنفتح هو فرق في المفاهيم....الخ فمفهوم الشخص يجب ان يطبق على الواقع وفي حياته اليومية ويكون الانسان في حالة توازن واستقرار طالما كانت مفاهيمه تتطابق مع الواقع سواء كانت مفاهيم صحية ام خاطئة ولكن عندما يخالف الواقع المفهوم تحدث حالة من اختلال التوازن وتتولد المشاعر وذلك تبعا لدرجة شدة المفهوم من جهة ودرجة مخالفتها للواقع من جهة اخرى ومثال ذلك طالب الجامعة المستجد المهتم بدراسته عندما يكتب في الامتحان بدرجة 60 مثلا فيتكون لديه مفهوم ان نتيجته في هذا الامتحان هي 60 وعندما تخرج نتيجة امتحانه وتكون 60 فهو لا يشعر بأي شعور لان مفهومه تطابق مع الواقع ولكن لو كانت نتيجته 20 مثلا فهنا يكون الواقع مخالفا لمفهومه بطريقة سلبية وبدرجة كبيرة وعندها يشعر بالحزن والاستياء ويسعى الى تغيير الواقع وفق مفهومه بأن يراجع المدرس ويطلب منه اعادة تصحيح ورقته وفي حال فشله يلجأ الى جهات اعلى اذا امكن في محاولته لتغيير الواقع بما يتناسب مع مفهومه ويلجأ الى كل السبل التي تجعل الواقع يتطابق مع مفهومه اما اذا كانت نتيجته 90 درجة مثلا فهنا يكون الواقع قد خالف مفهومه ايجابا بشكل كبير فيشعر بالغبطة والفرح والسرور ... ومع تكرار التجربة نفسها في عدة مواد يتكون لديه مفهوم جديد يتضمن افكار من قبيل ان نتيجة امتحانات الجامعة لا تكون في اغلب الاحيان وفقا لما يجيب عليه الطالب من اجوبة وعندها يتقبل نتيجة اي مادة مهما كانت... ومثال اخر التاجر الذي لديه مفهوم يتضمن افكار من قبيل ان التجارة ربح وخسارة وان السوق قد يتعرض لحالة من الجمود وانه قد يفقد كل ما يملكه ...الخ وذلك نتيجة تجاربه السابقة ...الخ فهو لن يشعر بالضيق ابدا عندما يخسر اما التاجر الذي يربح دائما فيتكون عنده مفهوم ان امواله ستزيد يوما بعد يوم وهو لن يخسرها ابدا فاذا حدث وخسر في تجارته فسيكون الواقع قد خالف مفهومه وهنا يشعر بالضيق والحزن ويختلف سلوكه الناتج عن هذا الحادث حسب درجة مخالفة الواقع لمفهومه وشدة مفهومه فالخسارة الكبيرة لا تولد لديه نفس المشاعر الناتجة عن الخسارة البسيطة وقد يصل سلوكه الناتج عن ذلك الى حد الانتحار وهذا ما يحدث مع التجار الذين يفلسون اما اذا كان لديه مفهوم شديد ان الانتحار حرام مثلا فهو لا ينتحر ولكن يختلف سلوكه تبعا لمفاهيمه الاخرى كأن يكون لديه مفهوم بانه دائما يمكن البدء من جديد وتعويض ما خسر ..الخ ويلاحظ انه عندما يخالف الواقع المفهوم فان الانسان لا يسعي الى تغيير مفهومه وانما يسعى لإعادة الواقع لكي يكون مطابقا لمفهومه ولكن مع فرض الواقع لحدث جديد واستمراره لفترة طويلة يتغير المفهوم وكل شخص منا ولد في مكان معين ينتمي الى عائلة من فرقة دين معينة لقنته هذه العائلة افكار كثيرة عن دينها شكلت هذه الافكار مفاهيم دينيه لديه تختلف شدت ثباتها في الدماغ حسب الطريقة التي لقن بها والخبرة والتكرار الذي تعرض لهم فيها... والغالبية منا مهما كانت الفرقة الدينية التي ينتمي اليها لم يخضع هذه الافكار والمفاهيم للتحليل والتدقيق والمحاكمة المنطقية وانما تقبلها كما هي وأصبحت مفاهيم ثابتنه لديه تحدد سلوكه وتكون مشاعره وعلى سبيل المثال المسلم السني تلقن أفكار دينية منذ الصغر شكلت مفاهيمه منها ..أن الصلاة بمفهومها التقليدي عماد الدين من اقامها اقام الدين ومن هدمها هدم الدين وهذه الصلاة هي خمس فروض وان النبي محمد عليه السلام وهو اعظم البشر وان الدنيا خلقت لأجله وان مصدر الحكم في الدين هم المشايخ وان الخلفاء الراشدون وبخاري ومسلم وغيرهم لا يخطؤون وهم من المقدسين...الخ وغيرها من المفاهيم الخاطئة والتي لم يخضعها للتحليل المحاكمة المنطقية وهو يقوم في حياته اليومية بتطبيق هذه المفاهيم على أرض الواقع وهذا يشعره بالتوازن فاذا وجد من يخالفها على ارض الواقع او لديه مفاهيم مخالفة لمفاهيمه شعر باختلال التوازن وبالضيق وحاول ان يعدل الواقع ويغيره ليكون متطابقا مع مفهومه وذلك بدعوة صاحب تلك المفاهيم الى تغيير مفاهيمه او قتل صاحب تلك المفاهيم او تكفيره...الخ وما يميز القرآنيين أنهم أخضعوا مفاهيمه الدينية التي تم تلقينهم اياها في الصغر الى التحليل والمحاكمة المنطقية فوجدوا فيها الكثير من الخطأ والمغالطة ومن خلال طرح التساؤلات والبحث وتلاوة آيات القرآن الحكيم تكون لديهم مفهوم يتمثل بأن المرجع الوحيد للدين هو كتاب الله عز وجل وهذا المفهوم مخالف لمفاهيم جميع الفرق الدينية التي تقدم سنة النبي او علي او...الخ على كتاب الله سبحانه وتعالى كمرجع ومصدر للدين وافترض ان المفاهيم تتمثل بوصلات عصبية دماغية ناتجة عن التعلم والتفكير والخبرات... الخ وهذه الوصلات العصبية لا يمكن فكها بسهولة ليتمكن الشخص من تعديل مفاهيمه ..وهذا ما يحتاج الى دراسة واثبات من قبل اهل الاختصاص ومن انواع المفاهيم المفهوم الوليد وهو يظهر عندما تقدم لاحد الاشخاص دليلا منطقيا يدل على خطأ مفهوم ما لديه, فيقوم بتكوين مفهوم يبرر مناقضة مفهومه للمنطق دون أن يستند هذا المفهوم في الغالبة على أسس منطقية .. ومثال ذلك عندما تقول لاحدهم أن كتب التراث أنتجت داعش وارهابها فيقول لك ان داعش صناعة امريكية ولا علاقة لها بالدين المفهوم الهدف وهو مجموعة من الافكار المرتبة بالمستقبل وهو الذي يولد الدافع فالفرق بين الطالب المجد الذي لديه دافع للدراسة والطالب الكسول الذي ليس لديه دافع للدراسة هو فرق في مفهوم الهدف المتعلق بالمستقبل والشاب الذي لديه مفهوم يتضمن افكار من قبيل ان قتل الناس الذين لا ينتمون الى دينه هو من افضل واحب الاعمال لله وانه من يقتل نفسه في سبيل ذلك فله الجنة وعدد كبير من الحوريات ... الخ فهذه الافكار تولد لديه دافع للهجرة الى مكان فيه من هم ينتمون لغير دينه وتفجير نفسه بينهم وأخير فان الفرق بين السنة والشيعية وغيرهم من فرق الدين هو فرق في مفاهيمهم عن المرسلين والأئمة ورجال الدين وكذلك فان كره وتكفير بعضهم بعض هو ناتج عن مفاهيم لديهم ولو أخضع كل منهم مفاهيمه للتحليل والمحاكمة المنطقية وقارن ما في مفاهيمه من افكار مع كتاب الله سبحانه وتعالى لحلت كثير من مشاكلنا وفي الختام أدعوا الجميع الى مراجعة مفاهيمهم والأفكار التي تتضمنها واخضاعها للتحليل والمحاكمة المنطقية وليس لما لقن وعلم من الآخرين سواء كانوا أفراد عائلته او رجال دين او...الخ | |
|