الخياطة فى الإسلام
الخياطة يقصد بها :
تقطيع النسيج إلى أجزاء وبعد ذلك وصل الأجزاء عن طريق سم الخياط وهو الإبرة بثقبها الصغير
وفى التقطيع قال تعالى :
"قطعت لهم ثياب"
وفى ثقب آلة الخياطة وهى الإبرة قال تعالى :
" ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل فى سم الخياط"
والخياطة مهنة واجبة الوجود فى المجتمع المسلم للتالى :
-مواراة سوءة المسلم او المسلمة وهى العورة كما قال تعالى :
"يا بنى أدم قد أنزلنا عليكم لباسا يوارى سوءاتكم وريشا"
-الوقاية من الأضرار كالبأس وهو استخدام السلاح ومن الحر والبر ولدغ أو لسع الحشرات وفى هذا قال تعالى :
"وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم"
أحكام الخياطة :
الأول يقوم بالخياطة للرجال رجل وللنساء امرأة لحرمة النظر بين الرجال والنساء كما قال تعالى :
"قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم"
وقال تعالى :
" وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن "
وحرمة ملامسة الرجل لجسم المرأة غير ملامسة الكف أثناء المصافحة التى تنقض الوضوء كما قال تعالى فى أسباب الوضوء:
" وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا "
الثانى اللباس العام الذى يرتدى فى خارج البيوت وعند لقاء الأغراب فى البيوت يكون ساترا للعورة للذكر والأنثى كما قال تعالى :
"يا بنى أدم قد أنزلنا عليكم لباسا يوارى سوءاتكم"
الثالث اللباس الخاص الذى يرتدى داخل حجرة النوم للزوجين يجوز فى تفصيله أن يعرى أى شىء من الجسم لأن حفظ الفرج وهو الجسم استثنى الله منه الزوجات والأزواج فقال :
"والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون"
الرابع اللباس الخاص داخل البيت عند وجود المحرمين يكون مفصلا بحيث يغطى معظم الجسم عدا الأماكن المعتادة كالشعر والرقبة ونصف الذراعين ونصف الساقين
الخامس حرمة الإسراف وهو التبذير فى استخدام الأنسجة مثل عمل ذيل للثوب يمتد عدة اذرع أو عمل كم للذراعين يتسع أكثر من اللازم كنصف ذراع أو ذراع ومثل استخدام الذهب أو الفضة أو غير ذلك فى تزيين الثوب لأن الله حرم الإسراف وهو التبذير فقال :
" ولا تبذر تبذيرا"
السادس حرمة تفصيل ملابس تؤثر على صحة الجسم بالسلب مثل تضييق خصر الثوب بحيث يقلل من تدفق الدم لباقى الجسم ومثل تضييق مدخل الرقبة بحيث يعانى الإنسان عند لبسه أو خلعه وهذا من باب منع الحرج وهو الذى عن المسلم كما قال تعالى :
"وما جعل عليكم فى الدين من حرج"
السابع حرمة استخدام جلود الحيوانات التى تسمى الفراء فى تفصيل الملابس لأن صيد الحيوانات يكون لسد الجوع فى السفر وليس أكثر من ذلك كما قال تعالى :
"يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات وما علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله فكلوا مما أمسكن عليكم"
الثامن وجوب كسوة كل فرد كسوتين فى العام كل كسوة تتكون من طاقمين يتم التبديل بينهما كسوة للشتاء وكسوة للصيف كما قال تعالى :
"وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف"
وقال :
"ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التى جعل الله لكم قياما وارزقوهم فيها واكسوهم"
الخياطون:
أنواع الخياطين:
الأول الخياطة الجماعية وهى تجميع الخياطين فى مكان واحد على أن ينتجوا ملابس كثيرة ذات مقاس واحد أو عدة مقاسات ويسمى مكان الخياطة مصنع الملابس
الثانى الخياطة الفردية وهى أن يعمل فرد أو اثنين فى محل ويقومون بالتفصيل حسب طلب الزبائن الذين يحضرون الأنسجة للتفصيل أو يطلبون من الخياط أن يشتريها ويدفعوا ثمنها
ولكل نوع من النوعين فوائده وعيوبه فمصانع الملابس لا تنتج كل المقاسات حيث يعانى أهالى أصحاب الأحجام الصغيرة كالرضع صعوبة فى الحصول على ملابس مناسبة لهم فيضطرون لشراء ملابس أكبر يقومون بتصغيرها وكذلك الحال فى أصحاب الأحجام الكبيرة فهناك أناس لهم أحجام غير متناسقة فمثلا هناك بطون ضخمة وسيقان رفيعة ومثلا هناك مرضى بعض الأمراض كمرض الفيل تتضخم أحجام أرجلهم وحدها فى الغالب ويبقى الجسم من أعلى رفيعا أو متوسطا
هؤلاء لا يجدون مطلبهم فيما تنتجه المصانع لأن الخياطين يفترضون أن الضخامة تعنى الضخامة فى كل الأعضاء ومن ثم ينتجون ملابس لا تناسب تلك الفئات
وأما الخياط الفردى فهو يعمل حسب هواه أو حسب مصلحته فهو يؤخر التفصيل احيانا حتى ينتج فى كل يوم ثوب أو اثنين حتى يستطيع أن يجد اجر لنفقته فى كل يوم أو اثنين وأحيانا قد لا يجد مالا فترة طويلة وأحيانا يتراكم العمل عليه خاصة فى فترات ما قبل الأعياد فيضطر إلى اجهاد نفسه وإضرار صحته بتفصيل تلك الكميات الكثيرة فى فترة قصيرة
وميزة الخياط الفردى هو أنه يقدر على أن يفصل الملابس حسب الجسم أمامه
وهناك مسألة شهيرة تتعلق بالخياط الفردى فى الفقه وهى مسألة الضمان أو التضمين بمعنى :
أن الخياط مسئول عن النسيج الذى يعطيه طالب الخياطة له فى حالة فقدانه أو فساده ومن ثم عليه تعويضه بنسيج مماثل أو يدفع له ثمن النسيج
والمسألة ليست واحدة فالفقد غالبا يكون الخياط مسئولا عنه وفى بعض الأحيان كالسرقة أو تبديل النسيج بسبب تشابه الألوان بين الزبائن لا يكون ضامنا والمسألة هنا تدخل فى باب الأمانة وفيها قال تعالى :
"إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها"
وأما الفساد مثل أن يدخل فأر المحل ويقرض النسيج أو تصيب العته النسيج فليس الرجل مسئولا عنه والمسألة هنا تدخل فى باب الفضل بين المسلمين بمعنى أن صاحب الفضل منهم هو من يحضر ثوبا أخر إن كان الخياط أو يتنازل عن ثمن الثوب إن كان صاحب الثوب وكذلك الأمر فى حالة الفقدان بسبب السرقة أو تبديل الأثواب
وفى الفضل قال تعالى:
" ولا تنسوا الفضل بينكم"
وهذه المسألة تكون فى مجتمعات فيها مسلمين ولكنها لا تحكم بحكم الله وأما المجتمع المسلم وهو الدولة المسلمة وهى الوحيدة التى تحكم بحكم الله فالمسألة لا تقع فيها لأن كل شىء فى الدولة يكون منظما حيث ينك تخصيص عدد من الخياطين لكل حى يقومون بتفصيل ملابس أهل الحى حسب نظام الكسوتين بحيث يكون عندهم مقاسات كل فرد فى الحى وأى طارىء يطرأ على فرد منهم يتم إبلاغهم لتغيير المقاسات ولا يوجد هذا العمل الفردى ولا حتى الجماعى الذى يبغى الربح فقط وإنما العمل منظم بحيث يتم تلبية احتياجات كل سكان الدولة أو البلدة دون تفرقة بين هذا أو ذاك فلا معنى لكون الدولة مسلمة إلا أن تكون دولة عادلة لا يوجد فيها عريان أو من ملابسه بالية إلا أن يكون الكل لهم نفس الملابس البالية بسبب ظروف قاهرة