الصدقة والزكاة وكنز الذهب والفضة

لمتتبع لمعنى الزكاة في القران الكريم يجد انها بمعنى تطهير النفس وليس بمعنى التصدق بالمال للفقراء في كل عام
قال تعالى {وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ (6) الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (7)}
فالزكاة تطهير النفس من امراض القلوب كالبخل والخداع والكذب والحسد والخيانة ورذائل الاخلاق والفواحش ما ظهر منها وما بطن 
واما المال الواجب إخراجه سماه الله تعالى صدقة بمعنى إعطاء المال بالنسبة للمسلمين {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (103)
 وسماه جزية لغير المسلمين لأنها تجز منهم وتؤخذ عنوة { َ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} فأخذها عنوة لا تطهر نفوسهم ولا يثابون على إخراجها ولكن منفعتها لتقوم الدولة على أركانها
 فأمر الله رسوله بجمع المال من الناس مسلم وغير مسلم  
وإنفاقه على الأصناف الثمانية { إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (60)}
فربما تكون 2.5% او 5% او 10% أو 15% فالأمر متروك لولي الامر بحسب ما يحتاجه ليغطي مصروفات احتياجات الدولة وأهلها والتي تحت سيطرته ليقض على الفساد وينعم الناس بالأمن والأمان ورغد العيش
اما اخراج الصدقة من الافراد الى الافراد فهي تطوعية ليست بواجبة وثوابها جزيل وقد حث الله تعالى عباده بالإنفاق في كثير من الآيات
 
وبتالي ليس معنى أداء الزكاة إخراج مقدار معلوم من المال كل عام لإعطاء الفقراء ولكن التصدق وإعطاء الفقراء المال والانفاق عليهم يؤدي الى تزكية النفس مثل مكارم الاخلاق والصدق والأمانة كلها عوامل تؤدي الى تطهير النفس
وبتالي فإعطاء المال يسمى صدقة تجب على أولياء الأمور اخذها من الناس
 ثم عليهم صرفها على أصحاب الصدقة الثمانية المذكورين في سورة التوبة في القران الكريم فمن هم أصحاب الصدقة
              
 
 
                     أصحاب الصدقة الثمانية
{ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (60)}
1-   الفقراء
2-   المساكين من السكون وعدم الحركة كالذين لا يقدرون على العمل لعجز او مرض مثل أصحاب العاهات كالأعمى والاصم والابكم والمشلول والاعرج والمريض والضعيف {الذين لا يستطيعون ضربا في الأرض}
3-   العاملين عليها هم عمال وموظفين الدولة من الوزير الى أدنى الوظائف
4-   المؤلفة قلوبهم هم من تتألف الدولة قلوبهم من افراد وقبائل وجماعات ودول الجيران ودول بعيدة لهم تأثير على الدولة   كي لا يبقى للدولة أعداء في الداخل ولا في الخارج وتسلم من كيدهم
5-   الرقاب مثل دفع الديات وفك الأسير وعتق الرقيق
6-   الغارمين أصحاب الديون
7-   وفي سبيل الله كلمة عامة فتأخذ على محملها فينفق ولي الامر الى أي وجه من وجوه المنفعة كتمويل وقروض أهل المشاريع والانفاق على مشاريع الدولة كرصف الشوارع وتنظيفها وانارتها وتمهيدها وجلب الماء والكهرباء وكل ما تحتاجه المدينة او القرية من خدمات ومشاريع تسهل على الناس حياتهم يسمى في سبيل الله
8-   وَابْنِ السَّبِيلِ
يدخل فيه المغتربين لأجل لقمة العيش وكذلك المسافرين وهو الغريب
      
 
 
                 كنز الذهب والفضة
﴿والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم، يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون﴾ التوبة 34 و35 وقال تعالى: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }

فلاية بها تهديد ووعيد شديد لكل مكنز والسبب ان دورة الحياة والمشاريع وقيام الحضارات وتحسين معيشة الناس يعتمد على الاستثمار وتشغيل المال في كل حرفة فيستفيد جميع الناس من هذا المال وكل من كنز المال فقد عطل الحياة وازداد الناس فقرا وبؤسا وأصبحت الحياة شاقة والسبب ان افرادا يكنزون المال ولا يعملون على تشغيله واستثماره فيبقى هذا المال المكتنز وبالا على الامة قاطبة ولم ينتفع به أحد