المقدمة وتعريف علم الكتاب
بِسْمِ اللَّهِ
والْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَىٰ
السلام عليكم أهل القرآن ورحمته وبركاته
هذا مختصر لنظرية عِلْمُ الْكِتَابِ
توكلت على الله ، سبحانه وتعالى
إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ
المقدمة وتعريف عِلْمُ الْكِتَابِ
بعد حمد الله ، سبحانه وتعالى ، اقدم لكم هذه النظرية كطريقة للتدبر في كتاب الله ، سبحانه وتعالى
القرآن العظيم يحتوي على نظام خاص ذو منهج فكري منطقي عقلاني ، وهو ايضا نظام معجز ، ولمعرفة هذا النظام يجب ان نتبع شروط عقلية لفهمه ، على اساس الفهم العقلي من القرآن العظيم فقط ، وسواء من يتبع هذه المعرفة مسلم بالقرآن العظيم ام كافر به ، فلا يهم ، المهم تتبع الشروط المنطقية العقلية والمعايير والمسلمات والمبادئ (الفرضيات) ليصل الى النتيجة نفسها
فبدون علم له معاييره ومناهجه سيترتب على ذلك تفسير عشوائي خاطئ للقرآن العظيم
ان تفسير القرآن العظيم تحت الناقة والبعير او من ورا اطناب بيوت الشعر ، لا يصلح ، ولا يخرج منه الا أخطاء وتشريعات على اقل تقدير ستكون مخالفة للقرآن العظيم نفسه ، او ستكون كفرا او شرك او بدعا او فسوق
ان تفسير القران العظيم لا يكون الا عن طرق معتمدة من خلال القرآن نفسه ، مثل طريقة المصفوفات القرآنية (طريقة سرد الآيات) وطريقة الآيات المتشابهات ، وآيات التفصيل ، وآيات تفصيل التفصيل ، وكل هذا يعتبر علوم من علوم القرآن العظيم
ان تدبر القرآن العظيم لا يحتاج الى موهبة او عبقري ، بل الى نظرة تدبرية للقرآن نفسه ، الذي لا شريك له في التشريع الديني ، فالعامي البسيط يستطيع ان يفهم من القرآن العظيم ما يصل الى عقله ومفاهيمه البسيطة ، فافضل قاعدة للإنسان البسيط للتعامل مع القرآن العظيم لاستخراج الاحكام والتشريعات والمعلومات هي طريقة (( اقرأ ، ثم اتلو ، ثم رتل ، ثم تدبر بفهم ))
وهي طريقة سهلة جدا
مثال : الآية المراد تدبرها - ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ
· اقرأ – بمعنى تدبر وافهم وحاول ان تفسر الآية المراد تدبرها - ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ
· اتلو – بمعنى اقرا الآيات التي قبل وبعد الآية المراد تفسيرها ، وفي نفس موضوعها ، ان التلاوة تعني تتابع الآيات التالية للآية المراد تدبرها (الآيات السابقة واللاحقة لها)
هنا التلاوة كاملا قبل وبعد الآية المراد تدبرها
- ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)
· رتل – بمعنى اجمع الآيات التي تتحدث عن موضوع معين في كامل القرآن العظيم ، ان الترتيل يعني جمع الآيات في نفس الموضوع الواحد ، مثلا قصة الخلق او سيرة النبي أيوب ... الخ
هنا عندنا مواضيع الكتاب ، الريب ، الهدى ، المتقين – كل هذه المواضع من ضمن تدبر الآية المراد تدبرها
· تدبر بفهم – بمعنى أنك اذا تدبرت الآيات كلها فستفهم ما تعنيه الآية جيدا بعد التلاوة والترتيل ، حتما ستفهم المعنى الحقيقة للآية المراد تفسيرها
ان عِلْمُ الْكِتَابِ يحوم حول الطريقة السابقة ومفاهيمها ومعاييرها ولكن بشكل اعمق وادق وبشكل موسع جدا جدا ، الا ان القرآن العظيم في مستوياته العليا يكون صعبا جدا ، حتى على أكابر العلماء وجهابذة الفكر
القرآن العظيم ليس مجموعة بيانات تعالج او معلومات تفهم او مواضيع تدرس ، انه علم له كامل ابعاد العلم من معاني وأدوات ومفاهيم ومعرفة وحقائق ومناهج علمية ومنطقية ومسلمات وفروض ومبادئ ، لذا انا ادعو الى العلمية القرآنية (او القرآنية العلمية) ، وهي ان القرآن العظيم يشكل علما خاصة به ، كما ادعو الى الفهم القرآني للقران وليس الفهم البشري له ، حتى نصيب الحق ثم نتبع الهدى
حقيقة ، القرآن العظيم مرآة الزمن يمشي مع الزمن ويتماشى معه ، فلا الزمن يلحق القرآن العظيم ، ولا القرآن العظيم يقف مكانه ليتجاوزه الزمن
القران هو الكون الالاهي اللفظي (الملفوظ) للرب ، سبحانه وتعالى ، كما ان هناك كون الاهي مادي مخلوق وهو الكون الذي نعرفه بمجراته ونجومه وكواكبه ... الخ
نصيحتي لك أيها القارئ الكريم ان لا تجعل احدا يقرا القرآن العظيم عنك ثم يفتيك في معاني القرآن العظيم ويقدم التشريعات والاحكام لك ، يجب عليك انت ان تقرا القرآن العظيم بنفسك ، انت لأنك انت من سيحاسب امام الله ، سبحانه وتعالى ، وليس المفتي سيحاسب بدلا عنك
ان القرآن العظيم رسالة الله لكل البشر ، فيجب على كل فرد ان يقرأه بنفسه
ان الطامة الكبرى ان يفسر القرآن العظيم بواسطة مرويات ظنية وبعلوم خاطئة ، مثل أسباب التنزيل والناسخ والمنسوخ ... الخ من العلوم التي دمرت القرآن العظيم ، ان القرآن العظيم يجب ان يفسر بواسطة القرآن نفسه عن طريق مثلا المصطلحات القرآنية ونظرية السرد وتلاوة الآيات وترتيل احاديث القرآن العظيم ، وكذلك عن طريق آيات الإحكام ... الخ والاستنباط والاستقراء للآيات ، اما اللغة العربية فهي حاضنة له فقط ، تخضع له ولا يخضع القرآن العظيم لها ، وما عدا ذلك من ادوات تفسير اذا استخدمت فستنتج تفسيرات خاطئة ومحرفة ومتعددة وبعيدة عن الإسلام الحق
لا تقرا القرآن العظيم بفهم سابق والا ستخسره ، او على اقل ترجيح ، ستكون افكارك وارائك قديمة على زمانك بمعنى ان مفاهيمك القرآنية ستكون قديمة ، لان القرآن العظيم حي وغير قابل للموت ولا تموت لغته ابدا
ان التفسير بغير المعايير أعلاه بأتي بمعاني شيطانية وليس بمعاني رحمانية ، مثلا التفسير المشهور للآية فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ – وما نتج عن تفسير من اباحة تعدد الزواج حتى اقصى عدد وهو أربعة زوجات ، بينما الآية تحمل النهي عن الزواج من ثانية ، فكيف بثالثة او رابعة ، ناهيكم عن التفسير الشيطاني والشاذ بخصوص موضوع ملك اليمين
لا يمكن فهم القرآن الا بالقرآن ، فلا يمكن فهمه بالاحاديث او المرويات او اقوال المفسرين والفقهاء ، الا ما اصابوا فيه ، وهو قليل جدا
لفهم القرآن العظيم يجب فهم الاجزاء المكونة لنظرية (فروضها ومبادئها) وطريقة ارتباطها مع بعضها وترابطها وتداخلها
سأتناول في السطور القادمة التعريف بالقران العظيم وعلاقته بالعلم من حيث انه علم يفهم بالعقل والمنطق والفكر ، ثم اطرح اربعة خطوات هي طريقة حديثة وغير مسبوقة لفهم وتدبر القران العظيم اسميتها عِلْمُ الْكِتَابِ – استنادا الى الآية - الرعد - الآية 43 وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا ۚ قُلْ كَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ
ان الخطوة الأولى من خطوات علم الكتاب هي علم تعريف المفردة القرآنية (المصطلح القرآني) ، ثم علم المصفوفات القرآنية (نظرية السرد) ، مع امثلة من القرآن العظيم ، وكيف يمكن للقارئ المتدبر فهم المفردة القرآنية ومعناها او فهم معانيها ، والذي يترتب عليه فهم أجزاء من موضوع معين من مواضيع القرآن العظيم
ثم في الخطوة الثانية سأقدم علم تلاوة الآيات ، مع امثلة من القرآن العظيم ، وكذلك معرفة الآيات المحكمات ام الكتاب ، وآيات التفصيل ، والآيات المتشابهات
اما في الخطوة الثالثة فسأشرح المصفوفات القرآنية من الدرجة الثانية والثالثة و... الخ الى ما لا نهاية ، وكيفية التعامل مع آيات تفصيل التفصيل ونظرية ترابط آيات القرآن العظيم ، او ما اسميه علم ترتيل الاحاديث القرآن العظيم ، ان آيات تفصيل التفصيل تعرض لأول في التاريخ ، وسيكون لها صدى كبير عند الختميين المسلمين ، ان شاء الله
في الخطوة الرابعة والاخيرة سأتكلم فيها عن كيفية الوصول الى الكون القرآني العظيم وهو دين الإسلام العظيم كله ، الذي نزل على الرسول العظيم محمد والانبياء والرسل جميعا ، عليهم الصلاة والسلام
سيبقى الناس الى يوم القيامة يدرسون نوعين من النجوم ، نجوم السماء ونجوم القران العظيم
علم القرآن العظيم (وهو علم الدين او علم الإسلام او عِلْمُ الْكِتَابِ) هو علم غيبي لا يمكن اخضاعه للتجربة حتى نتأكد من حقيقته ، الحقيقة تأتي بالإيمان والتسليم لله ، سبحانه وتعالى ، بما جاء من الله ورسالته ، وبما وضعه الله فينا من فطرة سليمة داخل الانسان تقر بوجود اله خالق مدبر عظيم
القرآن العظيم اما الايمان به وتصديقه والاعتقاد فيه ، او الكفر به ، ولا يوجد منطقة متوسطة بينهما ، وللأسف جميع مذاهب الدين الختمي الإسلامي من شيعة وسنة وخوارج وصوفية كفروا بكتاب الله ، مع ايمانهم بالله ورسوله
القرآن العظيم كتاب الله المقدس لا ينقصه شي فهو كامل شامل لمفاهيم الدين ، ويكمل بعضه بعضا ، ويفسر بعضه بعضا ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ،، ان الكتاب المقدس القرآن العظيم هو علم ولكل علم ادواته العلمية ومناهجه الخاص به التي تنبع منه ولا تأتي من خارجه ، فمثلا عملية الجمع في الرياضيات لم يخترعها الانسان ، بل اكتشفها من خلال تتبع علم الرياضيات ، والمعادلات الحرارية في علم الكيمياء لم يدخلها الأنسان الى علم الكيمياء ، بل هو فقط اكتشف وجودها ثم سخرها له ، وهكذا عمل الكتاب المقدس ، ففي الكتاب المقدس مناهج عملية يجب ان يكتشف الباحث عن طريق الأدوات العلمية والمعرفية لهذا المنهج ، فالكتاب المقدس اكثر من منهج ، منها مثلا المصفوفة القرآنية ، وعلى الاخرين الاستمرار حتى قيام الساعة في إيجاد مناهج القرآن العظيم والأدوات العلمية لكم منهج ، فهناك من اجتهد في علم الاعجاز كالأخ عبد الدايم كحيل وهناك من اجتهد في علم الإحصاء العددي كالأخ عدنان الرفاعي وهناك من اجتهد في قراءة النص بطريقة معاصرة كالأخ محمد شحرور ، رحمه الله ، وغيرهم كثير
بناء على طلب الكثيرين ممن سألني عن ماهية عِلْمُ الْكِتَابِ ، وزيادة في الفهم والوصول الى عِلْمُ الْكِتَابِ الموجود في القرآن العظيم ، اعرض هنا عليكم ، يا آهل القرآن ، مختصر عن (خطوات عِلْمُ الْكِتَابِ) ، علما بانني سأقوم ، بعون الله ، سبحانه وتعالى ، بنشر مؤلف عبارة عن كتاب مستفيض في (عِلْمُ الْكِتَابِ) ، ولكن للأسف هذا يتطلب وقت طويل ، والتحاور حول الانتقادات التي ستوجه لي قبل تأليف ونشر كتابي
وهنا أجد نفسي احتاج لنقدكم البناء لتصحيح أي أفكار او معايير فيها خطأ او نقص في هذه النظرية الجديدة على علوم الإسلام والمسلمين الختميين
عِلْمُ الْكِتَابِ سيوحد أهل القرآن (القرآنيين) وجميع المسلمين المؤمنين بالعظيم محمد والرسالة الخاتمة ، سيوحدهم في طريقة دراسة القرآن العظيم بطريقة منطقية عقلية ، وسيزيل بإذن الله ، سبحانه تعالى ، الاختلافات الموجودة بين اهل القرآن ، ان كانت قليلة اصلا ، بسبب اختلاف النظرات واختلاف طرق التدبر في القرآن بشكل كبير
ان كل هذا هو محصلة دراستي للقرآن العظيم مدة أكثر من 5 سنين
وبعد اكثر من 5 سنين من دراسة وتدبر القرآن العظيم ، استطعت ان أتوصل الى حقيقة مفادها كيفية دراسة وتدبر القرآن العظيم ، أي كيف نفهم القرآن العظيم ، توصلت الى نظرية (عِلْمُ الْكِتَابِ) ، هذا العلم الذي اودعه الله في كتابه الأخير ، ويفهم بالعقل البشري حصرا ، وليس فيها خرافات او اساطير او خزعبلات ، ويستوي في الوصول الى نفس النتيجة المؤمن بالقرآن والكافر به ، وهي ليست منحة ربانية لشخص دون الاخر ، هو متاح للجميع ، فقط من تدبر القرآن العظيم سيصبح عالم كتاب ، او على الأقل سيصل الى درجة اقل من عالم ، مثل دارس لعِلْمُ الْكِتَابِ ، او مثقف في عِلْمُ الْكِتَابِ ، او قارئ في عِلْمُ الْكِتَابِ... الخ
ان العلم له معاييره ومبادئه التي يتفق عليها جميع الناس ، مثلا في علم الرياضيات ( 1 + 1 = 2 ) ، يستوي في هذه الحقيقة المؤمن بالرياضيات والكافر بها ، ونظرية عِلْمُ الْكِتَابِ كذلك
الا ان الاختلاف الوحيد بين العلم الأرضي الدنيوي وعِلْمُ الْكِتَابِ ، هو ان الأول علم دنيوي محسوس ملموس كعلم الكيمياء ، او على الأقل لا يمكن انكاره اذا كان علم معنوي كعلم النفس او علم الاجتماع ، اما عِلْمُ الْكِتَابِ فهو علم الاهي رباني آخروي ، فمن لا يؤمن بالقرآن العظيم ، رجاءا لا يكمل قراءة هذا الموضوع ، لأنه سيدعي ان هذا تخريف وضرب في المجهول ، وسيدعي انه من العلوم الزائفة ، والحقيقة ، ما اكثر العلوم الزائفة
الدليل - البقرة - الم (1) ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)
الآية صريحة في ان ذلك الكتاب ، وهو القرآن العظيم ، هو للذين يومنون بالغيب ويؤمنون بما انزل الى العظيم محمد
فالإيمان الغيبي هو راس الحربة في هذا العلم
اذن الايمان بالغيب مطلب ضروري للاعتقاد بالقرآن العظيم وفي القرآن العظيم ، وما يتطلبه ذلك من اعتقاد بأن هناك تفسير وتأويل وتدبر للآيات تصل بك أيها القارئ الكريم الى حقيقة مطلقة
ان الايمان بالحقيقة القرآنية الغيبية المطلقة معيار مطلوب هنا في عِلْمُ الْكِتَابِ ، الا ان كثير من الناس يفتقد هذا ، فالذي لا يؤمن ان القرآن العظيم كامل وان به حقائق مطلقة وبعضها غيبي او بالأحرى اغلبها غيبي ، لا يمكن ان يؤمن بعِلْمُ الْكِتَابِ وبالتالي لا يمكن ان يفهمه او ان يفقه او يقتنع به
الدليل على وجود عِلْمُ الْكِتَابِ في القرآن العظيم
1- الرعد - الآية 43 وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا ۚ قُلْ كَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ
ان هذه الآية تفيد افادة عظيمة واكيدة بأن هناك علم اسمه عِلْمُ الْكِتَابِ ، ومن يشتغل بهذا العلم هم علماء الكتاب
2- النمل - الآية 40 قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ
آية عظيمة أخرى تتحدث عن انه هناك اكثر من علم داخل عِلْمُ الْكِتَابِ ، فقد يكون من ضمن عِلْمُ الْكِتَابِ علم الإحصاء العددي في القرآن العظيم ، وكذلك علم الاعجاز اللفظي والصوتي ، وعلم الاعجاز العلمي ، وعلم اللغة القرآنية ، وعلم الغيب ، وعلم نقل المادة كما تتحدث عنه الآية السابقة الكريمة ... الخ
الحقيقة ، ان ما سأقدمه هنا ليس عِلْمُ الْكِتَابِ كاملا ، بل هو جزء بسيط من عِلْمُ الْكِتَابِ الشامل ، او بالأحرى سأقدم علم من علوم الكتاب ، ما سأقدمه هو بالضبط علم تأويل القرآن العظيم فقط وليس كل عِلْمُ الْكِتَابِ
ان ما سأقدمه هو علم استخراج الاحكام والتشريعات والمعلومات والمعارف من القرآن العظيم فقط ، وقد وصلت الى مرحلة جيدة فيه ، لقد وصلت الى نظرية (قابلة للتطوير والتعديل طبعا) وأتمنى ان تكون صالحة للتطبيق ولها حقيقة قرآنية
تعريف عِلْمُ الْكِتَابِ :
هو علم اودعه الله ، سبحانه وتعالى ، في اخر كتبه المقدسة (القرآن العظيم) يفهم بالعقل والمنطق والفطرية السليمة ، ولا يمكن فهمه من خارج النص القرآني اطلاقا ، وهو علوم كثيرة منها علم تأويل وتفسير آيات القرآن العظيم ، وهذا موضوع كتاباتي