إني متفق معك بأن ما يسمى بصلاة الجمعة تكون صلاة الفجر من يوم الجمعة
. فقد قال الله تعالى ( إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة) و لم يقل " نودي لصلاة الجمعة" كما قلت أخي بنور، فالصلاة هنا معرفة بألف ولام يعني ذلك الصلاة اليومية المعروفة التي فرضها الله في كل الأيام. .والسعي إلى ذكر الله مطلوب فرضا كل الأيام.
و إن خص هنا بذكر يوم الجمعة لأنه يوم السوق فيأكد الله على ذلك اليوم لألا ينشغل الناس بالتجارة و يهجروا المساجد. والصلاة المعروفة هذه تكون صلاة الفجر و كلنا نعلم أن الناس يفتحوا دكاكينهم باكرا. ولا يمكن أن تكون صلاة العشاء فلا بيع و لا شراء بعد العشاء في عصر الرسول.
مع العلم أنه لا توجد صلاة مفروضة بين الفجر والعشاء ( و جعلنا النهار معاشا)
و أما عن قوله تعالى ( فاسعوا إلى ذكر الله)
فذكر الله يشمل الصلاة وليس كل ذكر هو الصلاة. مثال في قوله تعالى
نَ
النور - الآية 37رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ
"ذكر الله و إقام الصلاة" يعني هناك اختلاف بين الأمرين. فذكر الله لا يعني دائما الصلاة. فيمكن أن نذكر الله خارج الصلاة مثل قراءة القرآن و دراسته و تعليمه والتسبيح إلى غير ذلك من الذكر. فعندما يأمرنا الله بالسعي إلى ذكر الله ( فاسعوا إلى ذكر الله) عند النداء إلى صلاة الجمعة يمكن أن نفهم أنه يدعونا إلى الصلاة نفسها وأيضا إلى غير الصلاة من ذكر. والذكر أشمل. ( و لذكر الله أعظم) بحيث نفهم من هذا الأمر أن الله يطلب منا أن نسعى إلى ذكر غير الصلاة مع أداء صلاة الفجر بالطبع كسائر الأيام. وعندما يقول الله تعالى (و تركوك قائما) نفهم أن الصلاة قد تمت لأن المصلين لم يحضروا لكي يغادروا المسجد قبل إنتهاء الصلاة، ولا يزال الرسول قائما والناس ينفضوا من حوله للذهاب إلى التجارة مع أنه لم يكمل ما هو قائم من أجله . فيمكن أن نفهم أن هناك أمر آخر غير الصلاة التي تمت ألا و هو الذكر الذي يدعونا الله إليه : مثل حضور دروس في الفقه أو تلاوة قرآن مع التمعن أو تبادل آراء و تحاور أو دعاء أو تعليم ما يهمنا من الدين إلى غير ذلك من الذكر.
يمكن أن نفهم من سورة الجمعة أن الله يريد أن يحضر أغلب الناس ليتعلموا و يتفقهوا في دينهم في ذلك اليوم ألا وهو يوم السوق الذي يجمع الكثير.
هذا ما فهمته بأدلة من الكتاب والله أعلم