في قوله تعالى
وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ثُمَّ كُلِي
مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ
فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
(سورة النحل )
لفهم حال كلمة اوحى ففي اللغة نقول أوحى اللهُ إلى بعض خلقه شيئًا: ألهمه إيَّاه كلمه بكلام يخفى على غيره اما كيف يخفى على غيره الجواب يخاطب الله نفس هذا الانسان مباشرة فلا يدرك اي شخص ما يحصل ما عدا الشخص المخاطب اليه من قبل الله بنفس المخاطب له او اليه اي دائرة مغلقه ما بين الله ونفس المخاطب (هذا المفهوم هو معنى اوحى ) ويحصل هذا الحال ايضا للنفس المؤمنه من بعد توفيتها وانفصالها عن الجسد بالتفاف الروح والنفس وخروجهما من الجسد والتفت الساق بالساق ايحاء مباشر بقوله تعالى { يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي } (سورة الفجر 27 - 30) ومعنى النفس كخلق مثال نفس ادم ووضع فيها كودات خلقه (فاذا سويته) وهي المستقر=اي البدايه منها لخلق الجسد ونهاية الجسد بخروجها منه وهي المستودع فيها كودات خلقنا وفيها تحفظ اعمالناو اتناول قصة ام موسى حيث هنالك شيئان يتحكمان في قرار الانسان النفس مركزها الفؤاد كطاقه غير مرئيه موجود الفؤاد في القلب ولكن لا يرى وتدرك وجوده في داخلك في حال الفرح والسرور طاقه ممتلئه وفي الاحباط فارغ والشىء الاخر الجسد بتدبر العقل والقلب مع الاحاسيس اي الانسان جسد ونفس وروح مركز الجسد القلب ومركز النفس الفؤاد طاقه متغيره تستمد قوتها من ثبات القلب ووجود الفؤاد مع القلب الا انه غير مرئي لان ربنا قال عن النفس ما اشهدتهم خلق السموات والارض ولا خلق انفسهم ولان النفس غير مرئيه فالفواد الذي هو جزء منها غير مرئي ايضا ولكن تدرك وجوده بمقدار الطاقه التي عندك كنفس في الداخل ومرتبط بثبات القلب وتدبر العقل ففي حال الاحباط الفؤاد فارغ { وَأَصْبَحَ فُؤَادُ(النفس) أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا(جسد) لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } (سورة القصص 10)وممتلى بحال الفرح والسرور ,ورؤية ايات ربنا الكبرى بقوله تعالى { مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ(نفس) مَا رَأَى (بعينيه كجسد يقظه وليس نوم) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى } والسؤال كيف ربط الله على قلب ام موسى اعطاها الله الفكرة مباشرة للنفس ثم تدبرتها ام موسى بعقلها وقلبها فكانت الفكرة كالاتي
بقوله تعالى
إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ
هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ
(سورة طه 40)
اذن الايحاء توجيه رباني مباشر من خلال التحكم ببرمجة النفس كذلك النحل اوحى الله اليها
مسبقا بتوجيه طاقة الداخليه للنحل بصورة مباشرة لتعمل وفق
هذا التوجيه والنظام الدقيق الى ان تقوم الساعه
الخلاصه حال كلمة اوحى مع النفس البشريه كطاقه وعلاقتها بالجسد
ككتله وحال قصة ام موسى ورضيعها كمشكله وحال اخر
كخلق وعلاقة النفس التي فيها كودات خلقنا ومستودع اعمالنا
ولان النحل يخرج من بطنه شرابا مختلف الوانها عكس بقية المخلوقات مثل
حال الابقار الحليب هو نفسه في كل بقاع العالم
لذا يبين الله من خلال كلمة اوحى بخصوص النحل ان في الطاقه الداخليه
للنحل كودات مختلفه كخلق لها وحسب
بقاع العالم واختلاف ثمرات العالم التي تتغذي عليها النحله سوف تخرج
منها شرابا مختلف الوانه هذا هو سبب ذكر
اوحى في حال النحل وانه شفاء فعلى الباحثين مزج الوان العسل
بدرجات ليكون الشفاء من بعض الامراض التي
لم يوجد لها علاج او البحث في المناطق العالم التي يقل فيها الاصابه
بمرض السرطان والتركيز على لون العسل باشكاله
في تلك البقعه واستخدامها لعلاج مرض السرطان
والحمد لله رب العالمين
التفسير لغة وعلم