تشريح الكلمة ( الله )

إن لله أسماء عديدة كالغفور والقوي والسميع وغيرها من الأسماء ، فالغفور له علاقة بالغفران ، والقوي له علاقة بالقوة ، والسميع له علاقة بالسمع وهكذا ، لنأخذ الآن ما هو الله ، ما معنى الله ، وما هو مدلول هذه الكلمة ، هذا ما سأتطرق إليه في هذا الموضوع من خلال تشريح كلمة [ الله ] ، وأبدأ بما يلي :

ــ حرف الألف
أبدأ بحرف الألف ، ويمكن أن تبدأ بأي حرف شئت ، ويمكن أن تقوم بالتشريح بطريقة أخرى ، أنا بدأت بالألف وسلكت هذا الطريق في تشريح هذه الكلمة ، لنعود الآن لحرف الألف ، فإننا نرى أنه غير متحرك ، وهذا يعني أنه ليس أصلا من الكلمة ، وقد جاء إليها من باب التعريف ليعرفها كالأسماء الأخرى ، مثل الرحمن ، الوهاب ، الغفور ... الخ ، وبالتالي فإنه يجرُّ معه حرف اللام الذي يليه ، ويصبح لدينا الحرفين الأولين [ ال ] هما حرفي التعريف المعروفين .

ــ التشريح الثاني
نقوم بالتشريح الثاني للحرفين [ ال ] ، فإن هذه الحروف التعريفية ليست حروف عادية دخلت على أسماء عادية كالمدرسة ، المنزل ، القطار ، وإنما هي موجودة في أسم من أسماء الله ، وهذا يعني أنها دخلت على صفة من صفات الله فحولتها إلى إسم كالقادر من القدرة ، والغفور من الغفران والرحمن من الرحمة وهكذا
إذن فالألف واللام دخلت على صفة من صفات الله فحولتها إلى إسم ، وهذا يجعل من بقية الكلمة أنها إسم لصفة من صفات الله .

ــ تشريح الحرفين [ له ]
بعد ما عرفنا الحرفين الأولين [ ال ] بقي لنا الحرفين الأخيرين وهما [ له ] وقد استنتجنا أنهما يمثلان صفة من صفات الله ، والآن آخذ الحرف الأخير الذي هو الهاء ، فحرف الهاء في آخر الكلمة يعبر عن عدة أشياء كالآتي :

ــ هاء التبعية
الهاء التبعية كقوله تعالى ( ... إذ قال لقومه ... ) فالهاء في آخر كلمة ( قومه ) فهي للتبعية وليست للملكية فهو لا يملك القوم ، وهو واحد من قومه ، وهذه التبعية تنطبق على شيء يكون هو جزء من الكل ، وهذا لا يليق بجلاله سبحانه وتعالى ، إذن فهذه الهاء مستبعدة في كلمة [ الله ] .

ــ هاء الربوبية
هاء الربوبية كقوله تعالى ( ... فتلقى آدم من ربه كلمات ... ) أو كقوله ( ...فاستجاب له ربه ... ) فالهاء في آخر كلمة ( ربه ) تعبر عن الربوبية ولا تعبر عن التمليك ، وكون الهاء مفردة في الكلمة فإنها تعبر عن ربوبية محصورة ، فهذه الربوبية مستبعدة لكونها محصورة في شيء ، والهاء التي نبحث عنها في كلمة [ الله ] ورغم أنها مفردة إلا أنها يجب أن تعبر عن شيء مطلق وليس محصورا ، ولكي تعبر عن المطلق يجب أن تعبر عن ربوبية السماوات والأرض وما بينهما ، ولو كانت كذلك لجاءت الهاء ممدودة على شكل [ ها ] أو على شكل جمع [ هم ] بينما الهاء في كلمة [ الله ] جاءت مفردة ، وبالتالي فهي لا تعبر عن الربوبية المطلقة .

ــ وهناك هاء الغائب كقوله تعالى ( ... ثم أماته فأقبره ... ) وهذه الهاء تأتي غالبا مع الأفعال ، ونحن عندنا إسم .

ــ وهناك هاء التمليك ، كقوله تعالى ( ... سبحان الذي أسرى بعبده ... ) وهذا التمليك مستبعد لأنه محصور وليس مطلقا ، ولكي يكون مطلقا يجب أن يعبر عن ملك السماوات والأرض وما بينهما ، كقوله تعالى ( ... له ملك السموات والأرض وما بينهما ... ) ولكي يعبر عن هذا يجب أن تكون الهاء مربوطة بلام قبلها [ له ] وهذه هي الحالة التي عندنا ، فحرف الهاء في كلمة [ الله ] مربوط بلام قبلها ، وبالتالي نكون قد استنتجنا أن هذه الهاء تعبر عن التمليك المطلق ، والتمليك المطلق نجده في قوله سبحانه ( ... له الملك وله الحمد ... ) وهذا ما يتناسب مع تشريح كلمة [ الله ] ، وكنتيجة وصلنا إليها في الأخير نكتب ما يلي :

ــ النتيجة
الله = الذي له الملك وله الحمد

ــ ملاحظة 1
هذا نوع من التشريح طرحته في هذا الموضوع كنموذج للباحثين ، وليس هو التشريح الذي أتبناه في هذه الكلمة .

ــ ملاحظة 2
لا يعتبر التشريح دليلا في التشريع .

ــ ملاحظة 3
بعد التشريح يجب أن تكون النتيجة تتوافق مع ما أنزل الله ولا تتعارض معه ، فإذا تعارضت يلغى الموضوع .


الكاتب : بنور صالح